حتي لا يذهب بكم الخيال إلى ما لا يسرني وتدخلوني في دائرة اتهامات تحاصرها علامات الإستفهام والتعجب.. أقول إن العنوان أعلاه كان لموضوع كتبته خبيرة التجميل سهام المهندس في إحدي الصحف الإجتماعية الثلاثاء الماضي.. لن أقول إن العنوان استفز مشاعري، وأصاب أوصالي بالتفكك وإمعائي بالغثيان.. لأن موضوع تجمل الشباب ماعاد بالشئ الغريب في مجتمعنا الغريب.. فالشباب (إلا من رحم الله) لا شاغل لهم إلا استخدام أدوات التجميل وكريمات البشرة والشعر.. تاركين للفتيات الحيرة والدهشة.. وللأسف الشديد أن من يفعل ذلك بعض من نسميهم مطربين.. وأحياناً (نجوم)، الذين هم في حقيقة الأمر (هموم وغموم) لا نجوم.. يحسبون أن الفن هو التفنن في تصفيف الشعر ولبس الضيق من الملابس، ومنافسة الفتيات في البلوزات التي أطلقوا عليها مسميات غريبة علي شاكلة (أديني حقنة).. والغريب أن الآباء معجبون بالحال.. بل ويوفرون للأبناء قيمة هذه (البلاوي).. ضاربين أصول التربية السليمة عرض الحائط.. والرجولة في مقتل.. ترى منذ متي كان للشباب نصيب في (الكريمات) بكافة أنواعها، ومنذ متى كان الشاب يعرف ما يعرفه الآن من صالونات التجميل.. وحسناً كتبت سهام المهندس في مقالها وهي تجيب علي أحد قرائها من السائلين عن نصيب الشباب في التجميل.. وهي تقول إن إفراط الشاب في زينته، إنما هو تشبه بالنساء.. وقولها إن الجمال عند الشاب تظهر قيمته الإنسانية والإجتماعية في سيرته ومكانته العلمية والإجتماعية، وإعتداده بنفسه وليس بجماله.. وحتى لو كان الشاب من ذوي الملامح الخشنة فعليه الإعتزاز بذلك.. فذلك من علامات الرجولة، وأن يظهر أمام الناس بشكل طبيعي دون تكلف أو تصنع، ولا ننسى أن بعض المهن تتطلب المظهر الجميل الجذَّاب، ويكون العمل مرتبطاً بالأناقة والمظهر.. لا بأس أن يتأنق الشاب في سبيل ضمان نجاحه المهني.. وهناك خط فاصل بين المظهر الرجولي اللائق وبين التشبه بالنساء بالتزين واللبس، وهذا مرفوض.. والشاب المهمل في نفسه والذي لا يولي أهمية للبسه ومظهره بدون لمسة الذوق فهو فوضوي.إن ما نعرفه هو (النظافة من الإيمان).. ولا نعرف من الذي ظهر مؤخراً من موضة.. ونعلم أن بعض الشباب يعتبروننا (متخلفين) ومرحباً به تخلف.. فالعزاء إن في شبابنا من نراهم رجالاً للمستقبل، وحماة للدين والوطن.. وهم كُثر والحمد لله.. وأمثال هؤلاء نرجو منهم أن يعلموا إخوانهم من فاقدي العقل وفاقدي الوجيع، الذين نستغرب لهم ونتساءل: أين أولياء أمورهم؟.. فالمسؤولية مسؤولية أسرة قبل أن تكون مسؤولية مجتمع أو دولة.. فالأسرة هي كل شئ وهي أساس التربية . عموماً ليس لدينا ما نقوله سوى أن اتجاه الكثير من الشباب للتجميل هو ظاهرة خطيرة، أطلت برأسها في الأعوام الأخيرة.. وظاهرة تنبئ بكارثة شبابية إن هي تطاولت، وتركنا لها الحبل على الغارب.. فإن غابت الأسرة يبقي الدور دور السلطات المختصة.. ولا نحسبها ستقصر.