رغم تحفظي تجاه الاغراب ، لكن هناك مواطن عربي كلمنجي اخرجني من صمتي أثناء التقائي به ( صدفة واجمل صدفة ) في القطار المتجه من مدينة طنجة إلى اصيلة في المغرب ، الرجل الثرثار علمني أيضا عشق أم الخلول نعم أم الخلول ، كان الصباح بهيا ومن وخلف نافذة القطار السريع ( عويطة ) نسبة إلى العداء المغربي المتقاعد سعيد عويطه ، كانت مساحة الخضرة تظهر خجولة وتختفي مثل اضواء فوانيس تلفها عتمة الامسيات ، كنت لحظتها مجهدا وأحاول ان ارسم خارطة طريق لبرنامجي اليومي في الموسم الثقافي لمدينة اصيلة وافكر في أي الفنادق اضع عصا الترحال ، المهم اكتشفت ان المواطن العربي مصاب بفيروس الحديث عن السياسة ومجرياتها تماما مثل الناس في السودان ، الرجل ( دوش دماغي ) بالكلام عن مشكلة دارفور ووضع حلولا لها مثل اكبر محلل في قناة الجزيرة ، لدهشتي اكتشفت ان صاحبي في السفر يعرف الكثير عن الاكلات السودانية التراثية التي ربما لا يعرفها الجيل الجديد من ناس الهامبورجر والبيتزا وهلم جرا ، في البداية اعتقدت أن الرجل ، عاش في أم روابه أو مدني ، لكن زادت دهشتي حينما ابلغني انه لم يسافر إلى السودان في حياته ، الرجل سألني ان كنت اعرف أم جغوقة ، في تلك اللحظة لم اتمالك نفسي من الضحك واعتقدت انه يتحدث عن أم جغوقة لا تمت إلى أم جغوقة السودانية بصله ولكن اكتشفت انه يقصد أم جغوغتنا بشحمها ولحمها وحدثني ان ارتباطه بام جغوقه يعود إلى زمن طفولته حيث كانت تقيم بجوارهم في العاصمة اليمنية صنعاء اسرة سودانية ومنذ ذلك الوقت لا يزال طعم هذه الاكلة في فمة ويتمنى ان يتناولها رغم انه مصاب بالضغط والسكري وانسداد الشرايين ، في اصيلة بحثت وصاحبي في ساحة البلازا عن فندق يؤوينا واخيرا وجدنا فندق صغير يعج بالوفود الاعلامية ، المهم لم نفترق وصاحبي خلال أيام اصيلة ، إما حكاية عشقي لصاحبتنا اللذيذة أم الخلول فكانت عن طريق صاحبي الكلمنجي في مطعم اسباني في اصيلة، الرجل الاسباني البدين صاحب المطعم فتح شهيتنا عن طبق القواقع الشهير أم الخلول على الطريقة الاسبانية ، وام الخلول حيوان رخوي يوجد في القواقع ، الاسباني ادعي وهو يبتسم ان أم الخلول تولع الطاقة الرجالية ، يخرب عقللك يا خبيث ، ومنذ أول طبق أصبحت عاشقا لها ، المهم بعدها اكتشفت ان الكثير من العرب يطلقون على المرأة الشريرة أم الخلول ، لكن ( خلونا ) من أم الخلول التي سلبت عقل صاحبكم ابو عقل خفيف ، اتصور إننا في السودان لدينا ملايين من الرجال يمكن ان يطلق على الواحد منهم ( ابو الخلول ) خصوصا المهتمين بالشأن السياسي هؤلاء القوم اصبحوا ( مخللين ) ويحق لهم التقاعد عن العمل .