ورطة.. وورطة كبيرة جلبتها لنفسي، فلما حدثتني هذه النفس باختيار محطة جديدة، وكانت (آخر لحظة) هي الخيار، لم أحسبها (صح)، ووجدتني متورطاً بين (أشاوس)، يمارسون الاحتراف المهني والكتابي بأعلى درجاته، ويملكون من المقدرات الشخصية والموهبة الصحفية، ما يجعل قلمي منكمشاً وضئيلاً أمام قاماتهم ومقاماتهم! كعادته، كان (أبو العزائم) عوالم زاخرة بالرحابة والود والحميمية، وحين استقبلني في مكتبه بابتسامته الدافئة المطبوعة بدواخلي منذ سنوات، حاول أن يجعل اختياري ل (آخر لحظة) شيئاً طبيعياً وعادياً، بل وأصر، في ودٍ معهود، بأن يسبق العمود الصحفي الذي سأكتبه ترحيب من الصحيفة، ليعرف القراء بأن قلم صويحبكم الشاطرابي أصبح ضمن كوكبة (آخر لحظة)!. لقد تم الترحيب بعدد الثلاثاء الماضي، فصحوت على أن الأمر (جد)، وأن المسألة أصبحت التزاماً، فسارعت لتقليب صفحات الصحيفة الكبيرة، أهرول بين سطور الكتاب فيها، وأحاول تقييم ما يكتبون وكأنني لم أقرأ لهم من قبل! لقد تورطت يا شاطرابي! كان ذلك ما حدثتني نفسي به، فلقد وجدت القوم يكتبون بما لا يدع خياراً للفكاك من أسرهم، كلهم أصحاب شخصيات كتابية آسرة، بدءاً من الصفحة الثانية ب (عابد سيد أحمد) الجميل، وانتهاء بآخر صفحة وفيها الربان.. (أبو العزائم).. فأين سيكون مكاني بين هؤلاء، وأغلبهم يتزينون بجمال الطرح، وتنوع الرؤى، وعلو الهمة .. ورونق الشباب ؟! التساؤل أربك حساباتي، وللمرة الأولى أفاجأ بأن القلم قد حرن، وأن الكتابة أضحت، بشكل فجائي، أمراً عصياً مستعصماً بالبعد عنا! بصراحة، تعالت رغبة (الزوغان)، فالهروب قبل بدء السجال، أخف وطأة من شق الصفوف حين تقع الواقعة! لكن الفكرة ذابت، ووجدتني أتحسس شنبي، خصوصاً حين وجدت إناثاً يكتبن بجسارة بين أولئك الأشاوس، وألفيتهن يبلين بلاءً حسناً غير هيابات للوطيس الذي حمى! إذن هي الخطى التي كتبت علينا، والمكسب الأكبر.. هو الاقتراب من بعض أسرار النجاح، تلك الأسرار التي جعلت (آخر لحظة)، تعتلي قمة الهرم في الصحافة المحلية، وتنفد من المكتبات في الصباح المبكر من كل يوم جديد. لقد كتبت (تحت الغيم) أول أمس الخميس، وكان هو عمودي الأول في (آخر لحظة)، وقد أردته نائياً عن (التمهيد)، فنزلت بالباراشوت على القارئ، ولمست الأرضية راكضاً كما يفعل القافزون من المركبات العامة المتحركة! التمهيد جاء الآن، وكم أحس بتسارع النبض.. وسخونة الساحة.. وصعوبة اللعب مع الكبار !! عموماً هو وقت الترحيب والمصافحة، فأهلاً بكل من تشرفت بمتابعتهم لقلمي من قبل، وأهلاً بكل الذين سينضمون لمتابعة (تحت الغيم) خلال المرحلة القادمة.