السودان حُكم لفترة طويلة بواسطة عناصر شمالية عربية، الاّ أنه وقبل (10) أو (15) عاماً – عندما رسخ البشير سلطاته – بدأ الناس يقولون إنهم يتذوقون طعم الحياة أفضل، وفي الع1999ام بدأ السودان ضخ البترول ومعه بدأ النمو الاقتصادي بالازدهار ولم يضيع السودان تلك الفرصة فالفساد ليس عاملاً معيقاً في السودان مثل ما هو حاصل في كينيا أو الكنغو أو نيجيريا. بهذه العبارات لخص المحلل الصحفي الأمريكي (جيفري جيتلمان) رؤيته السياسية تجاه المشهد الانتخابي في السودان فبتاريخ 16/ابريل 2010 كتب جيفري بصحيفة انترناشونال هيرالدتربيون الامريكية مقالة تحليلية مطولة قرأ من خلالها اتجاهات الاوضاع في السودان ليخلص في خاتمة المطاف الى التأكيد على ان الرئيس البشير وحزبه الوطني هم الجواد الرابح في العملية الانتخابية حيث تحدث الكاتب عن ما أسماها المشروعات التنموية والخدمات الاساسية التي ولجت الى القرى النائية كالمياه والكهرباء وسائر مقتضيات الحياة العصرية ويمضي الكاتب في تحليله منتقداً مواقف القوى السياسية التقليدية التي قال انها حين حكمت قبل نحو من ما يقارب ربع قرن بلغت نسبة التضخم ثلاثة أرقام. ويستشهد الكاتب بتقرير للبنك الدولي اشاد فيه بالأداء الاقتصادي ومعدل النمو الذي حققه السودان. وفي منحى ذي صلة فإن صحيفة (أفتن بوستن) النرويجية نقلت سعادة منظمة العون الكنسي النرويجي بالانتخابات السودانية على اعتبار أنها ديمقراطية تجري في ظل صعوبات ومعوقات وأن الشعب السوداني أصبح شريكاً في بناء دولته وأما في الدنمارك فقد ورد في صحيفة (كرستلقيت داقبلاد) بتاريخ 15/4/2010مقالاً للكاتبة (أولا بولسن) انه وبالرغم مما وصفته ببعض النقائص الا أن السودان يمضي بالاتجاه الصحيح وتؤكد الكاتبة أن نتيجة العملية الانتخابية ستكون مقبولة باعتبارها احدى أهم بنود اتفاق السلام الشامل الذي أنهى أطول حرب أهلية في افريقيا. أما في روسيا فقد قالت وكالة (نوفوستي الرسمية) ان المراقبين الروس الذين راقبوا العملية الانتخابية في السودان أشادوا بالجهود التي بذلتها مفوضية الانتخابات السودانية مؤكدين أن ما رأوه يتماشى مع المعايير الديمقراطية. وفي حديث لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية قال أحد أعضاء لجنة المراقبة الروسية أن الاختلال الفني الذي وقع في اليوم الأول لم يتجاوز كونه خللاً ادارياً عابراً وأن مجمل العملية لم يتأثر قط بما جرى. وأشاد بنسبة المشاركة العالية من جانب الناخبين. تلك كانت مقتطفات رئيسية لما ورد في كبريات الصحف والقنوات في أنحاء متفرقة من العالم الغربي، أمريكا وروسيا وأوروبا ومن الواضح أنها لا مصلحة لها في مساندة هذا الطرف أو ذاك، اذ أن مواقف الغرب عموماً معروفة وأحكامه السياسية دائماً لا ترضى أحد، ومع ذلك فإن هذه المواقف تحرت الحقائق المجردة فهي لم تمتدح العملية كل الامتداح كما لم تصفها لا بالفشل ولا التزوير ولا مفارقتها للمعايير الديمقراطية، وقد اتضح من خلال ها الاستعراض أن الغرب عموماً يشجع مسيرة السودان الديمقراطية، ويقر بالانجازات الملوسة التي أنجزتها السلطة القائمة، ولعل في ذلك تفسير منطقي وموضوعي لما ظل يتردد عن سر قبول المجتمع الدولي للعملية الانتخابية السودانية ودعمه لها بعكس ما اعتقد البعض ان هنالك صفقات أو مؤامرات ضد هذا الطرف أو ذاك، فالعملية لم تكن سهلة لهذا فإن الحكم عليها جاء متوازناً الى حد كبير.