حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب السفير البريطاني في الخرطوم توني بيرمنان ل(الأحداث):سنقدم الدعم للسودان ولن نتغاضى عن حقوق الإنسان والديمقراطية

علاقة السودان بالمملكة المتحدة تشهد تطوراً استثنائيا هذا العام 2012 م، وهو عام إستثنائي بالنسبة للبلدين، بريطانيا تعيش لحظة سعيدة العيد الماسي للملكة وأولمبياد لندن ورئاسة مجلس الأمن. السودان يمر بمنعطف خطير بعد انفصال الجنوب واستمرار نزيف النزاع بين فئاته السياسية.. (الأحداث )جلست الى نائب السفير البريطاني بالخرطوم توني بيرمنان، وتطرقت المقابلة لعدد من القضايا العالمية والسودانية ذات الصلة بمهمة الرجل في الخرطوم. بالتركيز على حدثين عالميين قيضت له الأقدار أن يكون شاهد عيان عليهما والمتمثلان في ربيع براغ في التسعينيات، والربيع العربي الماثل الآن.. بيرنان تخرج في جامعة ميتشغان ثم دراسات عليا بجامعة إكسفورد، يتحدث ثلاث لغات هي الانجليزية والفرنسية واليونانية، تنقل خلال عمله الدبلوماسي بين عدد من العواصم العالمية بدءا بجوهانسبرج ثم براغ، ثم مشرفاً على الديسك الأوروبي في وزارة الخارجية البريطانية. قبل عودته لأفريقيا مرة أخرى بالعمل في زمبابوي ومنها مسئولاً عن وحدة شرق افريقيا للدول الناطقة بالفرنسية. ثم مرة أخرى نائباً للسفير في تنزانيا. ومن دار السلام الى لندن قسم السودان بوزارة الخارجية البريطانية ومنها للخرطوم نائباً للسفير.
*كيف يريد حضرة نائب السفير أن يقدم نفسه للقارئ؟
-حقيقة لم أتعود الحديث في وجود السفير والمتحدثة باسم السفارة، وأجدني كنت استمتع بالوجود في الصفوف الخلفية مؤدياً دوري كاملاً وفي هدوء شديد. وأنا أعيش في السودان لمدة سنتين نائباً للسفير، وحقيقة أقضى وقتاً رائعاً فيه متعة كبيرة وأعمال مهمة، وبعد هذه السنتين لم أرَ كل شيء بعد. السودان فهمه ليس سهلاً وما زال بالنسبة لي رائعاً ومشوقاً للعمل فيه.
*هذا العام يشهد حدثين مهمين بالنسبة للملكة المتحدة اليوبيل الماسي لجلوس الملكة اليزابيث على العرش والحدث الثاني دورة الألعاب الأولمبية.. كيف سينعكس هذا على نشاطكم في السودان؟
-عيد الجلوس سيكون حدثاً، وقد أصبح ما يخص العائلة المالكة يلقى تجاوباً من الأسر الأخرى المالكة وكذلك العامة، وهي تقوم بدورها لمدة طويلة جداً، وسنحاول في عيدها أن نظهر زيارتها للسودان في 1965م. وحضورها في الأحداث المهمة في تاريخ السودان وارتباطها به. أما فيما يخص الفيزات والتأشيرات لحضور الأولمبياد وقبله سنعمل مشروعاً صغيراً عن معنى الأولمبياد ونقيم ونرعى أعمالاً رياضية.
*كيف للسودانيين أن يتمكنوا من حضور الأولمبياد؟
هنالك أمران مهمان، هما الحصول على تذاكر والثاني تأشيرة دخول للملكة المتحدة، والتذاكر أعتقد أن المسؤول عنها هم اللجنة الأولمبية، ولهذا الغرض يجب الاتصال بهم؛ لأن هناك ألعاب كثيرة مطلوبة جداً وتنفذ تذاكرها بسرعة. وللحصول على (الفيزا) تحتاج لأسبوعين لكي لا تفوتك فرصة الأولمبياد.
