الأم عصب حياة كل شخص منا، وهي أصل كل أسرة ممتدة مليئة بالسعادة والمحبة .. كما أنها جزء أصيل من تكوين شخصية الفرد لأنها تربي فينا كل سمات الطيبة والنبل والمحبة، وتغرس في دواخلنا الأخلاق الحميدة وتعلمنا احترام الآخر، تسهر الليالي لراحتنا وتضحي بالغالي والنفيس لأجلنا، لذا كرمها الله وعلّى من شأنها، وسما بمكانتها، فأصبحت هي الجذر الأساسي لتنشئة الإنسان وهي أيضاً رمزاً للعزة والشموخ.. في إطار الاحتفال بعيد الأم «الأحداث» التقت بعض الأمهات اللاتي كافحن من أجل أبنائهن ولازلن يكافحن، ويعملن من أجل ذلك بأيديهن وأرجلهن لتوفير حياة كريمة لأبنائها فلذات أكبادهن التي تمشي على الأرض.. قمر أحمد التي توفي زوجها قبل «7» أعوام، تاركاً لها «5» أطفال، تعمل عاملة في مشغل، لتسد رمق أطفالها الخمسة الذين وصل أكبرهم وتدعى أسرار الشهادة السودانية وأخوها مدثر بعد أن عجز عن تكملة تعليمه عمل سائقاً لحافلة تعمل على الخط العام للنقل، أما رحاب فضلت أن تقوم بمساعدة والدتها إلى أن تجرب حظها في التعليم مرة أخرى السنة القادمة، ورماز التي مازلت تضع لبنات تعليمها في مرحلة الأساس، تحملت أمهم مسؤليتهم على أكمل وجه دون أن تكل أو تمل، وتبذل كل ما في وسعها من أجل أن تخرج جيل صالح لأنفسهم وللمجتمع، أشارت قمر الى أن التنشئة السليمة أساس البناء السليم، وأكدت أن التربية الصحيحة هي الأهم وأن تربية أبنائها التربية المثلى هي همها الأول، وقالت إنني أسعى جاهدة من أجل توفير إحتياجاتهم ومسلتزماتهم المدرسية، إلا أن دورها كما قالت لا يقتصر على ذلك بل تهتم دائماً بمتابعتهم في المدرسة بجانب مراجعة دروسهم المدرسية، لأنها تعتبر أبناءها رأس مالها لذلك لابد من الإعتناء بهم وبتربيتهم. تركت قمر واتجهت الى زينب الهادي التي قالت في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع مستوى المعيشة، جعلني أفكر في الانخراط في سوق العمل من أجل أبنائي الذين أتولى رعايتهم بعد أن توفي والدهم وترك في عنقي بنتين، الجنة نور الدائم التي وصلت المرحلة الثانوية، وأتوقع أن تحرز أعلى الدرجات في امتحان الشهادة بإذن الله وابنتي الثانية كوثر التي فضلت مساعدتي في أعمال المنزل بعد أن أحست أنها لن تستمر في مشوار التعليم. أكدت زينب أن الأبناء زهرة حياتنا يصعب التفريط فيهم لأي سبب من الأسباب، وقالت: اذا تعرضت إحدى بناتي لظروف مرضية لا ينام جفني وتظل عيناي ساهرتين طول الليل على راحتهما، وأضافت قائلة: إن الأبناء نعمة من الله من الضروري الاهتمام بهم والحرص على راحتهم وتلبية احتياجاتهم قدر المستطاع؛ لأن الزمان ليس هو الزمان ولا المكان هو نفس المكان. فالنفوس تغيرت والأخلاق تبدلت عمّا في السابق خاصة مع كثرة الفضائيات وغزو الثقافات الخارجية، فهنا يأتي دور الأم للتنبؤ بما يحدث في الساحة؛ لأن حياتهم محفوفة بالمخاطر في ظل الثقافات الدخيلة، ودعت زينب إلى أهمية ايجاد استراحة زمنية للتشاور والتفاكر معهم؛ حتى نجد قاعدة مشتركة نقف ونتفق حولها، موضحة أن الأم تمثل ركيزة ومعلم في الحياة، وهي أيضاً المرجعية الضابطة لسير التربية؛ لأنها تنظر بعين الحكمة والبصيرة بالاضافة الى مكانتها المحببة التي لايضاهيها فيها أحد، وأخيراً طالبت زينب بضرورة تكريم الأم وتحفيزها؛ لأن الجنة تحت أقدام الأمهات إلى جانب ترسيخ دورها في الحياة الاجتماعية.