* يقول برنارد شو معلقا على تمثال الحرية بأمريكا «إن الأمم تصنع تماثيل كبيرة للأشياء التي تفتقدها أكثر» وأسأل كل من يقرأ هذه السطور كم تمثال نحتاجه في هذه البلاد حسب تعليق برنارد على تمثال الحرية.. ولنبدأ أولاً بالحرية فهي من التماثيل التي سنقيمها في السودان، ولكن لأننا دولة إسلامية فلنضع بدل هذه التماثيل لوحات فنية لأكثر الأشياء التي نفتقدها.. * هنالك فائدة كبرى من هذا الاقتراح إذ أن حركة الفن في البلاد ستذدهر (يا بخت الفنانين التشكيليين والرسامين لاتنسونا من صالح الدعاء..) من خلال هذا الإزدهار والانتعاش الفني ستكون هنالك فائدة أخرى نجني ثمارها، إذ سيشار للسودان بأنه بلد متحضر يهتم بالفن التشكيلي وستتوجه عيون كاميرات القنوات الفضائية نحونا، ولكن هذه المرة ليس لنقل صراع وحروب، وإنما لعكس الحالة الفنية الكبرى التي نعيشها. * هكذا سيظن العالم فينا خيراً ونحن مع كل لوحة نبكي شيئا ما نفتده بشدة «يعني حتكون في لوحات للموية المقطوعة من المواسير والنيل جاري في نص البلد ولوحات تانية للسكر والدقيق الغالي وبقية السلع الاستهلاكية ولوحات للشوارع النظيفة في فصل الخريف...» أكثر اللوحات التي ستبدع فيها ريشة الفنانين هي اللوحة السياسية... أما لوحة التنمية فهي متروكة لخيال الرسام. * لوحة أخرى عجزت عن التفكير في ملامح عامة لها أو وضع خطوط عريضة للبت فيها هي لوحة الغناء في السودان «غايتوا دي لوحة فيها فوضى من نوع غريب وتباين واختلاف مراحل وأجيال وتجارب ومدراس فنية ووووووووو... من المؤكد أن ريشة الفنان الذي سيرسمها لن يكملها لأن كل ريشة فيها حتشوف ليها جهة تجري عليها من كثرة الألوان والأفكار المتداخلة والتجارب المتناقضة». * المشكلة الوحيدة التي ستواجه هذه الفكرة إيجاد منطقة لعرض تلك اللوحات خصوصا في فصل الخريف ابحثوا معنا عن موضع للمعرض.. ولنتخيل أي اللوحات ستكون الأجمل وأيها ستكون الأغلى سعراً (عفواً ضع الإجابة في سرك).