أذكر مقالة للسيد بان كي مون، سكرتير عام الأممالمتحدة نشرتها له عدة صحف عالمية وعربية قبل نحو عام، ونشرتها (آخر لحظة) في إحدى المناسبات التي تحتفل بها المنظمة الأممية.. ما يهمني فيها الآن هو ما بدأ به مقالته تلك، إذ كتب أن الكثيرين في العالم يبدأون يومهم العلمي إما بالسماع للإذاعات أو مشاهدة التلفزيون أو قراءة الصحف أو الدخول إلى الانترنت.. و«كي مون» يبدأ يومه بذلك وكثيرون مثله ممن يهتمون بمجريات الأحداث في العالم ويسعون إلى متابعتها ، وأغلب أولئك حتماً هم من المهتمين بالشأن السياسي العام، أي أنهم شريحة السياسيين والإعلاميين والصحفيين والمفكرين وأساتذة الجامعات وغيرهم. وأبدأ يومي حقيقة بالاستماع إلى الإذاعات ومتابعة الأخبار من خلال الشبكة العنكبوتية (الانترنت) .. ويوم الجمعة يبدأ العمل فيه عادةً بالنسبة لي بعد أداء فريضة الجمعة لأبدأ بعد ذلك مطالعة الصحف المحلية ثم الصحف العربية والأجنبية من خلال الانترنت.. وبدأت - كالعادة - متابعة ما نشرته الصحف العربية عن السودان يوم أمس الجمعة، وتوقفت أمام حوار مطول أجرته صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية من الخرطوم عن طريق الهاتف مع الأستاذ حاتم السر مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لرئاسة الجمهورية ، أجاب فيه على أسئلة زميلنا الصحفي النابه الأستاذ عيدروس عبد العزيز المقيم في لندن، قال فيه الأستاذ حاتم السر إن لديهم أربعة لاءات حددها ب(لا) اعتراف بنتائج الانتخابات، و (لا) اعتراف بأي حكومة أو برلمان تفرزهما الانتخابات الحالية، و (لا) مشاركة في أي حكومة أو أجهزة تشريعية، و (لا) مشاركة في الانتخابات التكميلية التي تعتزم المفوضية القومية للانتخابات إجراءها في عدد من الدوائر. الحوار ممتع لأنه يكشف طريقة تفكير بعض ساستنا من الذين شاركوا ولم يقاطعوا، لذلك رأينا أن ننشره بالداخل ، ولكن نشر الحوار وحده ما كان كافياً ولا شافياً بالنسبة لي أو لغيري فأردت أن أنشر بعض التعليقات التي وردت للشرق الأوسط عقب نشره لاعتقادي الخاص بأن ردود القراء ستكون معلماً مهماً ومؤشراً خطيراً لاتجاهات الرأي العام، خاصة وأننا نعيش أحدث عصور الإعلام وأزهاها، أي الإعلام التفاعلي. ولحظة كتابتي لهذه الزاوية وردت عشرة تعليقات ، سهّلت علي وفق القياس الإحصائي أن أجعلها وحدة كاملة للرأي تكون نسبتها (100%) وتنقسم إلى عشر وحدات كل واحدة تحمل نسبة (10%) لنخرج بنتيجة مهمة تحمل وجهات نظر وآراء شريحة واعية ومثقفة، يشترك كل أعضائها في أنهم من المتعاملين مع (الانترنت) وهذا هو الحد الأدنى المشترك بينهم جميعاً.. وهذا - قطعاً- يعني الكثير بالنسبة للأستاذ حاتم السر، ولنا وللصحيفة المعنية ولقرائها ولكل ساعٍ إلى قياس حقيقي وموضوعي للرأي. شارك حاتم زين العابدين (فرنسا ميرتوبولتان) وقال: ياسيدي لم يسرق أحد أصواتكم، لأن الشعب لم يركم طيلة الفترة الماضية.. ولم تتذكروه إلا عند برنامج الصعود إلى الكراسي الرئاسية... لذا لا داعي للعيش في وهم التزوير وسرقة الأصوات، جل الشعب السوداني يؤيد الرئيس البشير. المشارك الثاني كان هو محمد حسن شوربجي (فرنسا) قال ما معناه باختصار شديد: لقد تغير الزمان مرشحنا الكريم.. لم تعد لهذه الأحزاب مكانة في قلوب الأجيال الجديدة.. انتظموا في حكومة ظل وحاربوا الحكومة ديمقراطياً وهذه هي الوطنية الحقة.