تقدم تجمع المعلمين لتصحيح المسار النقابي بطعن قانوني في نتيجة انتخابات العام للمعلمين، والتي جرت مطلع شهر اكتوبر الماضي، وجاء بالدكتور معتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التربية والتعليم العام رئيسا للاتحاد والأستاذ محمد حميدة سكرتير امتحانات السودان أمينا عاما. وبعيدا عن القضايا التي أُثيرت حول تولي الدكتور المعتصم لرئاسة الاتحاد وهو في ذات الوقت يتولى الموقع التنفيذي الأول في وزارة التربية، بل إن بعض المعلمين يقولون إن المعتصم عبد الرحيم لم يتدرج لهذا الموقع وفقا للتدرج المتعارف عليه في سلك الخدمة المدنية، وإنما جاء مباشرة وكيلا للوزارة معينا بقرار جمهوري. كما أن الأستاذ محمد حميدة يتولى وظيفة ذات طبيعة خاصة بحسبان أنه سكرتير لامتحانات السودان، وجاء الآن ليشغل أهم موقع تنفيذي في اتحاد المعلمين. ومع هذا فإن المعلم أحمد يس من محلية بحري يقول بأن الانتخابات الماضية اعترتها بعض الاجراءات التي تجعلنا نطعن فيها، أولها لم يتم نشر الجدول الانتخابي كما أعاب أحمد يس أنه حتى عندما بدأت الاجراءات لاختيار مناديب المدارس لتمثيلها في مؤتمر المحليات مثل مدرسة حراء في شرق النيل وبحري القديمة بنات وبحري النموذجية بل انه حتى المدارس التي اختارت مناديب لها لم يتم إخطارهم بموعد ومكان المؤتمر مثال محمد علي غلام عثمان مندوب مدرسة عثمان بن مظعون بالشعبية ويؤكد ذلك محمد علي غلام بأنه التقى بالمندوب محمد مساعد في مكتب مدير المدرسة نهاية اليوم الدراسي واعترض بأن المعلمين غادروا وفي الغد يجتمعون ويختارون ممثلهم وفي صباح اليوم التالي أجمع زملائي المعلمون على اختياري مندوبا عنهم، وسلمنا خطابا بذلك مشفوعا بتوقيعات للمعلمين لمحمد مساعد، وعندما ذهبت لحضور المؤتمر أخبرني المشرفين على الدخول لمكان المؤتمر بأن اسم غير موجود ولا يمكنني الدخول للمؤتمر. وبعد رواية محمد علي غلام يقول أحمد يس بأن من الذين كان من المفترض ان يكونوا أعضاء في المؤتمر العام للاتحاد بحكم عضويتهم في لجنة الاتحاد السابقة عن الدورة التي انتهت منتصف سبتمبر الاستاذ أحمد بادي وهذا ما أكده أحمد بادي بأنه بموجب اللائحة كان من المفترض ان يكون عضوا في المؤتمر بحكم أنه عضو الاتحاد الذي تعقد الجمعية العمومية بشأنه ولكن لم يتم اختياره. أما الاستاذ كلمون واجي فرج الله المعلم بمدرسة دار السلام منطقة الحاج يوسف شرق فيقول بأنه دخل مكتب مدير المدرسة التي يعمل بها فوجد أمامه كشفا عليه أسماء المعلمين بالمدرسة ووجدت اسم مدير المدرسة مندوبا عنا، مع العلم لم يجتمع مدرسو المدرسة لاختياره مندوبا عنا، وعندما حاولت الاتصال بمكتب التعليم لم أجد إجابة مقنعة. والصورة عند عوض الكريم محمد الطاهر الموجه الفني بمنطقة الكلاكلات بأنه حتى مغادرته لمكتب تعليم المنطقة نهاية يوم الخميس الاول من اكتوبر 2009 لم تكن هناك أي إشارة لانتخابات وصباح السبت اتصل بي أحد الزملاء ليخبرني ان تجمعا للمعلمين أمام مكاتب محلية جبل أولياء وذهبت لاستجلاء الامر لاكتشف بأن هؤلاء أعضاء مؤتمر الاتحاد بمحلية جبل أولياء والتي لا نعرف المكان الذي عقده فيه مؤتمر لأنه عقد في قاعة لا علاقة لها بالتعليم والمعلمين. أما الاستاذ محمد سعيد من محلية شرق النيل فيشير بأن ميزانية الدورة التي امتدت لخمس سنوات وزعت على نطاق ضيق داخل المؤتمر وهي ميزانية كبيرة أذ ان اشتراكات المعلمين فقط تبلغ خلال هذه الخمس سنوات ستين مليون جنيه سوداني إذا حسبنا مبلغ الخمسة جنيهات الذي يتحصل من كل معلم شهريا وعدد المعلمين في السودان يبلغ مائتين الف معلم وفق لافادة وكيل وزارة التربية والتعليم العام واذا ضربنا حصيلة العام في خمس سنوات يتضح ضخامة مال الاتحاد. تلك كانت بعض ملاحظات تجمع المعلمين والذين يقولون إنهم قدموا طعنا للمحكمة الدستورية دافعين بعدم قانوية انتخابات الاتحاد العام للمعلمين السودانيين مطالبين بإبطالها وإجراء انتخابات جديدة. واتحاد المعلمين هو ثالث الاتحادات التي تمتلك عضوية على نطاق السودان بعدد 200 ألف لا يفوقهم من حيث العدد إلا عضوية اتحاد المزارعين واتحاد الرعاة وهاتان فئتان لا تخدمهما الدولة مما يجعل المعلمين أكبر فئة مستخدمة من قبل الدولة في سلك الخدمة المدنية السودانية