هتم في (آخر لحظة) بمجريات الأحداث السودانية في صحافة العالم.. وبما تعكسه الصحافة الغربية على وجه الخصوص.. وما تنقله الصحافة الأمريكية على وجه أخص.. لذلك لزاماً علينا ان نسلط أضواءً كاشفة على تغطية صحيفة «إنترناشيونال هيرالد تربيون» الأمريكية للانتخابات السودانية بعددها الصادر في السادس عشر من الشهر الجاري في مقال طويل للصحفي الأمريكي «جيفري جيتلمان» أشار فيه إلى أنه وخلال (21) عاماً -هي فترة حكم الرئيس عمر البشير - أصبح حال ملايين السودانيين دليلاً على التحول الإقتصادي الذي حدث في بلادهم لأنه وحسب صندوق النقد الدولي فإن الناتج الإجمالي المحلي في السودان تضاعف ثلاث مرات منذ تولي الرئيس البشير زمام الأمور في السودان وأن تقرير البنك الدولي كشف إن هذه الطفرة الإقتصادية حدثت خلال العقد الماضي، منذ بدء تصدير النفط في أقوى نمو إقتصادي منذ الاستقلال في العام 1956م. يقول الكاتب الأمريكي إن ثمرة النهضة الإقتصادية كانت المزيد من المدارس والشوارع والمستشفيات وفرص العمل، وهذا يفسر حماس الناخبين لإعادة إنتخاب البشير الذي يبدو أن مذكرة توقيفه الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية لا تهمهم في شيء، خاصة وان المحللين الإقتصاديين يقولون إن واضعي السياسة الإقتصادية السودانية أحسنوا الاستثمار في مجال البنية التحتية والتعليم والزراعة. ويستمر الكاتب الأمريكي فيقول إن الكثير من البلدان الأفريقية مرت بنهضة إقتصادية مماثلة لكن دون شك فإن الكثير من السودانيين يعزون الإزدهار الذي ينعمون به لرجل واحد هو البشير، رغم أنه مازال محل شد وجذب في بعض المناطق مثل دارفور والجنوب، ولكن في مناطق أخرى فالغالبية تقول بأنها ستصوت له متذكرين معاناتهم في أواخر عقد الثمانينيات عندما بلغت نسبة التضحم ثلاثة أرقام وكان حينها السودان يحكم بواسطة الأحزاب المعارضة التي انسحبت من الانتخابات الأخيرة. ويستطرد الكاتب الأمريكي ليقول إن معظم المراقبين يتوقعون إكتساح البشير للانتخابات، لكن هذا الفوز لن يضفي أي شرعية كان البشير يسعى إليها ضد المحكمة الجنائية الدولية، وكثير من مراقبي الانتخابات ورموز المعارضة اتهمواالبشير بالتزوير لكن الحقيقة - مع ذلك - إن البشير سيفوز دون الحاجة لتزوير فقد عانت المعارضة من الإنقسام والتشرذم في حين ظل المؤتمر الوطني موحداً ويعمل بروح مهنية. المقالة طويلة تستعرض الإيجابيات والسلبيات ولم تَخْلُ من اتهامات لكنها أقرّت بأن الكلمة هي كلمة الشعب السوداني التي نطقت بها صناديق الاقتراع. الآن وجب على الرئيس البشير المنتخب الذي حاز على أغلبية الأصوات ولم تكن كلها من أصوات أعضاء حزبه.. الآن وجب عليه أن يعمل هو والحكومة المنتخبة من أجل كل هؤلاء الذين وقفوا وراءه وساندوه ومنحوه أصواتهم وثقتهم لأنهم ينشدون الاستقرار والنهضة.