الحملة الشرسه التي شنها بعض المتعصبين، وثورة المساجد ضد الاتفاق الإطاري بين دولتي السودان وجنوب السودان، قادت وفد الحكومة لتنظيم عدد من اللقاءات التنويرية ابتدرها رئيس الوفد الحكومي المفاوض؛ إدريس محمد عبد القادر، بتنوير للصحفيين أمس بنادي النفط، بحضور وزير الدولة بمجلس الوزراء؛ د.محمد مختار، ووزيرة الدولة بالإعلام؛ سناء حمد، للتوضيح والدفاع عما تم الاتفاق عليه، على أن يتم تنوير أئمة المساجد غداً الثلاثاء لتنوير الرأي العام بما جرى. عبد القادر شدد في شرحه لاتفاق الحريات الأربع بأن إعطاء الجنسية حق سيادي تمنحه الدولة للشخص بطلب منه، وقال ضاحكا «الشخص الذي يحقق مصلحة للبلد لا ضير في أن يعطي جنسية «. وفنّد عبد القادر «لا يوجد اتفاق حول إعطاء جنسية «، مشيرا إلى أن الجنوبيين بعد الثامن من أبريل أجانب. ومضى ليقول إن الخرطوم رهنت إعطاء الجنوبيين حق الإقامة في شمال السودان بتوفيق أوضاعهم، مؤكدا أنه بدون الالتزام بذاك الشرط فإن الحكومة لن تمنحهم إقامة، مشيرا إلى أن عدد الجنوبيين في الشمال لا يتجاوز (500) ألف, وقطع بأن أي اتفاق حول حريات لا يمكن أن يتم بين أي دولتين دون تحسن الأمن الجانب الامني. وأوضح رئيس الوفد الحكومي المفاوض أن نفع الحريات الأربع للسودان أكبر من ضررها عليه، لافتا إلى أن فتح الحدود للتجارة سيزيل الرواسب بين البلدين، ويساعد في فتح الملفات «المجمدة» بعد بناء الثقة. وقطع بأن الذين يتحدثون بأن فتح الحدود يمكن أن يودي إلى دخول الجواسيس والصهاينة بانه كلام ليس له معنى. وأردف بأن تحسن الأمن وفتح الحدود لمصلحة الرعاة الذين تتقيد حركتهم بالمرعى والمياه، وقال ساخرا «البقر يقود الرعاة إلى حيث المياه والمرعى، فهل يأتي الراعي للسفارة في الخرطوم لأخذ تأشيرة من أجل الرعي وجعل الصراع مستمر إلى ما لا نهاية؟». أكد عبدالقادر أن الحريات ستجعل السودان المستفيد الأول من الميزان التجاري بين البلدين. وأضاف بشيء من الحزن « كنا نتعشم من أئمة المساجد أن يتعشموا فينا خيرا لاجتهادنا»، لافتا إلى أن فتح الحدود سيساعد في نشر الدعوة الاسلامية. وقال متحسرا على الهجوم على الحريات الأربع «من يثيرون هذا الأمر إما لديهم غرض من ورائه وإما فاهمين غلط، قاطعا بأن الاتفاق الإطاري جاء من أجل «دفع الضرر قبل جلب المصلحة كما تنص الشريعة الاسلامية»، مشددا على أن العنصرية أكبر مهدد أمني. ونوه عبدالقادر إلى أن تحسن الأوضاع الأمنية حتما سيساعد السودان في طلبه من نادي باريس معالجة ديون السودان الخارجية البالغ قدرها (40)مليار دولار، كاشفا أن (68%) من تلك الديون (فوائد) وأن معدلات الفائدة ترتفع بمرور الوقت وكلما تأخر السداد، وتابع: إن استتباب الأمن يعضد من مطالبة واشنطن برفع العقوبات الأمريكية عن السودان لجهة أن الاتفاق الأمني سيزيل مسألة التدخل الدولي في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وأن الدول الكبرى كثيرا ما تتذرع بتدهور الأوضاع الأمنية لعدم التجاوب مع السودان . ودافع عبد القادر بشدة عن اتفاق (نيفاشا) وحق تقرير المصير، وقال «حتى وإن تم حق تقرير المصير في حينها لم يكن هنالك غلط «. وقال بأسى بدا واضحاً في نبرات صوته «الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني كلا ماشي»، وأضاف نحن نعمل من أجل مصلحة الشعب.