صاحبي المستشار داهمته الشيخوخة في الغربة ، وهو يلهث وراء تحقيق طموحاته وبمرور السنوات اكتشف انه شارف على انتهاء الصلاحية يعني بالعربي الفصيح أصبح ( زول ) مهكع وتعرض رأسه بعيد عنكم إلى عوامل الزحف الصلعي بالكامل ، الرجل جاءني ذات مساء ومعه مجموعة من الأصدقاء وطلب منا ان ندرس معه (مشروع العمر ) المتمثل في بناء الفيلا الخاصة به في واحد من الاحياء الراقية في الخرطوم عموم يا عينيه ، المهم بعد المداولات الساخنة قمنا بنصيحة صاحبنا المستشار ، وقلنا له اولا بالتبادي يجب أن تكون الفيلا بمواصفات لها مزلقان من ابو كديس لانه أصبح رجلاً كبيراً في السن وربما بعد سنة أو سنتين يمشي على الكرسي المتحرك وفي مثل هذه الحالة بحاجة إلى المزلقان حتى يمكن لزوجته أو احد اولاده دفع الكرسي المتحرك أثناء الخروج والعودة إلى المنزل خصوصا حينما يخرج لأداء الصلوات الخمس وتأدية واجب العزاء أو مشاركة جيرانه وأهله في افراحهم ، طبعا هذه النصيحة تقبلها صاحبنا بصدر رحب ولم يتأفف ولم يكابر خصوصا انه امضي في الغربه البطاله اكثر من 30 عاما أو تزيد ، ثم نصحنا صاحبنا المستشار ضرورة تجهيز سيارته بكافة مستلزمات المعوقين لانه حينما يعود نهائيا إلى السودان لن تمكنه صحته من قيادة سيارة بالمواصفات العادية ، الرجل أيضا تقبل هذه النصيحة وأكد انه سوف يستورد سيارة مماثلة لعربيات أصحاب الإحتياجات الخاصة ، كما طلبنا منه ان يكون منزله بالقرب من مستشفى معتبر لانه أصبح رجال ( كبارة ) ويعاني من امراض الشيخوخة كما نصحناه بضرورة عدم تركيب مكيفات صحراوية أو بالفريون في فيلته لان جسمه أصبح مشبعا بالرطوبة ولا يحتمل أي دوشه مكيفات أو برودة زائدة عن الحد يعني بالمفتشر عليه ان يعيش في سخانه الخرطوم بدون مكيفات حفاظا على صحته الغالية ، كما تم نصحه بعدم ارتياد المطاعم من فئة خمس نجوم في الخرطوم لانه يعاني يا عيني من الضغط والسكري والكلسترول والنقرس وان عليه اعتماد حمية قاسية والاكتفاء بالرغيف الحاف والماء وربما البصل وناس الويكة وما ادراك ما الويكة ، كما نصحنا صاحبنا بعدم بناء غرفة نوم في الفيلا لان صلاحيته انتهت من زمان وعليه بناء غرفة في حوش الفيلا لانه لن يتمكن من صعود الدرج ، الرجل بعد ان استمع إلى هذه النصائح الثمينة من الهيئة الاستشارية المكونة من اصدقائه المقربين أطلق آآآآآهة من أقاصي جوفه المحروق وتذكر أولى خطواته في الغربة وكيف انه بعد تخرجه سافر إلى الخليج وكان يقول في نفسه ( سنة وسنتين والغربة تروح) ومضت السنوات وزادت عن 30 عاما، والآن سوف يعود صاحبنا بعد ان انتهت صلاحيته ولن يتمتع بتحويشة الغربة ، سيناريو صاحبي المستشار يعيشه آلاف المغتربين السودانيين في مغترباتهم ومهاجرهم ، ايييييييييييييه ، الله يلعن ( بي ) الغربه شو سوّت في حالي ، كما قال اللبناني فارس كرم أو كما قال سيد الغناء السوداني الراحل مصطفى سيد احمد رحمه الله الغربه مرة ومؤلمه ، شفتو كيف . شوف نفسك أول يا زول .