معاناة ووقوف تحت سقف السماء في هذا الصيف الحار، العرق يتصبب من المواطنين، الطالب يهم بمحاضرته في الخرطوم، الموظف لديه زمن للعمل، الشيخ المسن ربما لديه مواعيد مع طبيب، وبعضهم من مرافقي مرضى في مستشفيات الخرطوم، يريدون الاطمئنان عليهم في هذا الصباح، كل هذه الفئات تقف منذ الصباح الباكر في محطات خط الدروشاب شمال- الخرطوم، الذي يبتدئ من الدروشاب شمال وينتهي في الإستاد بالخرطوم، و يمر بالمناطق: (الدورشاب شمال/ الدروشاب جنوب / السامراب/ العزبة/ طيبة الأحامدة/ كافوري / كوبر) وكل المناطق خلف الصناعات تعتمد على هذا الخط.. ولكن بالأمس يفاجأ سكان هذه المناطق بأزمة حادة بعدم وجود مواصلات.. بعد معاناة ووقوف على الشارع في الحر الشديد الذي تعلمونه جميعاً، تفاجأ المواطنون باضراب لم يسبق له إعلان- على حد قول السواقين ومنظمي سير الحافلات- وذلك بسبب تغيير مسار الحافلات فجأة ودون إعلان بذلك لمرتادي الخط.. وحتى الذي بدأ عمله ولم يكن له علم بهذا الاضراب وتغيير الخط، يذهب لعمله عادي، فيتصدى له شرطي المرور بأن يرجع ويأخذ المسار الجديد، ويقطع له ايصال مخالفة، وإذا سأل عن السبب يقطع ايصالاً آخر (60 جنيهاً).. وآخر لحظة كانت ضمن المتضررين من هذا الانقطاع المفاجئ للمواصلات فكانت لها تلك الوقفة مع السواقين، بعد معاناة في الشارع، وتكدس المواطنين في المحطات ذهبنا لمعرفة السبب الذي من أجله انقطعت المواصلات، حيث أفادنا رئيس تنظيم الحافلات العم سيداحمد عبد الرحمن: بقوله: تفاجأ سائقو الحافلات اليوم بتغيير سير خط مواصلات الدروشاب شمال عكس الكروكي الملتزمين بالسير به، وعندما يسأل السائق لا يجد إجابة بل تكون الإجابة قطع ايصال ( 30 جنيهاً) وإذا احتج فكانت (30 جنيهاً) أخرى، لذلك لم يجدوا التبرير الذي يجعلهم يلتزمون بخط السير الجديد الذي لم يسبق لهم الإعلان أو الإنذار به، فقط يجدون شرطي المرور أمامهم، ولم تصدر أي توجيهات بذلك ولا كروكي جديد، ونحن لسنا ضد القانون ولكن لم نعلم بذلك. لذلك لجأنا للاضراب لكي لا يتضرر أصحاب الحافلات، لأن الايصال (30 جنيهاً) وحافلات الركاب ( 25 راكباً) والراكب (بجنيه) لذا يضطر لاتمام الايصال من جيبه، هذا إذا لم يقطع ايصالين أو ثلاثة مما أضطرنا لايقاف الحافلات والاضراب.. حيث أفادنا السائق كامل الهادي: بأنه قطع (غُرم) ثلاثة ايصالات (90 ألف) وحجزت عربته بسبب (بوري). أما السائق نادر أحمد علي قال: ذهبت بخط السير المعروف لدينا وتفاجأت بقطع ايصال (30 جنيهاً)، وعندما سألت عن السبب قطعت إيصالاً آخر، يعني (ايصالين) في نفس اللحظة. وأخيراً: اتفق الجميع على أنهم لا يعرفون الجهة التي أصدرت هذا القرار ويرجون والمواطنون الإفادة.