والحديث ليس عن رائعة إسماعيل حسن...تلك التي.. أبكى فيها وردي.. الأوتار والناس.. والناي والمزمار.. تلك المكتوبة.. بالنزيف.. الراعف.. من جراحات القلوب.. ويا للوجع.. والفجيعة.. والبكاء المر.. عندما يذبح القوس وتر الكمان.. لتطل أو تتدفق.. كلمات وردي.. خسارة قلبي في حبّك.. وا خسارة.. ثم تستشهد الأماني.. وتتدفق في التراب الأحلام.. وتطل الهزيمة.. ويتبدد كما الدخان الأمل.. وكنّا بنبني الجنّة.. ولما خلاص قربنا.. أنت هدمت سعادتك ليه.. وا خسارة..ثم وهل تصدقوا أحبتي القراء.. وأصدقائي الأحباء.. أني لا أعني الغناء ..مطلقاً.. ولا هذه الأغنية العاطفية تحديداً أنا أبكي واتحسّر.. واختلج وأواسي بل أعزي.. كل مواطن.. ومواطنة.. من أبناء شعبي.. أولئك الذين تنحصر أعمارهم منذ ميلادهم.. وحتى الواحد وأربعين.. وفي يسر وبساطة ودقة حساب أقول..إن أي مواطن.. يبلغ الآن الواحد وأربعين من العمر.. لم يشارك في انتخابات.. انتظمت الوطن مطلقاً.. والعزاء أنه لم يشاهد.. أو يعيش.. أو يسمع بتلك الانتخابات.. التي كانت تجرى.. على أرض الوطن البديع.. وعندما أُتيحت الفرصة.. وجاءت لحظة الانتخابات.. كنّا نأمل.. أن يستمتع هذا الجيل الذي لم يخض ملحمة انتخابية أبداً.. كنّا نأمل أن يستمتع حد الزهو والفرح الطليق.. ورقص فراشة على هامات الزهر وهي تمتص الرحيق.. ولكن وللأسف.. فقد جاءت الانتخابات عكس ما كنّا نتمناها.. لأبناء هذا الجيل.. ليعرف روعة الديمقراطية.. وأمطار خير التعددية.. وليالي الفرح الخضراء.. في الليالي السياسية.. وإذا به ولعوامل كثيرة تضافرت.. وخيول جامحة قد تقاتلت.. لتغتال أروع ما في الديمقراطية.. وهي حدة التنافس الرهيب.. ولكن في بديع خلق ورصانة.. كنّا نأمل أن تكون مباراة بين الأحزاب مشتعلة الأوار.. فإذا بها تأتي هادئة.. ودية.... بل تكاد تكون تمريناً باهتاً.. أو هي بالأحرى تقسيمة بين أعضاء فريق واحد لا يهم فيها عدد الإصابات.. وحتى لا يهم فيها لون (الفنايل) الخسارة التي تحدثت عنها سالفا.. هي أسفي على حظكم (الهباب) فأنتم على موعد مع انتخابات.. لن تحمل مفاجأة واحدة.. لا من العيار الثقيل ولا حتى من وزن (الريشة).. انتخابات استطيع الآن .. اليوم .. الساعة.. الدقيقة أن أحدد لكم من هو الفائز.. دائرة...دائرة.. وأحدثكم عن الذي (دق الدلجة ) .. أيضاً.. والي.. ثم والي.. ويا خسارة عندما يغيب الترقّب وتختفي الدهشة ويا خسارة عندما ترحل..الإثارة وتموت المفاجأة ويا خسارة وواحزني وأسفي عليكم.. وأنتم تعيشون مواسم الانتخابات لأول مرة في حياتكم.. أسفي أنكم قد استمعتم للقادة المتنافسين وهم يمطرون بعضهم بعضاً.. بمدفعية.. ثقيلة.. ذخيرتها.. هي السباب والتخوين وأحياناً التخويف.. (معليش) يا أحبة.. عسى أن تشاهدوا شريطا ..بديعا لانتخابات باهرة وفخيمة بعد أربع سنوات.. ونأمل.. أن تعيشوا تلك الأجواء التي عشناها نحن.. في مواسم الفرح الديمقراطي.. وتلك.. الأجواء العابقة بعطر الصندل المتمثل.. في نقاء ونظافة المفردة.. من كل الأحزاب بلا استثناء.. نأمل أن تسعدكم الأيام مثلما أسعدتنا في تلك الأعوام المرتحلة.. لتسمعوا مرة أخرى (الكورال) وهو ينشد ألفين سلام يا شعبنا.. لتسمعوا مرة أخرى حتى في ليالي الجبهة القومية الإسلامية.. وذلك قبل أن تخرق قواعد اللعبة الديمقراطية لاحقاً.. وهي (تفرتق) المباراة.. تسمعوا هتافاتها في الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم.. القرآن الكريم دستور الأمة.. لتسمعوا مرة أخرى.. صادق المهدي.. وهو يخاطب المواطنين.. ببرنامجه الصحوة الإسلامية لتسمعوا مرة أخرى مولانا أبوهاشم..وهو يبشّر في حالة فوز حزبه بالجمهورية الإسلامية... أما الآن يا خسارة.........