ü الجو هذه الأيام جو انتخابي.. فلا حديث غير الانتخابات، العاصمة تصحو وتنام على ما يدور من همس في مراكز الأحزاب.. وفي ظل هذه الأجواء تتاح فرصة ثمينة لظرفاء وخبثاء المدينة للتحرك هنا وهناك ينشرون الأكاذيب والقيل والقال، بل يخترعون في كثير من الأحيان شائعات تعكر الأجواء وتسمم الأفكار.. هذه الفئة تجد سلوكياتها سوقاً رائجة في عالم الصالونات وأروقة الأحزاب وحول دهاليز المناسبات، علاوة على ذلك فهي متخصصة في رسم سيناريوهات تؤدي إلى سوء التفاهمات وتبادل التراشقات بين قيادات الأحزاب المرشحين للانتخابات. ü الحديث والهمس في الصوالين المفتوحة وخلف الجدران المغلقة يتركز بصورة أساسية على الانتخابات الرئاسية، مَنْ يفوز ومَنْ يأتي في المقدمة.. ومَنْ يتنازل ومَنْ يترك الساحة في اللحظات الأخيرة.. والفئة هذه أيضاً خبرة في إطلاق التكهنات حتى حول عددية الأصوات التي دخلت صناديق الاقتراع، هؤلاء هم ظرفاء وخبثاء المدينة يطلقون القفشات والنكات بعيداً عن أعين الرقباء تعبيراً على ما يدور في اللقاءات والاجتماعات للمرشحين. ü كلنا يعلم أن قائمة السباق الرئاسي تضم اثني عشر مرشحاً قدمتهم أحزابهم للتنافس على كرسي الرئاسة.. وكل يضع الثقة في نفسه للفوز بالمقعد الرئاسي ولا غضاضة في ذلك.. لذا قبل المرشح تقديم نفسه لخوض المعركة وهو يعلم أنها شرسة وليست سهلة وتخضع لمعايير ثابتة، لكن البعض يترشح بغرض الإضافة لسيرته الذاتية أنه مرشح رئاسي سابقاً.. والمتابع لمسيرة الأحداث هذه الأيام يجدها واضحة على مرأى ومسمع من الناخب السوداني ويصعب في هذه الظروف أن تطمس الحقائق أو تلوينها في وقت كل الأعين مفتوحة والآذان صاغية ووسائل الإعلام ترصد وتعكس كل شاردة وواردة لما يحدث في سوق الانتخابات، لذا الشفافية والمصداقية لا تغيب. ü أحد خبثاء المدينة سألوه عن رأيه فيما يحدث الآن في بورصة الانتخابات من تردد بعض مرشحي الأحزاب عن خوضها بعد أن قطعت الاستعدادات شوطاً طويلاً جداً ولم تتبقَ إلا أربعة أيام ويتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع، أجاب قائلاً.. حسب اعتقادي أن الذين ينادون بالتأجيل غلبتهم الحيلة.. «وضاع لهم الدرب في الموية»، وهناك بالطرف الآخر فئة مكابرة «أحزاب الوزن الخفيف» وتدرك أن حصيلتها المرجوة ربما تكون صفرية من السباق الرئاسي. ü ثم يستطرد خبيث المدينة قائلاً: من المعروف أن الشعب السوداني جميعه يعشق لعبة «الكونكان»، وحسب شروط اللعبة فإن فريقها يتكون من أربعة لاعبين.. ولكن المعارضة لها مفهوم آخر عن عدد اللاعبين، ادخلت مادة جديدة لقواعد اللعبة وأعادت التشكيلة ليصبح عدد اللاعبين «8» أشخاص، خبيث المدينة بعد أن راقب مباراة «ساخنة» بين اللاعبين الثمانية خرج بالتحليل التالي: «أبو كلام» ورق حرق بدري، و«المبروك» ما عندو أمل في النزول، «كمولا» معرج.. و«دمليم» ورقو ناقص، «سرور» ورقو زايد..«الأبنوسي» قافل على كرت ميت.. «يسري» ورقو كعب ولاعب على دكها.. أما «المايسترو» ورقو فاتح ومنتظر الخمسين.. سألوا الخبيث: «المايسترو» الراجي الخمسين ده منو؟ أجاب:(دا سؤال صعب.. اللي عندهم الخمسين لاعبين.. واحد حلف ما يرمي الكرت.. والثاني متردد وعاين «للمايسترو» وقال حقي بره). ü عموماً هذه لوحة سيريالية وبها نماذج تعبر عن الشخوص المتنافسة.. السؤال هنا: ما ذنب الشعب السوداني المسكين في أن يحرم من رؤية مولوده الجديد الذي سيولد عقب الانتخابات وانتظره أكثر من عقدين من الزمان، آملاً في الانتقال لمرحلة جديدة وسودان ينعم بالرفاهية والتقدم والازدهار.. أحزاب المعارضة بتأرجحها وعدم ثباتها على مبدأ واحد خسرت كثيراً.. الناخب السوداني الآن عرف الكثير المثير الخطر عن حقيقة الأحزاب أهدافها، وهو الآن أمام خيار واحد لكنه يعطي صوته للمرشح الذي يستحقه، وثقته الى الحزب الذي يحمل همومه ويحس بنبضات قلبه، فهنيئاً للقوي الأمين.