*هناك إشكالية تقنية تواجه الراغبين في الحصول على مواعيد لمقابلة قسم الفيزا. فالموقع الإلكتروني لا يسمح بالدخول إلى شهر ديسمبرالقادم، وحتى حين فتح الموقع سمح بالدخول ليوم واحد فقط هو 15 أبريل؟
عندما نواجه وقتاً كهذا، فإننا نعمل على توظيف عدد أكبر في هذا الوقت وسنعمل على حل هذه المشكلة. والحصول على التأشيرة في الاحوال العادية يتم من داخل الموقع يمكنك الحصول على تأشيرة خلال يوم أو اثنين، فعدد الموظفين يؤثر في الكم الهائل من المتقدمين، واعتقد أن وجود هذا العدد سيقل من بداية هذا الأسبوع.
*بالإشارة للأزمة الاقتصادية الراهنة في السودان، ودور المملكة المتحدة في دعم الاقتصاد السوداني باعتبار السودان والمملكة المتحدة أسرة واحدة كما يقول حضرة السفير نيكولاس كاي. ماذا نتوقع من المملكة المتحدة في هذا الشأن؟
أظن أن الاقتصاد السوداني يمر بوقت عصيب، وكذلك الأمر بالنسبة لدول أخرى، وكبلد وحكومة يمكننا زيادة الاهتمام بالقطاع الخاص؛ ليستفيد من الانتعاش في الاقتصاد حين يحدث ذلك. وهنالك أمر آخر مهم، وهو أن بعض الدول تتعرض لمشاكل في اقتصادها الوطني لأسباب معينة، وهي موجودة في أنظمتها، وهذا صحيح بالنسبة للسودان كما هو كذلك بالنسبة لدول أخرى. هل هنالك جذب للإستثمار أم لا؟ وإن لم يكن هناك جذب فما هي الأسباب؟ هناك عدة مناحٍ لهذا الأمر تؤثر داخلياً. أما خارجياً فمساعدة بعض الدول قد تؤثر وهذا كان الهدف من مؤتمر إسطنبول الذي تم تأجيله والذي كان يفترض ان يبحث هذه الأمور. كيف يمكن للسودان أن يكون جاذباً للاستثمار في أكثر من قطاع. نحتاج لهذا ليكون الاقتصاد متوازناً. نحتاج لجذب الاستثمار في الزراعة والتعدين وغيرها من المجالات فالشركات البريطانية ستأتي للاستثمار في السودان إذا كانت الفرص جاذبة. ولا يمكننا كحكومة للملكة المتحدة أن نجبر الشركات على القدوم للاستثمار في السودان ولكن ندعمهم ليأتوا ويبحثوا عن فرص الاستثمار بأنفسهم.
*ربما يفضل البعض ذهاب التعاون والاهتمام إلى القطاع العام باعتبار خدماته تشمل عددا أكبر من المواطنين؟
-أظن انه من المتفق عليه في أي مكان في العالم ان التطور يلعب دوراً مهماً في إيجاد حلول للمشاكل مثل تحكم الشأن السياسي في الفقر لذلك نحن ملتزمون بهدف، وهو دعم الدول المختلفة في أنحاء العالم بما لا يقل عن 7% من إجمالي الدخل الوطني للملكة المتحدة، فنحن نظن أن عملية التطور تعمل بالتزامن مع النمو الإقتصادي والتجارة والاستثمار. لذا فحكومتنا عازمة على دعم التطور في كل أنحاء العالم بدعم القطاع الخاص وليس فقط في السودان. قبل أسبوعين كانت زيارة وزير التنمية الدولية ستيفن أوبريان، وهي الثانية خلال الثلاثة أشهر، وقد أُعلِنَ برنامج التنمية الدولية البريطاني في السودان والبرنامج يتضمن أشياء كثيرة منها ما كان يعتقد انها برامج كلاسيكية ومعهودة، كذلك أعمال كثيرة في الجانب الإنساني، وهي تركز بشكل أكبر على القطاع الخاص حالياً، وهذا سيكون مجال عمل البرنامج القادم وهو الآن في بداياته.
