من المعروف لنا جميعاً أن لكل شعب على وجه البسيطة عاداته وتقاليده، بل أن لكل قطر سماته الخاصة به، والتي تميزه عن غيره وهذه السمات والخصوصيات قد تكون في السلوك، وقد تكون في نوعية الوجبات، وقد تكون أيضاً في أزياء هذا البلد أو ذاك، والذي نريد الحديث عنه في هذه السطور هو الأزياء الشعبية لمنبع الحضارة وموطنها الأول، الذي خرجت من رحمه حضارات عدة، إن السودان منبع التراث الأصيل، ومستودع الفنون الجميلة بما له من طبيعة جذابة. فإذا كانت الأزياء الشعبية تشكل جزءاً لا يتجزأ من حضارة الشعوب و خصوصياتها، فإنها- الأزياء- تُعد امتداداً لجيل الآباء والأجداد، فضلاً عن كونها تحمل بين تقاسيمها دلالات عميقة ومهمة لكل ذي بصرٍ وبصيرة، بيد أننا نجد البعض- وللأسف- يجهلون أو يتجاهلون أهمية الأزياء الشعبية، ويتنكرون لها، ظناً منهم أن هذه الأزياء والتمسك بها تراجع وتخلف، متناسين بذلك جماليات الصورة وأبعاد الدلالة، وسيمفونية المعنى لهذه الأزياء البديعة...!! المبهرة للأنظار والساحرة للعقول!! إن تنوع الأزياء واختلافها من منطقة لأخرى، لا يمثل تخلفاً أو تعصباً أو تفرقة، بل العكس من ذلك تماماً، فتنوع الأزياء الشعبية واختلافها يدل على ضخامة الموروث الشعبي، وعلى تنوع الحضارات التي انطلقت من تنوع الفكر، والفن، والثقافة، والموروثات الشعبية.. هكذا هي الأزياء الشعبية وفي أي قطر كان، تعكس وبصورة مباشرة التاريخ الحضاري لهذا الشعب أو ذاك، وتكشف عن كنوزه الثمينة في هذا المجال، إذاً الأزياء وبهذه الطريقة تحمل دلالات ومعاني شتى، وتنوعها ظاهرة إيجابية قلما توجد عند بقية الشعوب، ولأهمية الأزياء فإنه يتوجب علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات، حكاماً ومحكومين الحفاظ عليها، والترويج لها، في المحافل الدولية والاعتزاز بها أيما اعتزاز. نعم الاهتمام بالأزياء السودانية وخاصة الثوب السوداني، والجلباب والعمامة التي تميزنا عن بقية شعوب العالم، واجب وطني لا يستثني منه، ذلك هو الترويج لهذا الزي ولما يمثله على مر العصور.. وإن الموجود في السودان من جميع الثقافات تعددت فيه الأزياء الشعبية الجميلة.