اعتذر حاج ماجد سوار، عن تقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بولاية الخرطوم، بعد أن نقل إليه د. عبد الرحمن الخضر رغبته في تعيين حاج ماجد.. في الموقع بديلاً للأستاذ هاشم هارون، الرئيس الحالي للمجلس، واعتذار حاج ماجد عن تقلد المنصب الدستوري، وفي ولاية مثل الخرطوم، حدث له ما قبله وله ما بعده!! فالسيّد حاج ماجد، بعد عودته من الشعبي للمؤتمر الوطني، نجح في كسب أغلبية شباب الإسلاميّين، الذين يمموا شطر المؤتمر الشعبي، بعد المفاصلة.. جاء بعشرات القيادات الذين كانوا معه في الشعبي، أو الذين تربوا على مدرسته الخاصة في التنظيم، وأضحى أقرب أمناء الحزب للدكتور نافع علي نافع.. اصطحبه في جولاته الحزبية في الولايات، وسخر حاج ماجد ملكاته الخطابية في التعبئة لصالح حزب المؤتمر الوطني.. قبل الانتخابات، وأثناءها صدر إليه تكليف ضمن لجنة برئاسة مولانا أحمد إبراهيم الطاهر للعناية بإقليم كردفان (تسويره) من داء التمرد، الذي أخذ في التفشّي جنوباً وشمالاً، قبل عامين، وله وحده، كان لحاج ماجد الفضل في تفكيك خلايا حركة العدل والمساواة، بجنوب كردفان، وفاوض مجموعة «مشيك» التي كان يقودها عبد الله محمد علي بلال، ومن ثم أعاد من حركة العدل، مجموعة أحمد وادي، التي شكلت عودتها، وما صاحبها من أحداث زحزحة الثقة بين حاج ماجد وبعض القيادات، مما اضطرّ ماجد، تحت وطأة الضغوط إلى رفع يديه عن بعض الملفات التي أسندت إليه، وفي مقدمتها قضية مجموعة «أحمد وادي». في وقت سابق أثرنا تساؤلات عن الأسباب والدوافع التي جعلت ماجد يغادر الخرطوم غاضباً للمملكة العربية السعودية، ولكن فجأة ظهر ماجد يقود التعبئة في ولاية القضارف، وحينها تساءل البعض عن صحة ما كتب حينذاك، وللمصلحة العامة آثرت التضحية بسمعتي المهنية، في سبيل المصلحة العامة، بعدم الكشف عن الذي دار بيني وحاج ماجد، في يوم حصوله على تأشيرة الخروج، وتذاكر السفر، وموعد إقلاع الطائرة، لكن في اللحظات الأخيرة، ومن أجل (خاطر) البعض، آثر حاج ماجد تأجيل أداء العمرة إلى ما بعد الانتخابات.. لكن الرجل ظلّ الهواء الساخن يتكاثف في صدره. اعتذار حاج ماجد عن تولي المنصب ما كان مفاجأة لمن يعرف الرجل، وطرق تفكيره وطموحه السياسيّ الذي يتجاوز المواقع الولائية الصغيرة، لما هو أكبر من ذلك، لكنه لا يتهافت على المواقع، كما يفعل البعض، ويؤثر الصمت والتفاني في خدمة حزبه، بعيداً عن الكسب الذاتي، وقد أثبتت الحقبة التي تولى فيها أمانة الشباب، خلفاً للمهندس أسامة عبد الله، كفاءة الرجل وقدراته التنظيمية، وحينما أسندت إليه أمانة التعبئة قبيل الانتخابات بقليل.. كانت لأمانته «عود رجل» في ما تحقق من نجاح، و «للذكر مثل حظ الانثيين»!! لا يعني اعتذار حاج ماجد عن مجلس الشباب والرياضة موقفاً سالباً من د. عبد الرحمن الخضر، بقدر ما شكل الموقف احتجاجاً صامتاً على الطريقة التي يتم من خلالها إسناد الحقائب للقيادات المخلصة، وقد انتاشت حاج ماجد الكثير من السهام الطائشة، حينما اشتجر الخلاف بينه ومحمد أحمد الطاهر أبو كلابيش، حول عودة مجموعة أحمد وادي، وامتدّت التحرّشات نحوه من خلال بعض القيادات الولائية، مثل مصطفى كبر، الذي كان يبحث عن شتى السبل لإدانة حاج ماجد، والسعي لإخراجه من الملعب السياسي!! فهل يتمّ تسوية بعض الملفات مع ماجد، في مقبل الأيام؟ أم يفتح اعتذاره عن المنصب فتقاً جديداً على الجرح؟؟