اقتربتْ الساعة ولم ينشقْ القمر... بدتْ علامات حكومة القاعدة الرشيقة (حكومة الوحدة التقشّفيّة)، لكنّها لن تُعلنَ إلا بعد أن تُعلن الحقائب المضغوطة أو ما يُعرف في الأسواق السياسيّة بإعادة هيكلة مجلس الوزراء... ستُعلن الحقائب أولاً ثم يُعلنُ شاغلوها ثانياً! تسريبات تأتي عن إعادة هيكلة الوزارات وإعادة هيكلة شاغليها الجّدد (الذين هم ليسوا جُدداً)، وإعادة هيكلة المحاصصة الحزبيّة ... آخر هذه التسريبات ما نُقلَ على لسان رئيس البرلمان في آخر جلسات دورة الانعقاد عن الوزارات التي انكمشت وعن وزراء الدولة الذين تقلّصوا بقدرة قادر، وعن إعادة هيكلة السيّارات! كُل الطاقم الوزاري للمؤتمر الوطني باقٍ، وربّما الحزبيّون أيضاً ، فليس هنالك وقت للتجربة والخطأ... لكنْ ليت فرصة تُتاح لي لأهمس في أُذن مطبخ المؤتمر الوطني لتنحية وزير المالية عن حكومة القاعدة المتقشفة، ليس عقاباً له لكنّه تقليدٌ مُتّبع في التعديلات الوزاريّة... ستكون خطوة فيها بعض الإراحة للمشاعر الشعبيّة ربّما ينزع بعدها بعض حاملي أعواد الثقاب أعوادهم... نعم، هذه السياسات ليست سياسات وزير المالية وحده لكنّه هو من بشّرنا بأنّ الاقتصاد السوداني بعد ذهاب الجنوب سيتعافى! رئيس المجلس الوطني أشار في نهاية الجلسة إلى أنّ إعادة الهيكلة قام بها المطبخ السياسي للمؤتمر الوطني بعد أنْ عَكَفَ عليها نهارات وليالٍ، لذلك فحكومة القاعدة الرشيقة المتقشّفة ستكون ناتجاً لطبخة! ظهرت أسماء ووجوه جديدة على شاشة المؤتمر الوطني تُدلي بتصريحات وتفسّر الوقائع وربّما يتجاوز حجم تصريحاتها حجم خبرتها، لكنّي أستبعد أنْ يكون هؤلاء ضمن المطبخ السياسي... هؤلاء يطلقونهم علينا لإشغالنا عمّا يقوم به الطبّاخون! في قديم العهد الإنقاذي كان المطبخ بالمنشيّة، انتقل بعدها إلى القصر ثمّ إلى النادي الذي كان كاثوليكياً... آخرون يقولون انّ المطبخ الآن خارج هذه الأمكنة... يأتون بالطبخة إلى بيت الضيافة لضبط الملح، تُعرض بعدها على المتذوقين بدار الحزب... هذا عن الطبخة ، أمّا المطبخ فلا نعرف هل للمطبخ شيف واحد أم (أشياف)... سأبحث آناء الليل وأطراف النهار ليس عن (الأشياف)، بل عن كبير أشياف المؤتمر الوطني؟!!