عبدالغفار عبدالرزاق المبارك.. الهلالابي والمؤرّخ الخاصّ، والذي يحتفظ في داره العامرة بحي العرب بدار وثائق لا مركزيّة -حتى لا يشتبك معنا كمال عبداللطيف- ولا غرو، فهو نجل الدكتور عبد الرزاق المبارك، وشقيق «الجنرال» عبد الرحمن عبد الرزاق، وتجمعني بأسرتهم الكريمة، علاقة حميمة وودّ موصول، دفعني فيما سبق إلى مداعبة خشنة مع «جنى فيل» وهو شبيه بالفريق مهندس أمن، صلاح قوش، وكأنّهما توءمان، ويخلق من الشبه أربعين. عبدالغفار اتّصل بي؛ ليقدم لي معلومة افتقدها في عمودي: أب عاج أخوي، ويصحّح لي أخرى: شاعر وملحّن أنشودة البلابل، المشار إليها، هو المرحوم الفريق جعفر فضل المولى التوم، وما كان يجدر بي أن يفوت عليّ ذكره، وهو قمة سامقة في الموسيقى العسكرية، في الحقبة المايويّة خاصة، أما التصحيح، فقد ذكرت في العمود أنّ النميري قد انضمّ لتنظيم الضباط الأحرار في 1963م، كما ورد في كتاب الجيش السودانيّ والسياسة، للعميد «أبو غسان» عصام الدين ميرغني طه.. لكنّ جعفر محمد نميري، الذي تخرج في الكلية الحربية السودانية، ضمن الدفعة الثالثة، والتي ضمت كلاً من.. عوض أحمد خليفة.. مبارك عثمان رحمة، محيي الدين موسى عمر.. السر خوجلي كرار.. أحمد محمد أحمد أبو الدهب.. محمد خير محمد سعيد.. صلاح الدين محمد سعيد.. عمر إبراهيم عثمان.. عبدالرحيم سعيد.. عبدالحليم محمد خير شنّان.. محمد عبدالعزيز عبدالقادر الصادق.. فؤاد ماهر فريد.. بابكر أحمد التجاني.. جعفر محمد نميري.. وقد تكوّن تنظيم للضباط الأحرار في عام 1954 قبل الاستقلال، ضمّ السيد محمود حسيب، والسيد أحمد عبدالوهاب رحمهما الله وآخرين.. وكان من بين عضويّته السيد عوض أحمد خليفة، ممثلاً للقيادة الغربية، وفي الاجتماع الذي عقد بمنزل حمد النيل ضيف الله حضره جعفر محمد نميري، بديلاً عن عوض أحمد خليفة، واستمرّ في عضويته بعد ذلك.. وكانت نواة الضباط الأحرار بعد ذلك هم الدارسين في الدورة التدريبية «للإدارة سلم - وحرب» والتي عقدها عقيد من الجيش المصري، وحضرتها أربع دفعات: الأولى ضمّت الطيب المرضي، وعبدالرحمن كبيدة من «الدفعة واحد» وحسن إدريس، وصلاح عبدالسلام الخليفة «الدفعة اثنين» وعوض أحمد خليفة، وأبو الدهب، ومحمد خير محمد سعيد مخازن .. وجعفر نميري.. وفؤاد ماهر فريد، وعبدالحليم شنان، من الدفعة ثلاثة.. وفتحي حسن كاشف، وغيرهم من الدفعة أربعة.. وتخالف معلومات عبدالغفار «الموثّقة» ما جاء في كتاب أبي غسان، أن تنظيم الضباط الأحرار، هو تحالف جبهويّ من الضباط الشيوعيّين والديمقراطيّين والوطنيّين، تأسس مطلع العام 1960، وأنّ النقيب بابكر النور سوار الدهب، عضو التنظيم العسكري الشيوعي، كان في طليعة المؤسسين لذلك التنظيم.. ويمضي عبدالغفار عبدالرازق في تأكيد معلوماته بأن اليوزباشي (نقيب) جعفر محمد نميري، قد أحيل للاستيداع بعد أن جلب مخفوراًً من جوبا، وقدم للمحاكمة التي لم تجد دليلاً عليه باشتراكه مع عبدالرحمن كبيدة، وفي أبريل 1959 أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في تشكيله الثاني، بإعادة ستة ضباط للخدمة العسكرية، وهم الطيب المرضي، أحمد البشير شداد، من الدفعة واحد.. تاج السر مصطفى، من الدفعة اثنين، وعوض أحمد خليفة.. ومحمد خير محمد سعيد.. وجعفر محمد نميري.. من الدفعة ثلاثة.. وقد جاء ذكر دور جعفر نميري في التنظيم بقلم الرائد هاشم العطا، في مقاله في ذكرى أكتوبر عام 1969، والذي جاء فيه بأن الاجتماع المفصلي لقيام ثورة مايو ترأّسه العقيد جعفر محمد نميري، في أبريل 1969م، بمنزل عبدالمنعم محمد أحمد الهاموش.. ولعله هو ذلك الاجتماع الذي صوّت فيه برفض تنفيذ الانقلاب كلّ من بابكر النور.. أبو القاسم هاشم.. الرشيد أبو شامة.. عبدالمنعم محمد أحمد.. صلاح عبدالعال.. محجوب إبراهيم.. زيادة صالح.. فيما صوّت بتأييد تنفيذ الانقلاب كلٌ من جعفر محمد نميري.. خالد حسن عباس.. فاروق حمد الله.. مأمون عوض أبو زيد.. أبو القاسم محمد إبراهيم.. وزين العابدين محمد أحمد عبدالقادر. وقف التعلمجي أمام الطلبة الحربيين، وقال لهم: إنتو ما شفتو الدفعة واحد؟ كان الضابط عندو شنب، يقعد فوقو الصقر.. والضابط في الدفعة واحد كان بيتعالج في البطري، قسم الأسد.. فالتفت طالب لزميله، وأشار إلى عمود تلفون على الأرض، وقال له: دي عصاية الدفعة واحد. وهذا هو المفروض..