يتخذ العديد من الباعة المصريين من شارع النيل مكاناً لتسويق بضائعهم خاصة ( الفاظات ) التي يمتهنون بيعها مستفيدين من الإقبال الكبير للاسر لقضاء الأمسيات على الشارع لما يمتاز به من جو لطيف بالاضافة لاحتوائه على الكثير من وسائل الترفيه بجانب توفر الخدمات على امتداد الشارع خاصة ما بين كبري النيل الأزرق وكبري المنشية. (1) على مقربة من كبري النيل الأزرق يتجول ( البائع ) الذي يدخن سيجارته ويرتدي جلباباً رمادي اللون وتعلو رأسه طاقية بيضاء تميل ناحية اليمين وينادي بلهجة يغلب عليها الطابع المصري ( فظات يا بيه , فظات تاخد وحدة , على اد فلوسك نبيعك اللي عايزو ) عبارات تلفت انتباه كل من بالشارع خاصة من النسوة اللائي ينادين عليه تعال يا ابن النيل.. وما بين عباراته التسويقية اللافتة للانتباه ومناداة الناس عليه خيط من لغة هي أقرب الى نفوس العامة. (2) يقول بائع ( الفاظات ) محمد عادة ما أحمل هذه الفاظات وأتجول بها في الفترة التي تعقب صلاة المغرب الى أن أفرغ من بيعها تماماً ثم أعود حيث إقامتي مع عدد من المصريين. وكما ترى السوق ( ماشي كويس , والناس عمالا بتشتري ) والشغل عال العال ونحمد ربنا و( نبوس إيدينا وش وضهر على الاحنا فيه ) ويضيف عادة ما أخرج للعمل بست أو سبع فاظات علشان ما يتكسروش لأن شيلهم عايز حذر وسهل جداً أنهم ينكسروا إذا ما وقعوا على الأرض. (3) وعن الأسعار التي يبيعها بها الفاظات يقول محمد وهو ينفث دخان سيجارته في الهواء تتراوح ما بين 20-10 جنيهات وفي الغالب يتحكم حجم الفاظة والشغل اللي عليها في تحديد سعرها؛ يعني كلما كانت الافاظة كبيرة زاد سعرها، لكن نحن بنركز بشكل كبير على الصغيرة لأنها أكثر طلباً من الناس. وأشار الى أن أكثر المشترين لبضاعته من الستات بقوله: الاقبال على شراء البضاعة بشكل عام جيد للغاية لكن غالبية الزبائن والمشترين من الستات وربات البيوت. (4) وما بين جيئة وذهاب يقضي محمد أمسيته حتى يعود وجواله الأبيض خال تماما من أي فاظة , وجيبه مليء بالنقود. شارع النيل بات سوقاً للكثير من السلع والعديد من الشرائح الأجنبي منها والمحلي كل يتكسب ويحصل على قوته وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.