يقوم وزير الدولة للشؤون الإنسانية د. مهندس عبد الباقي الجيلاني بزيارة إلى ولاية النيل الأبيض صباح اليوم لمتابعة تنفيذ تمرير مياه الجاسر- الفرع الشرقي للنيل الأبيض- من تحت ردمية الجزيرة أبا، بعد أن قامت الهيئة القومية للطرق والجسور بإعداد التصميمات اللازمة لعمل الصناديق الخرسانية اللازمة لتمرير المياه، والتي بلغت تقديرات تكلفتها الكلية نحو مليون وثلاثمائة ألف جنيه (بالجديد). ويذكر أن الردمية التي تم إنجازها في عام 1935م بتوصية من الإمام الراحل عبد الرحمن المهدي لدى زيارة البعثة الاقتصادية المصرية للسودان والتي قررت زيارة الجزيرة أبا، فقام حينها الأنصار بردم الجاسر خلال أيام معدودات لكن هذه الردمية التي طال عليها الأمد ومع تغير أوضاع النيل وقيام خزان جبل الأولياء تحولت إلى مشكلة حقيقية، حيث قطعت مجرى الجاسر من الجنوب إلى الشمال وخلقت بحيرة آسنة جنوبها وزادت تأثيراتها السلبية على البيئة بفعل نفايات مصانع السكر - عسلايا وكنانة- ومصنع أسمنت ربك، كما شكلت أزمة في توافر المياه شمالها في المنطقة الطرفية بين الجزيرة أبا والشوال، ما يوقف عمل المشاريع الزراعية صيفاً ويضطر السكان لشرب المياه غير النظيفة، كما توفر المياه الآسنة بيئة صالحة لأمراض المناطق الحارة مثل البلهارسيا والملاريا. ويجئ مشروع تمرير مياه الجاسر بمبادرة من صحيفة (آخر لحظة) عبر زاوية الزميل طه النعمان الذي نبه للمخاطر المحيطة بالمنطقة جراء حجز الردمية لمياه الجاسر، ووجد استجابة من د. الفاتح محمد سعيد وزير الدولة للطرق والجسور و0 وزير الشؤون الإنسانية ، حيث ستقوم (الطرق والجسور) بالتنفيذ وتقوم (الشؤون الإنسانية) بالتمويل، عبر علاقاتها مع المنظمات المهتمة بحماية البيئة والمصانع التي تساهم نفايات وبقايا صناعتها في التلويث، وسوف يصطحب الوزير الجيلاني الأستاذ طه النعمان من أجل زيارة المنطقة ولقاء المسؤولين في المصانع والجهات الداعمة للمشروع.