* هل كانت ثمة اعتراضات من حلفائكم على توجههكم هذا؟
-نحن في الحكومة البريطانية لنا نظرتنا المختلفة تجاه الأمور. وعادة قد تكون مماثلة لمواقف دول أخرى، ففي نهاية الأمر نحن نضع في الاعتبار أن كل الشركات، على إختلافها، سترغب في أن يكون لها مجال قانوني مناسب فيما يخص أعمالها التي تريد أن تجني منها أرباحا. وليست لدينا مقاطعة تجارية تجاه البلد؛ لذلك إذا أرادت أي شركة بريطانية أن تعمل هنا واتصلوا بنا، فنقدم لها خدمات كثيرة قد لا نشجعها في الحالة الاقتصادية السيئة، لكن بوضوح نحن لدينا أشياء أخرى نعمل على مراعاتها كالشأن السياسي. فنحن كحكومة على لسان السيد الوزير عبرنا عن رغبة جادة في الذهاب لمؤتمر استطنبول، والذي نأمل جادين في أن يقوم في القريب العاجل.
* إلى ماذا تعزي التحول البريطاني مع السودان من علاقات متحفظة الى علاقات متطورة وصاعدة الى الأمام هذه الأيام؟
-إن حكومتنا تعمل بشكل واضح وجلي. إن الإشكال الموجود في العالم وفي أوروبا خاصة لن يحل إلا بواسطة تدعيم العمل التجاري ولذلك السودان ليس إستثناء، ومن هذه القاعدة سنعمل على دعم التجارة، ولكن ليس على حساب كل شيء، فإن كنا نرى أن التعامل مع دولة بعينها أو قطاع بعينه سيلزمنا بأن نتغاضى عن أشياء مهمة في إعتبارنا كحقوق الإنسان والديمقراطية، فلن نفعل ذلك. ولكن بشكل عريض فلنقل إن كانت الشركات البريطانية مهتمة بعمل ما في دولة ما فإننا سنقوم بتقديم كل التسهيلات المطلوبة وإزالة كل العوائق. أيضاً لدينا البنك البريطاني العربي التجاري يعمل في السودان منذ 40 عاماً. ومقره في لندن ولديه تعاملات تجارية مع بعض الشركات هنا. ولدينا يوم المرأة العالمي وكان لدينا مجموعة من المنظمات الطوعية والتي تتعاون في عملها مع السفارة البريطانية في مجال المرأة، وكذلك الديمقراطية في البلاد، وأهم ما قررناه في هذا العام هو ان نعمل على رفع الوعي عامة وتركز السفارة على الأنشطة التي ذكرناها وتدريب الصحفيين، وأيضاً لا يسعنا أن ننسى الكم الهائل من الزيارات المتبادلة للكلية الملكية للجراحين، فمن منظوري الخاص أرى أن نصف أو أكثر من الجراحين والأطباء هم من تخصصوا في المملكة المتحدة، وهذه العلائق الإنسانية هي ما تجعل الشعبين يتصلان ويصلان لتفاهم في العلاقة فيما بينهم.
