بالأمس أكملنا الإجراءات القانونيّة الخاصة بانتقال الأخ الصديق والرفيق - لثلاث سنوات وأكثر - الاستاذ الهندي عز الدين، إلى موقع آخر، لإنشاء صحيفة أخرى جديدة تصدر خلال شهر من الآن .. وأقول: (انتقال إلى موقع آخر) ولا أقول: (مغادرة آخر لحظة)، فالفرق بين الإثنين كبير، ولا نحسب أنّه سيغادر (آخر لحظة) أو تغادره هي، إذ أنّه كان أحد بُناتَها في عهدها الجديد، قدّم لها من جهده الكثير وأسال من قلمه مداداً غزيراً انتصر فيه لقضايا الحق والوطن والناس. يغادرنا أو بالأحرى غادرنا الأستاذ الهندي ولكنّه ترك أثره في نفوسنا وقلوبنا، ولا أنسى له على الإطلاق وقفته العظيمة معي إبّان المحنة الصحيّة الأخيرة التي تعرّضت لها، مثلما لا أنسى وقفات أهلي وأخواني وأصدقائي وزملائي في مجالس إدارات شركات (المنحنى) و(آخر لحظة) و(الألفيّة الجديدة) وهي تحت التأسيس، واختبار الذهب لا يكون إلا بتعرُّضه للنار واللهب. التقيتُ بأخي الهندي منذ وقت بعيد، لكن جمعنا العمل في صحيفة (الوطن) الغرّاء عندما كنت نائباً لرئيس تحريرها، الصحفي العظيم الأستاذ سيد أحمد خليفة، وجئنا بالهندي كاتباً مصادماً ومهاجماً لا يُشقُّ له غبار. ولم أكن أناديه إلا ب (هندي) سواء كان ذلك عندما نكون معاً أو أمام الناس أو حتى في الهاتف .. وكان يضحك. وتعرّفت عليه أكثر واقتربت منه واقترب مني وعرفت ميزاته وعرف عيوبي، وقد كان - ولا زال - عنيداً يتمسّك برأيه ويتشدّد لكنّه يقبل منِّي النُصح، فهو يعلم أنّني أحببته في الله، وقد راهنت عليه ذات يوم لأنّ الملكات والقدرات التي بين جوانحه قليل من يمتلكها في مجملها وبتلك السعة. بالأمس أكملنا الإجراءات القانونيّة الخاصة بانتقال الأسهم أمام المستشار القانوني لمجموعتنا الأستاذ عادل خشم الموس، المحامي، ثم دعوت لاجتماع مع قيادات العمل الصحفي والتحريري في الصحيفة، ورأينا إجراء بعض الترتيبات الخاصة بالعمل، وإعادة توزيع الأعمدة والزوايا اليوميّة، وجلسنا لانتخاب أحد الأعمدة لينتقل إلى الصفحة الأخيرة من (العروسة) «آخر لحظة»، كما كان يسمِّيها أستاذنا وأستاذ الأجيال حسن ساتي - رحمه الله - واجتمع مجلس الإدارة مساءً لمناقشة أمر الإصدارات الجديدة التي سنطلقها خلال أسابيع قليلة بإذن الله، واتّفقنا على أن تكون هناك مفاجآت سارة وسعيدة لقرّاء (آخر لحظة) أولاها إصدار نسخة إنجليزيّة من الصحيفة، هي ذات «آخر لحظة» بعناوينها وخطوطها وصفحاتها وأخبارها المختلفة وحواراتها ومنوّعاتها وأعمدتها المتميِّزة، لكنّها باللغة الانجليزية، وقد أوكلنا أمر الإشراف عليها للكاتب والصحفي الكبير الأستاذ طه النعمان، يعاونه طاقمٌ محترفٌ من الشباب الضالعين في اللغتيْن الانجليزيّة والعربيّة. كما اتفقنا على صدور أول صحيفة للأطفال في السودان قبل نهاية العام الحالي، ظلّت فكرتها تسيطر عليّ منذ وقت طويل، وأوكلنا أمر رئاسة تحريرها للأستاذة امنة السيدح، يعاونها طاقم عظيم من الفنانين في مقدِّمتهم الكاريكاتيرست خفيف الظل عميق المعاني (فارس) ومجموعته الشابّة، واتفقنا مع أحد كبار الفنانين - سيكون مفاجآتنا عند الإعلان - ليكون مستشاراً للتحرير.. وتشاورنا في من سيحل محل صديقنا الأستاذ الهندي في الصفحة الأخيرة خلال اليوميْن القادميْن، ونحسب أنه نفسه سيكون مفاجأة.. { الخرطوم: آخر لحظة طالب الأستاذ غازي سليمان المحامي جماهير الشعب السوداني إلى مساندة الفريق القومي المصري قائلاً إن مصر عزيزة على شعب السودان وأضاف أنه عندما أرسل محمد علي باشا جنوده نحو جنوبالوادي، رد على المندوب السامي البريطاني في القاهرة عندما سأله عن الأسباب التي دفعته بأرسال الجيش إلى الجنوب كانت إجابته أنه بعث به لحماية مجرى النهر الذي يروي السودان ومصر. وقال غازي بلسان الجماعة إننا مع مصر وعلى الجميع أن يعرف أن مصر كانت تقف مع بلادنا دائماً في السراء والضراء من منطلق أننا شعب واحد له مستقبل واحد وقدر واحد مشيراً إلى أن هذا لا ينفي محبة الشعب السوداني للشعب الجزائري وتقديره له.