دعت حركات دارفور الموقعة على السلام حركة العدل والمساواة إلى ضرورة العودة إلى منبر الدوحة التفاوضي وحذّرتها من نظرتها الإقصائية باعتبار أنها الحركة الوحيدة في دارفور عسكرياً وسياسياً. وكشفت عن تحدّيات عديدة تواجه حركة خليل خاصة عقب التطورات الأخيرة من دولة تشاد التي تمثل لها العمق الإستراتيجي، وقالت إن حركة العدل وضعت نفسها أمام خيارات صعبة وضيّقت مساحة حركتها ولم يبق أمامها إلا العودة لمفاوضات الدوحة. وفي السياق ذاته طالب ذو النون سليمان عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة مناوي حركة العدل والمساواة بالالتزام بشعاراتها والالتزام بالسلام كخيار إستراتيجي دون استخدام الابتزاز والمزاوجة التي تقودها إلى الهلاك. وأشار سليمان ل (آخر لحظة) أمس إلى أن مطالبة قيادة حركة خليل بإصلاح المنبر التفاوضي والتشكيك في عدم حيادته نابعة من مخططات الحركة للانفراد والاستئثار بما تفرزه التسوية السياسية القادمة ضمن السلام التكميلي لدارفور، مبيناً أن ما يحدث الآن تهدف الحركة من خلاله لإبعاد الأطراف الأخرى من طاولة التفاوض بتصعيدها للعمل السياسي والعسكري لإثبات أنها الوحيدة على الساحة الأمر الذي يخالفه الواقع السياسي والميداني في دارفور ويتناقض مع توجهات المجتمع المدني والأهلي. وأشاد ذوالنون بالتزام دول الجوار الإقليمي بتحقيق السلام في الإقليم وعدم إعطاء إشارات سالبة للحركات المُسلحة المعارضة وحذّر سليمان الحركات المعارضة من مغبة التصعيد العسكري، وطالبها بضرورة الالتزام بالحوار السلمي لتحقيق المطالب، مطالباً في الوقت ذاته الحكومة بالالتزام بالاتّفاقيات الموقعة والإنفاذ الكامل لاتّفاقية أبوجا، فيما قال الناطق الرسمي باسم الحركات الموقعة على سلام دارفور محمد عبدالله ود دبوك إن حركة خليل حركة إقصائية ذات نظرة ضيقة وظلت تنشط سياسياً وعسكرياً لإثبات أنها الحركة الوحيدة في دارفور ذات الثقل لتؤكد ما قالته تجاه حركة التحرير والعدالة بأن لا وجود لها الأمر الذي ينفيه الواقع وأشار ود دبوك إلى أن الحركة خسرت جراء نظرتها الضيقة وتصعيدها العسكري الأخير، وقال بعد التحول الجاد في مواقف القيادة التشادية التي كانت أوقفت شريان حياة حركة العدل من المؤن والعتاد وطردها لخليل من أراضيها، هذا التحول يتطلب من خليل تغيير رؤيته التي لم تفلح معها أي نتائج غير الإضرار بحركته وأشار إلى أن القيادة الليبية التي استقبلته لم يكن أمامها خيار سوى أن تدفعه إلى منبر الدوحة للتفاوض لأن خليل لم يكن أمامه إلا التفاوض وأن أي اتّجاه غير هذا يعتبر أوهاماً. وفي ذات المنحى قال عبد الماجد حسن المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جناح السلام إن حركة خليل لا تهمها معاناة النازحين واللاجئين بل هي تعمل لخدمة أجندتها وأهدافها الخاصة وطالبها بالالتزام بالحوار من أجل الأبرياء ضحايا الحرب وحذّر قيادة الحركة من الإصرار على التصعيد العسكري مطالباً الحكومة بالعمل الجاد لإنهاء أزمة دارفور في أقصر وقت.