* ألا ترى أن الوقت قد حان لمبادرة تجمع الأطراف المتنازعة في السودان مجدداً على غِرار (نيفاشا) للوصول لحل جذري للوضع في سودان ما بعد الجنوب؟
- من الغريب الحديث الآن عن هذا الأمر؛ لأن الأشخاص الذين حضروا الفترة السابقة، والتي كان فيها الاستفتاء وأحساسيس التفاؤل التي عايشها الجميع حينذاك، كان إيمانهم بأن الأستقرار قد يصبح حقيقة ماثلة. وهذا كله يشبه ما حدث في مفاوضات أديس أبابا مؤخراً. فقد أعطي بعض التفاؤل للجميع. والانطباع الذي استخرجته أن الجميع حريص على المفاوضات؛ لأن الطريق الذي تنكبوه كان مسدودا ورغبوا في تجربة طرق أخرى؛ مما أدى لهذا الإتفاق ونأمل ان يكون هناك المزيد. نحن دائما ما نكرر، قبل 9 يوليو وبعده، إننا نريد أن نرى دولتين متجاورتين تعيشان في أزدهار وبينهما أواصر علاقات جيدة جداً. وكل ما يقودنا في هذا الاتجاه من عمليات تسهيل، فسنعمل على تقديمها بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والرئيس إمبيكي. نحن مستمرون في هذا الإتجاه منذ مدة. ولدينا ممثلنا الذي يذهب الى مفاوضات أديس أبابا ليقدم كل أنواع الدعم، فنحن نريد للحلول أن تتواجد لا أن نقول فقط إنها حلول بريطانية طالما أن النتائج التي نراها هي التي تشكل الطريق الى المستقبل.
* وكيف سترد لندن على انتقادات من بعض أطراف المجتمع الدولي مثل الولايات المتحدة أاو حتى محيطكم الأوروبي المتحفظ في علاقاته مع السودان؟
-لا أظن ذلك. فالاتحاد الأوروبي ممثله يأتي كثيراً هنا ولا أحد يعترض على ذلك، وكذلك نحن لدينا إهتمام خاص في المملكة المتحدة بوضعية إقليم دارفور. المجتمع الدولي كذلك تكررت زيارات مسئوليه وعلى أعلى المستويات ولا نجد غرابة في الأمر على الإطلاق. نحن هنا نحاول أن نقوم بدور بناء وهو يتضمن المساعدة كيفما تكون وتقديم تسهيلات لمناحي الحياة، فنحن كنا المراقبين على إتمام اتفاقية نيفاشا وتقديم كل المساعدات في هذا الشأن، وكذلك ما بعد الاتفاقية ومعالجة ما سيتبع هذا الوضع الشائك. نحن نرى أن لنا دوراً بناءً في هذا البلد، وكما قال سعادة السفير إننا لسنا أصدقاء بل أسرة، ولذلك هذا يجعلنا في وضع يمكننا أن نقول الحديث المناسب في الوقت المناسب وأن نتفهم الوضع ونعكسه بصورة جيدة.
* يرى الكثيرون أنكم غير متحمسين لإعادة إذاعة (بي بي سي) على موجات (اف ام) بالسودان، رغم أنها تمثل أقدم علاقة بين الشعبين السوداني والبريطاني؟
-في خلال المدة السابقة التي مضت على هذا الأمر، وهي سنة ونصف تقريباً، وقد تحدثنا معهم كثيرا في هذا الأمر، وقد أتت زيارتهم الى السودان قبل فترة طويلة، ونحن نقوم بتصنيفهم سياسياً ونراه دوراً داعماً جداً لعودتهم ولدينا رؤيتنا. نحن ذهبنا وقلنا إننا نريد لعودة البي بي سي أن تحدث ولكننا لا نقدر أن نحدثها بالقوة. نحب أن نسمع البي بي سي مرة أخرى في السودان وكذلك آخرون معنا في هذا الأمر.
*مداخلة من المتحدثة باسم السفارة البريطانية بالخرطوم صوفي وود:
-لا أدري كيف وما هي الأشياء المطلوب عملها لعودة (بي بي سي)، ولكن نحن نعلم ونتفهم فيما يخص موقف كل مؤسسة من الأخرى. نحن نود عودتهم بكل تأكيد.
