في المناطق العسكرية هناك لافتة تحذيرية تصد الفضوليين والمتسكعين حولها، وتقول (بصريح العبارة): (ممنوع الاقتراب أو التصوير) وبالأمس وصلتني رسالة واضحة وصريحة من أصحاب العمل والشركاء الاساسيين في الصحيفة وهم قراؤها المداومون تقول: (ممنوع الاحتجاب أو التغيب) رداً على ما كتبناه بالأمس داخل إطار هذه الزاوية تحت عنوان (ممكن؟) نستأذن فيه شركاء الصحيفة وأصحاب العمل الذين نعمل من أجلهم في أن يسمحوا لنا بعطلة ليوم واحد في الاسبوع يترتب عليها غياب هذه الزاوية وبعض الزوايا الأخرى، بعد أن عدّدنا ميزات العطلة وأثرها النفسي والمعنوي والاجتماعي والروحي.. وقيمتها الكبرى في تجديد النشاط. تلقيت أكثر من هاتف وعدة رسائل (SMS) وأخرى إلكترونية تطالب بعدم تغييب الزوايا والأعمدة اليومية بالصحيفة، آخرها من أحد الاصدقاء المداومين على متابعة (آخر لحظة) وخدمتها الصحفية والتحريرية التي تقدمها يومياً، قال فيها إن غياب أي زاوية يومية قد يربك القاريء المتابع، وطالبني آخر بأن أنال حقي في العطلة شريطة ألا تغيب هذه الزاوية بسبب تلك العطلة، حتى ولو تطلب الأمر أن أكتب مادة إضافية يتم نشرها في اليوم التالي للعطلة حتى لا يشعر القاريء بغيابها.. وقال ثالث إن مقترح العطلة مهم ومفيد ومجدد لخلايا الجسد والعقل معاً ويعود بفائدة أكبر للقاريء، لكنه طلب أن تكون مادة يوم الجمعة (فنية بحتة) وقال إن كتابة مثل هذه المادة لا تتطلّب أن تكون قبل يوم النشر.. إذ يمكن أن تتم كتابتها خلال أيام الاسبوع مشيراً الى مادتين نشرناهما خلال الايام الماضية عن الفنانين الكبيرين خليل فرح واسماعيل عبد المعين ودورهما في مسيرة الغناء السوداني وفي مسيرة الحركة الوطنية. جلستُ بالأمس محتاراً بعد أن أخذت مع بقية الزملاء في متابعة الأخبار وتقييمها ووضع ملامح عدد اليوم (آخر لحظة السبت) وقد ظللنا نتابع تفاصيل الأخبار الكثيرة التي حفل بها عدد الصحيفة اليوم ولم تتوقف هواتفنا عن الاتصال بمصور الصحيفة النشط الاستاذ سفيان البشرى ولا بمحرري الحوادث.. وانشغل مدير التحرير بمتابعة حركة سير العربات وتوجيهها.. وعند الخامسة والنصف دخلت في حيرة كبرى وقلت للأستاذ عبد العظيم صالح مدير التحرير إن عدد الغد (اليوم) سيكون ممتازاً بإذن الله.. لكن المشكلة التي تواجهني هي كتابة العمود.. ضحك وقال لي متسائلاً: (طيب المشكلة شنو؟ أكتب عن قرارات أصحاب العمل). وهأنذا أفعل.. وآمل أن التزم.