هل يمكن تصور الحياة بدون ماء؟ إذن لا يمكن تصور الصحافة بدون حرية!! وحرية الصحافة معنى واسع وجميل وبحر ممتد بشواطيء الكلمة الحرة والصادقة والمعبرة عن الحقيقة!. اليوم 3 مايو يصادف اليوم العالمي للإحتفال بحرية الصحافة ولهذا اليوم قصة وتاريخ يجب أن نرجع فيه لوثائق وأدبيات الأممالمتحدة التي تقول إن مشتركين في حلقة دراسية نظمتها اليونسكو لمجموعة من الدارسين في «ويندهوك» اجتمعوا في ديسمبر 1993 وخرجوا بإعلان «ويندهوك» ب«نامبيبا» الذي دعا لقيام وسائل إعلام مستقلة حرة وقائمة على التعددية في جميع إنحاء العالم معتبراً الصحافة الحرة أمراً لا غنى عنه لتحقيق الديمقراطية وحقوق الانسان. وصحافة مستقلِّة وليست «مستغَّلة»، تعني أن هناك صحافة مستقلة «خارج نطاق الخدمة» السيطرة الحكومية والسياسية والاقتصادية وصحافة قائمة على التعددية أي إنهاء «الاحتكارات» من أي نوع ووجود أكبر عدد من من الصحف والمجلات والدوريات مما يعكس أكبر نطاق ممكن من الآراء السائدة داخل المجتمع. وحرية الصحافة تعني أن يكون الصحفيون خارج دائرة القمع والقتل والتوقيف والمراقبة. هذه هي المباديء الأساسية لحرية الصحافة نلخّصها في هذا المساحة لتحتفل بها مع العالم اليوم ونحن نحلم بأن نرى كل هذه المباديء «مطبقة» على أرض الواقع و«تتزين» بها صحافتنا السودانية مع زميلاتها في صحافة الدنيا. وصحافتنا أحق بهذه المباديء فهي قد ولدت في مناخ النضال ضد القمع والكبت وساهمت مع وسائل المجتمع الأخرى على مر الزمان في النضال ضد اشكال الكبت والاضطهاد وكانت دائماً هي «الضحية» التي تدفع الثمن الغالي موتاً وتشريداً وضياعاً. والآن تعيش الصحافة السودانية جواً ايجابياً فهناك حرية تعبير معقولة وليس هناك «رقابة» وتوجد تعددية صحفية ولكننا لا نمنع أنفسنا من القول بأن الوقت لا زال مبكراً للحديث عن وجود حرية صحافة «كاملة» - فالكمال لله وحده - والكبت لا يأتي من طرف الحكومة وحدها فهناك سطوة الإعلان وإحتكاره وهذا ما تعاني منه الصحافة. وهناك أيضاً قدر كبير من حجب المعلومات والعمل على عدم وصولها للصحافة بانشاء وابتداع الكثير من حراس البوابات «Gates guards» الذين يعملون بكل همة ونشاط وبمختلف الأشكال والألوان والمسميات لخنق الصحافة وجعلها «فطيسة» لا روح فيها ولا مادة ولا «دم» ولا «حياء» للتعبير عن آمال وتطلعات الناس «البسطاء» في عيش حياة كريمة على ظهر هذه ا«لبسيطة».