في مثل هذه الأيام يصبح أي عنوان عن إرهاصات التشكيل الحكومي الجديد جاذباً للقراء ومحل اهتمام كبير جداً للذين يحلمون ويسعون ليكونوا من المحظوظين في دخوله .. وأقول من المعطيات والقراءات والاستنتاجات أن الشغل الشاغل هذه الأيام للبشير وأجهزته المعاونة لن يكون التشكيل بقدر ما تشغلهم إعادة هيكلة الدولة وفقاً لمغتضيات المرحلة خاصة وأن الحكومة القادمة ستأتي في ظل ظروف دقيقة وبالغة التعقيد، إذ أنه بعد عام سيتم إجراء الاستفتاء الذي يحتاج كقرار مصيري، إلى جهد كبير ليأتي لصالح الوحدة، ومن هنا أتوقع أن يأتي التفكير الآن في اتجاه توسيع ماعون المشاركة لتضم الحكومة أحزاباً أخرى بجانب المؤتمر الوطني، لتشارك في المرحلة المهمة والدقيقة، وهذا ما يبدو من تصريحات الرئيس البشير ومن تحركات قيادة المؤتمر الوطني وسط الأحزاب، والتي لا نستبعد أن تكون من ضمن ما يثار في زيارة البشير للقاهرة، لا سيما وأن الميرغني والصادق موجودان هناك وقطعاً أن الهيكلة الجديدة ستراعي اتفاقية السلام والدستور الذي لن ينتهي أجله قبل الاستفتاء مما يؤكد بقاء الفريق سلفاكير نائباً أول، وبالتالي يبعد خيار انتقال الأستاذ علي عثمان من القصر إلى البرلمان، ويؤكد بقاءه نائباً للرئيس مع سلفاكير، أما هيكلة القصر الرئاسي الأخرى فأتوقع الاستعاضة عن المستشارين بمساعدين للرئيس للقطاعات، يرأس كل منهما قطاعاً في مجلس الوزراء بدلاً من النظام السابق القائم على رئاسة الوزير الأكبر سناً، أو تجربة للقطاع المعني، كما أتوقع استحداث وزير أول لمجلس الوزراء قد ترجح فيه كفة د. عوض الجاز وإن كانت ثمة صعوبات في مغادرته للمالية بعد النجاحات التي حققها فيها، والتي استطاع بها أن يتجاوز بالبلاد آثار الأزمة الاقتصادية التي عصفت بدول كبرى.. ويعتبر د. الجاز من الوزراء الثلاثة الذين يرجح بقاؤهم في التشكيلة الوزارية مع محمد يوسف عبدالله وكمال عبد اللطيف، بينما يرجح مغادرة البقية للتشكيل بعد الهيكلة التي ستطال الوزارات بدمج المتشابهة ومنع التداخلات الموجودة في الوزارات، ونتوقع أن يجنح التشكيل الجديد خاصة في صفوف المؤتمر الوطني، إلى عنصر الشباب بدخول وجوه جديدة للحكومة.. وبالمثل نتوقع أن يحدث في الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر تغييراً شاملاً لطاقم حكومته، والذي هو في أغلبه طاقم حكومة المتعافي السابقة، وأن يأتي بحكومة جديدة بمعايير مختلفة عن السابقة حتى تواكب نشاطه وحركته بدلاً من حكومته المنتهي أجلها، والتي لم يظهر أغلبها حضوراً لافتاً باستثناء هاشم هارون في الرياضة، وأميرة الفاضل في الشؤون الاجتماعية.