لم تعد السرقة والاحتيال بالطريقة التقليدية المعروفة لدى الكثيرين والتي يتخذ فيها اللص من حائط المنزل سُلَّماً للوصول لمبتغاه حيث يسعى لأخذ ما خف وزنه وغلا ثمنه. والآن فنون الاحتيال تطورت وأصبحت لها أشكال عدة بحيث تطبق على الشخص المراد سرقته دون أن يضع في ذهنه احتمال أن يكون قد تعرض لسرقة أو ما شابه ذلك. (آخر لحظة) فتحت هذا الملف وتصفحت أوراقه بجمع عدد مختلف من فنون الاحتيال بعرض التنوير وإلقاء الضوء على بعض النماذج. ونطالع ما وجدناه عند بعض الذين تعرضوا لهذه السرقات. بدءاً التقينا «مزدلفة عمر» والتي قالت: لقد تعرضت لسرقة اعتبرها غريبة بعض الشئ فعندما كنت أقف في موقف المواصلات «الإستاد» كانت تقف إلى جانبي فتاة تبدو علامات الزهد في ملامح وجهها حيث كانت ترتدي زيَّاً وطرحة وطلبت مني أن أمنحها هاتفي الجوال بغرض مهاتفة إحدى قريباتها القادمة من إحدى الولايات وهي بانتظارها و لتصف لهاموقع الإستاد، مبررةً عدم استخدام هاتفها لأنه مغلق بسبب الشحن، وبكل حسن نية قمت بإعطائها الهاتف وبدأت في الحديث «إنت وين أنا هسي جنب كافتريا الإستاد» وأخذت تخطو نحو الكافتريا وبعد مرور دقائق لم أر الفتاة وتوارت عن نظري وعند ذهابي نحو الكافتريا المزعومة لم أجد الفتاة وكأنما الأرض ابتلعتها، ومن تلك اللحظة فقدت الثقة في كل من يقف إلى جانبي في الأماكن العامة. وحكى صاحب ركشة أن أحد الأشخاص استغل الركشة في مشوار لأحد أحياء الخرطوم وحينما وصل المكان المعين طلب منه الوقوف وأعطاءه مبلغ خمسين جنيهاً فقال صاحب الركشة «ما عندي فكة» فأشار إليه الراكب «شايف الدكان داك أمشي فك وتعال» وذهب صاحب الركشة و المسافة ليست بعيدة، وحينما حضر فوجئ بعدم وجود الركشة والراكب معاً واستغل ركشة أحد أصدقائه محاولاً الحصول عليها وكان ذلك عند الظهيرة وفي عصر ذات اليوم وجد الركشة كما هي في ميدان بأحد الأحياء السكنية. ويذكر بائع «إسكراتشات» والذي يتخذ من أحد الشوارع الرئيسية مقراً له وهو من دولة مجاورة أنه.. حضر إليه أحد الأشخاص يقود عربةً صغيرة وطلب منه إسكراتشات بأنواع مختلفة «سوداني فئة خمسين، زين فئة مائة، MTN فئة عشرين» وبعد أن أعطاه الإسكراتشات المطلوبة أخذ المحتال يتظاهر بأنه يحاول إخراج المبالغ المطلوبة من جيبه وما هي إلا لحظات وقام بإدارة محرك العربة بسرعة تاركاً الضحية صاحب الإسكراتشات في دهشة وحيرة. هذه بعض النماذج على سبيل المثال لا الحصر وذلك لأن فنون الاحتيال كثيرة جداً.