النتائج التى خرجت بها انتخابات الديمقراطية الرابعة تحتاج لذهن غير مشوش و ضمير لا يسكنه غرض حتى يدرك حقيقتها و من يدرك حقيقتها لن يكذبها و إنما يبنى عليها قبل أن تدركه الديمقراطية الخامسة ولم تغادره ذات الأعراض التى تسكن ذهنه و ضميره الأن فيخسرها كما خسر الرابعة ، ببساطة هذا هو حال أحزاب المعارضة و قياداتها ، لا تريد أبدا أن تقر بالحقيقة التى يقرها شعب السودان تماما و أنجزها ، و لذلك تجده لا يستجيب لدعاويها و لا يلتفت لأكاذيب ساذجة تخرج من أفواه أدمنت الكذب ، يخرج الواحد منهم ليقول و على روؤس الأشهاد لا تزوير فى الإنتخابات .. مجرد أخطاء وعندما تصدمه انتخابات شعب السودان بحقيقتها يكذب نفسه قبل أن يكذب الأنتخابات و يدعى أن هناك تزويرا ..!!؟؟ ليته واصل فى قول الحقيقة .. ليته خرج علينا يقر بهزيمة حزبه و أنه يقبل النتائج و يثنى على التجربة وينتقل بحزبه الى المقبل من الجولات .. و لكن من يقول ذلك قليل ، ليس فى بلادنا و حسب و انما فى العالم أجمع ..لو قال ذلك لكسب إحترام الشعب له و هو قد خسر الكثير و لم يتبق شىء. بهذه الطريقة ظلت هذه الأحزاب تسقط مرة تلو أخرى و من يبحث عن حقيقة إكتساح المؤتمر الوطنى للإنتخابات فليهبط الى الشعب يستطلع أراء عينات منه فلن ينتظر طويلا حتى يدرك الحقيقة ، أو يستدير الى الستة أشهر الماضية يقلب أحداثها و تطوراتها.. ستصفعه الحقيقة قبل أن تلامس ناظريه تفاصيل تلك الأحداث .. هذه الأحزاب دعت الشعب ليخرج مناصرا لها فى مواقف تأتى خصما عليه و هو يدرك ذلك فلا يخرج إليها، فتعود أدراجها مهزومة فى معركتها و ملغومة فى تفكيرها ، فتعيد الكرة مرة بعد مرة .. فتتضاعف أزماتها و يتسع البون بينها و الشعب .. و الشعب يطرح عليها دروسه درسا تلو درس و هى لا تريد أن تتعلم دعاية الأحزاب بالرغم من صراخها الكثيف لا تجد أذناً صاغية لها أو فماً يردد تلك الترهات فيرتد الصدى الى ذات الأفواه البائسة ليرجع دون أن يلتقطه أحد .. سألت مجموعات واسعة من الناس عن نتائج الإنتخابات فوالله لم أسمع غير الرضاء ، تنصت أسترق السمع لأحاديث المجالس فلم أسمع غير الرضاء ، الشعب يدرك حقيقة ما فعله و ما أودعه داخل تلك الصناديق و ما حملته بطاقات الإنتخاب من توقيعات ولهذا تجده لا يأبه بعناوين صحفية كاذبة وشائعات لا صلة لها بالحقيقة. إن كانت هذه الأحزاب لا تقبل نتائج الإنتخابات فإن الشعب لا يقبل دعاويها ، و نمضى أكثر من ذلك لنقول أن الترابى لم يخسر الإنتخابات وحدها و إنما خسر حساباته التى يظن انه خلص إليها بذكاء و مهارة لا يجاريه فيها أحد و هذا ما يفسر سر تلك النشوة التى كانت بادية عليه طيلة فترة الإقتراع .. الرجل بدأ يتهيأ زعيما للمعارضة و بين يديه مجموعة من النواب و عدد من الولاة ، و لكن كل ذلك تسرب فى الهواء .. صعق الرجل.. إنهارت الأمال و الأحلام فطفق يطلق الكلم و هو لا يلقى له بالا فيكذَب نفسه ، و يدعى تبديل الصنادق ، و الصنايق تحرسها جيوش الوكلاء من الأحزاب بأمر المفوضية وتحرسها الأرقام المتسلسلة للبطاقات و أرقام الأقفال و يحرسها إنتشارها فى المليون ميل مربع ، فاى عملية مثل هذه يمكن أن تتم فى ليلة واحدة أو قل فى ثلاث ليال و المفوضىة لم تسلم من الخطأ الفنى كما قال الترابى و هى تعد لهذه العملية لأكثر من عام ..يرتكب الميرغنى ذات الخطأ و هو يربط بين الحشود التى إستقبلته فى كسلا و نتائج الإقتراع و هو لا يدرى أن طائفة الختمية لم تعد حكرا لحزبه و أن من بين من إستقبلوه كثيرون تجمعهم طائفة و تفرقهم السياسة كما هو الحال فى طائفة الأنصار و بقية الطوائف وهذه إحدى المعادلات الذكية التى طرحها الإسلاميون. سيدى الترابى و سيدى الميرغنى و سيدى المهدى و سادتى المعارضين أن يكون هناك تزوير فى هذه الإنتخابات فذلك مستحيل.. إقبلوا نتائجها يقبلكم شعبكم و يمنحكم فرصة أخرى إن أحس فيكم أوبة إليه و رضاءا بما حكم .. و تيقنوا مثل شعبكم أن الشعب وحده هو من عبأ هذه الصناديق و أبحثوا عن أعراض هذه الهزيمة داخل أحزابكم و بين سطور برامجكم و مزالق مواقفكم التى لم تسلم من الغباء و أى خطوة غير هذه فيها هلاك احزابكم . الحقيقة التى نحن بصددها الأن لم تأت من فراغ ، هى مثل بذرة نمت مع السنوات والمشروعات حتى صارت شجرة ، يستظل تحتها شعب صوَب ناظريه نحو أفق بعيد ، لن ينظر بعد اليوم تحت قدميه وهى بحمد الله راكزة و متوكلة .. شعب يعرف قائده و القائد يعرف رجاله و المسيرة ماضية بإذن الله.