*الربيع العربي كحدث عالمي شد أنظار العالم، ما كان شعورك وتقديرك للحدث الأهم في هذه اللحظة التاريخية؟
-في تلك الأيام أواخر ديسمبر 2010 ويناير 2011 م كنت مشغولاً بالاستفتاء الجاري هنا في السودان وكنت أعمل حينها وقتاً طويلاً. وقد تفاجأت بكل ما كان يحدث فالمناظر في أجهزة الإعلام كلها كانت ملهمة ولن تتكرر بسهولة ووجهت نظري الشخصية قد تكون متأثرة بكوني كنت في التسعينات في مدينة براغ بجمهورية التشيك (من المحرر: إشارة للثورة التي إنتظمت شرق اروبا وأطاحت بالديكتاتوريات الشيوعية هناك)، والكثيرون كانوا يظنون أن هذا الربيع العربي هو أهم حدث بعد سقوط الجدار الحديدي في أوروبا الشرقية. وانا كنت إتابع الأمر وإقارن بما كنت أعرفه وشاهدته. كان شيئاً رهيباً.
*الإرث البريطاني حاضر في الدول المستعمرة سابقاً من قبل، متمثلاً في الخدمة المدنية والنظام الديمقراطي والتعليم و....
- وكرة القدم (مضيفاً).
نعم وكرة القدم، بالنظر لنموذجين مثل السودان ونيجيريا وهي كانت مستعمرات بريطانية سابقة متأثرة بهذا الإرث وهي مصنفة الآن ضمن الدول المتداعية في رأيك هل المشكلة في النظام الموروث أم ماذا؟
-قد لا أوافق بالضرورة انها دول تتداعى وفاشلة، ولكن هذا السؤال مهم نرى في الصحف كثيراً أن جنوب السودان الآن يفكر في الهوية وهو دولة ناشئة وما زالت وليدة، والآن بعد 9 أشهر فقط. فما بالك بدول أخرى لها باع طويل منذ إستقلالها وقد تخطت ال55 عاماً أو يزيد.
نحن كبريطانيون تركنا إرثاً ولكننا نحترم البلدان المستقلة وإن لها حق إتخاذ قرارها ولها أن تحكم نفسها بطريقتها الخاصة ولنأمل في الأيام أو القرون القادمة حين يسأل الناس عن الإرث البريطاني، وعندما ينظرون إلى الخلف ليجدوا شيئاً له قيمة ولكن تأتي أوقات على الدول أن تختار ما يناسبها وهذا ما قد يلعب دوراً في تقدمها في دورة الإقتصاد العامة.
* من خلال خبرتك اليومية في السودان بالإضافة لما توصلت إليه خلال مسيرتك العملية ما هي الخطوات الرئيسة التي تراها مهمة لتقدم دول مثل السودان؟
-من الغريب أنك طرحت هذا السؤال لأني لم أفكر فيه. فأنا أظنني محظوظ جداً بقدرتي على الذهاب والعيش في مناطق كثيرة ومختلفة حول العالم، وهذا يسمح لك أن تتمعن فيما حولك وهل يمكن قراءة الأحداث وفق التاريخ؟ وهل يمكن التعلم من هذه التجارب؟ لذلك نصيحتي الشخصية أن تصبحوا دبلوماسيين. ولكن ما يجري في مكان معين حتى وإن بدا متفرداً ولم يحدث من قبل كما يقول من تحدث عن ميدان التحرير. لقد شاهدت ما حدث في براغ وكان كذلك. فعملية التعلم ممكنة من التاريخ في بلدك أو سواه ولكن عليك أن تنظر بشكل مبدئ في انحاء العالم، فالتجربة قد تأتي من أي مكان داخل السودان أو غيره ولكن هناك نهج للاشياء يمكن أن يستفاد منه في عملية التغيير. كيف تتم وكيف تعالج بشكل سليم وناجح لأنهم في جمهورية التشيك عملوا على هذا، فالتغيير كان سلمياً ولم تطلق منه رصاصة واحدة، ولذلك سميت بالثورة المخملية لم أقل إنه لا بد من تغيير كل شيء في النظام، ولكن هذا ما حدث هناك في براغ وبما أن هذه التغييرات حدثت بشكل كبير وسليم وآمن، فهذا ممكن حدوثه في أنحاء العالم كذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.