الأخ الكريم الأستاذ مؤمن الغالي.. حياك الله حركة استقلال أم درمان سرد شيق وسفر ممتع وحلم جميل لمدينة التراث والأصالة ساقه لنا وبأسلوبه المعطر المموسق الجميل أستاذنا الرائع مؤمن الغالي، فأم درمان هي عشقه وحبه وهواه.. وأحيي فيه هذه الحمية للوطن الأم ولأم درمان الإقليم الموعود حلماً وبشرى اذا ما تم فصل الجنوب عن الشمال.. حركة استقلال أم درمان حلم جميل أرجو صادقاً أن يتحقق حتى تصبح أم درمان إقليماً قائماً بذاته وكيانه. ونبارك نحن أبناؤها الذين رضعوا من ثديها، نبارك هذا الإتجاه ونسعى للوصول اليه، أم درمان كما ذكرت يا أخ مؤمن هي الأصالة وهي العراقة، هي السودان بإرثه وتراثه، ألم يقل فيها شاعرنا الفذ عبد المنعم عبد الحي: أنا أم درمان أنا السودان تمثل في ربوعي على ابن الشمال سكنت قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي وكذلك ابنها الراحل البار عبد الله محمد زين حينما أنشد: أنا الطابية المقابلة النيل أنا العافية البتشد الحيل أنا القبة البتضوي الليل بتهدي الناس سلام وأمان وحديثك الشجي يا أخي مؤمن عن أم درمان وماضيها الجميل وجيلها العملاق وغدها الموعود، حديث القلب للقلب، فأم درمان هبت منها ثورة 24.. أم درمان شهدت أول تنظيم سياسي ضد الاستعمار تحت مسمى جمعية الإتحاد السوداني، والتي تحولت الى جمعية اللواء الأبيض.. أم درمان نشأ في أحضانها وترعرع مؤتمر الخريجين ومن رحمه ولدت الأحزاب السودانية.. أم درمان أنشئت فيها أول مدرسة أهلية عام 1929م نادي الخريجين، ذلك الصرح الوطني قام على أكتاف الخريجين من أبناء أم درمان، أول جامعة أهلية هي كلية الأحفاد الجامعية والتي تحولت فيما بعد لجامعة الأحفاد ولدت من رحم أم درمان، حتى أحياءها العريقة سميت بأسماء قادة المهدية: ود نوباوي.. أبو عنجة.. أبو روف.. ود البصير.. الأمراء.. أبو كدوك. القبائل السودانية التي استوطنت أم درمان منذ ميلادها سمت أحياءها بأسمائها: الجبلاب- العمراب- السواراب- الهاشماب- الرباطاب، ثم تلك الكوكبة الرائعة من ذلك السلف الصالح المثقف كانت من أم درمان: فمن الأطباء: خالدة زاهر، علي بدري، عبد الحليم محمد، الخير الشفيع والفاضل شداد.. ومن الأساتذة الصحافيين أحمد يوسف هاشم، عرفات، صالح محمد إسماعيل، إسماعيل العتباني، علي حامد وبشير محمد سعيد، ومن السلك القضائي حسن الطيب، عبد المجيد الإمام، محمد صالح الشنقيطي ودفع الله الحاج يوسف.. ومن المحامين مبارك زروق، المحجوب، أحمد سليمان، وني وكورتي.. ومن الأدباء معاوية محمد نور، عبد الله عشري والتجاني يوسف بشير، وعذراً للذين فات عليّ ذكرهم هذه الكوكبة من أبناء أم درمان أضاءت سماءها وعطرت ثراها علماً وأدباً ووطنية، وما هذا إلا نذر يسير من أصالة أم درمان، ولعلي أجد سانحة أخرى في ضيافة أستاذنا الغالي للحديث عن جوانبها الأخرى. أحمد حسن أحمد أم درمان- حي العمدة من المحرر.. صديقي الجنرال.. أحمد حسن أحمد لك الود.. وقبله التحايا.. والشكر.. وها هي.. كلماتك.. الجميلة.. تصل من اليد لليد.. تلطفاً وكرماً وتواضعاً منك.. إذن كان لابد لها من مصافحة عيون أصدقائك القراء.. لتشفي بعض أشواق.. أحبتي (المجانين) بهوى أم درمان.. لست وحدك يا جنرال.. فقد كتب لي وهاتفني عدد هائل من أبناء أم درمان وهم يشيدون ويباركون استقلال أم درمان.. وحتى لا يتهمني أحد.. بالشوفينية.. والتعصب لأم درمان أقول.. إني دعوت الى استقلال أم درمان.. بعد أن اجتاحني.. الفزع من هول كارثة لو انفصل الجنوب.. بالضبط كنت في لحظة يأس قاتلة.. وتماماً.. مثل لحظة يأس صديقنا الجميل محمد يوسف موسى.. وهو يعتذر.. بل ينوح.. طالباً السماح من المحبوب.. لأنه أطلق كلمة.. أبكت الحبيب.. فبدأ ينشد..(في لحظة يأس أنا قلتها ليك).. وأنا.. اذا انفصل الجنوب سأحزن ولكني لن أعتذر.. سأطلب استقلال أم درمان.. لنكون وطناً يسع كل الأحبة الجنوبيين الذين.. كانوا أبداً في قلب صفوفنا.. ولدنا سوياً.. ونشأنا سوياً.. ونموت سوياً.. على تراب.. جمهورية السودان الديمقراطية الشعبية. لك ودي.. مؤمن