بدت جلسة البرلمان أمس، أشبه بمواجهة بين حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، حيث قطع أحمد إبراهيم الطاهر، رئيس البرلمان، والقياديّ بالوطني، خلال الجلسة التي خصصت للتداول حول خطاب رئيس الجمهورية، الذي ألقاه أمام الهيئة التشريعية، أن وحدة البلاد لا تشترى بالإنجازات، وما يقدّم من خدمات وتنمية للجنوب، ووصف خلال تعقيبه على ما أثاره عضو المؤتمر الشعبي، د. إسماعيل حسين، في مسألة الاستفتاء، وضرورة القيام ببرامج وخدمات لجعل الوحدة جاذبة؛ حتى لا تكون شعارات وأماني، وإن الحكم الرشيد يتطلب العدالة وسيادة القانون. ووصف الطاهر عبارة جعل الوحدة جاذبة، بأنها «شعار خداع» وقال: مهما قدمت من مغريات لا يمكنك أن تشتري الوحدة، ومهما كانت الحكومة سيئة، أو فاسدة، فهذا ليس مبرراً لانفصال البلاد. مطالباً الأحزاب السياسية بعدم المزايدة، والتباكي على الوحدة. وبدا مستغرباً، وهو يقول: «كأننا، وحدنا، من وافق على حق تقرير المصير» مستعرضاً، في فذلكة تاريخية، كلّ الأحزاب التي وافقت عليه قبل الوطني، ابتداءً من حزب الأمة والتجمع، وحتى الشعبي، الذي كان جزءاً من الحكومة، لافتاً النظر الى أنّ العدالة والخدمات، هي من واجب الحكومة، وأن الوحدة والانتماء هي القيم التي يجب أن نقنع بها أبناء الجنوب. وقال : مهما كانت المرارات، وسوء التصرف السياسي في الشمال والجنوب، فهو ليس مبرراً لتكون دولتين، فلابدّ من إقناع الجنوبيين بقوة الحجة، وبعدها يترك الخيار لهم. وأضاف : لن نكره أبناء الجنوب ليكون جزءاً من السودان؛ لأننا استبعدنا تماماً مسألة اللجوء للقوة والحرب، متهماً في ذات الوقت دولاً خارجية ذات أجندة ومطامع، تسعى لانفصال الجنوب، وإضعاف الدولتين. داعياً القوى السيايسة ونواب البرلمان أن يكونوا يداً واحدة، ووضع خطة محكمة لمخاطبة أبناء الجنوب. وقال: سنظل لآخر يوم بلداً متماسكاً، وبعدها تكون إرادة الله.