تدفعني شلاقتي ذات العيار الثقيل على مشاهدة فقرة ( أفراح أفراح ) ضمن برنامج مساء جديد في صاحبتنا الجميلة فضائية النيل الأزرق ، في كل مرة أشاهد فيها فقرة الافراح والليالي الملاح يتأكد لي ان هناك عنوسة شبابية من ابو كديس في السودان ، الحكاية ما فيها ان 90 % في المائة من العرسان الذين يتم بث أفراحهم على الهواء من فئة كبار السن ويحق لنا ان نطلق عليهم ( بعد ما شاب ودوه الكتاب ) ، في مصر ( المحروسة ) تم الإعلان بدون لف ولا دوران ان عدد الشباب العانسين يفوقون عدد الفتيات العانسات ، ومن مآسي العنوسة قيام شاب مصري عاطل في مقتبل العمر بالانتحار برمي نفسه في النيل لفشله في الارتباط بفتاة أحلامه ، طيب صدقوني نحن بحاجة إلى معرفة اعداد الشباب العانسين في السودان ، ومحاولة حل قضاياهم حتى لا يصبح النيل ( مقبرة ) كبرى للعانسين من شباب الوطن ، بالمناسبة احد أصدقائي من المضربين عن دخول القفص ( الحديدي ) يتصل بي مساء يوم الخميس من كل أسبوع في موعد ( إعادة ) فقرة أفراح أفراح ، ويفضفض عمال على بطال عن الرجال العانسين الذين يتم بث أفراحهم ، طبعا صاحبنا يحاول طمأنة نفسه ان هناك ألاف العرسان على شاكلته في السودان ، وان الدنيا لا زالت بخير وأن القطار لم يغادر محطته حتى الآن ( يخرب عقلك يا عانس ) ، بالمناسبة في الماضي كانت كل الدراسات النفسية تشير إلى ان الفتيات العوانس يعشن ظروفا صعبة أقسى من الشباب العانس ، لكن اسمعوني ( كويس ) وافتحوا آذانكم على إيقاع 360 درجة ، آخر الدراسات تشير إلى ان الشباب العانسين يعيشون ظروفا اقسي من تلك التي تعيشها الفتيات العانسات ، الدراسة مصرية مائة بالمائة وقد أعدتها كل من الدكتورة هناء شويخ والدكتورة حنان سعيد وجاء فيها ان الشباب العانسين يعيشون في ظروف صعبة للغاية وان تأثير العنوسة تكون واضحة عليهم اكثر بمراحل من الفتيات غير المتزوجات ، طيب يا جماعة الخير (خلونا من ده كله) ، تعالوا نقرأ في أوراق واقع السودان ، نعم أوراق واقع السودان لان الوطن يعيش في عنوسة وملطشة ما بعدها ملطشة منذ الاستقلال ، السؤال هل ستظل هذه الحالة كما هي أم سيحدث التزاوج الفعلي بين شطري الوطن ( العانس ) ونزف العروسين على أنغام رائعة سيد احمد الحردلو ( يا بلدي يا حبوب ) أم سنشهد سيناريو ( فراق ألطريفي لي جمله ) ، للأسف كل الحكومات التي عبرت بتضاريس الوطن منذ الاستقلال لم تتمكن من إحداث التزاوج الفعلي بين الجنوب والشمال على غرار مقطع الأغنية الشهير ( أصبحنا رغم البين روح واحده في جسدين ) إما الهاجس الأكبر فيتمثل في أننا نريد من دول العالم اجمع ان تخطب ود السودان ، ويصبح الوطن عريس بحق وحقيق وليس (عريس غفلة ) ويخرج من دائرة العنوسة الكبرى