انتشرت محال بيع الفخار في أحياء العاصمة ومدنها الثلاث.. وغزت الفخاريات بشكل عام غالبية البيوت السودانية وخاصة المزهريات التي توظف لإعطاء المنزل لمحة جمالية سيما وأنه يستخدم لأغراض التشجير. وقد اعتاد الناس على الاستعانة بالأصايص ( المزهريات ) بعد شيوع ثقافة التشجير بين العامة، وتزايد الاهتمام بالتشجير سواء في المنازل أو المؤسسات والشركات, وبات الاقبال على شرائها متزايداً نظراً لاتساع رقعة المهتمين بالتشجير والأزهار.. ويمتهن الكثيرون صناعة الفخار بما فيها الأصايص التي تتكون في الأصل من طين البحر الذي يجهز بواسطة فنيين في شكل قوالب متعددة يحدد شكلها الفني المتخصص في ذلك قبل أن تجف وتدخل للفرن حتى تظهر بشكلها الجمالي الأخير قبيل طلائها, وتتخذ بعد ذلك ألوانا عديدة بحسب من يمسك بريشة اللون ليرسم ملامح المزهريات ويجمل وجهها ويضع عليها من المساحيق ما يجعلها تبدو جميلة للناظرين. ويقول بخيت النور عن استخدام الاصايص في المنازل وتصاعد المهتمين بها: شهد سوق الفخار انفتاحاً كبيراً وبات مرغوباً من الكثيرين نظراً لانتشار المشاتل في الأحياء الراقية والشعبية على السواء, كما أن اطلاع الناس وثقافتهم جعلتهم أكثر تقديراً واحتفاء بالفخار وأوانيه وصناعته بشكل عام حيث أضحى قيمة فنية في حد ذاته, وكلما كانت صناعته جميلة ومتقنة حاز على إعجاب الناس واهتمامهم. أما بخصوص تفاصيل صناعة الفخاريات أو الأصايص التي تعد واحدة منها يقول النور: إنها تخضع لعدة معالجات فبعد أن نفرغ من توضيبها وتجهيزها على يد الفني الذي يقف على شكلها وإخراجها من الفرن نسلمها للتشكيليين الذين يبدعون ويسكبون كل مهاراتهم وما اكتسبوه من فنون على تلك الأواني. وأضاف بخيت إننا لا نقيد الفنان أو التشكيلي بأنماط أو تصاميم محددة، بل نترك له حرية اختيار الألوان والرسومات أو الأشكال التي يراها مناسبة وملائمة للفخار. ولا أبالغ إذا ما قلت بأن الفنانين الشباب يفاجئوني في كل مرة بما هو مدهش وغريب. لكن في بعض المرات يتوافد علينا أناس ذوو إمكانات مادية جيدة ويطلبون إشكالا محددة من الفخار ويتخيرون اللون الذي يريدون وكذلك الرسومات. وبرر النور تلك الاختيارات لارتباطاتها بألوان المنزل وشكل الديكور العام وكذلك الحدائق. وقلل النور من انعكاسات أدوات الزينة المستوردة على عملهم بقوله لمنوعات الأحداث : كل من يجرب الفخار ويعرف ما فيه من جماليات وخصوصية وتميز يطلبه ولا يبدله , بالاضافة لكونه يحتمل ظروف الطبيعة ومناخات السودان المتغيرة من مطر وشمس , فصناعتنا جيدة ومواكبة للتطور وتلائم وتناسب كل الاذواق وترضيها. وقال في ختام حديثه إن الفخار لا يعني صناعة الاصايص فقط أو الأزيار كما قد يتصور البعض، ولكنه مربوط بالأشكال والزخارف والتصاميم والديكورات، وما الى غيرها من استخداماته المتعددة. وما يعرفه الناس لا يمثل إلا القليل من أسرار عالم الإبهار الذي يطلق عليه الناس ( الفخار ).