قيادات بارزة تعلن الانضمام للعدل والمساواة في السودان    نقابة الصحفيين السودانيين تنعى وفاة"عفراء فتح الرحمن"    الكشف عن بشرى سارة في منطقة الصالحة    الهلال ينسحب من كأس السوبر السعودي حفاظا على لاعبيه    صلاح : أنا الأفضل في التاريخ    ختام دوري النخبة يشهد مواجهات حاسمة    السودان.. تقرير يكشف عن تحديات بشأن سوق أمدرمان    السودان.. محكمة في مروي تصدر أحكامًا رادعة ضد متّهمين    التاج يكسب التضامن في افتتاح دوري النخبة المؤهل لدوري القضارف    تقييد اتصال الواتساب في السودان: قضية أمن أم اتصالات؟    د.ابراهيم الصديق علي يكتب: *تقييد اتصال الواتساب: قضية أمن أم اتصالات؟*    لجنة المسابقات ترفض طلب سيد الاتيام والزمالة    شاهد بالصورة والفيديو.. ظهور "خواجات" بإحدى الطرق السفرية بالسودان في طريقهم إلى الخرطوم وساخرون: (الخواجات رجعوا وجنقو مصر لسه)    بالفيديو.. أحدث ظهور للطفلة السودانية الشهيرة "بوليغ" شاهد كيف أصبح شكلها بعد أن كبرت.. هل تغيرت ملامحها؟    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تقتحم حفل الفنان أحمد فتح الله بالقاهرة وتنهار بالبكاء والبندول يتعاطف ويتفاعل معها ويقبل يدها    شاهد بالصورة والفيديو.. ظهور "خواجات" بإحدى الطرق السفرية بالسودان في طريقهم إلى الخرطوم وساخرون: (الخواجات رجعوا وجنقو مصر لسه)    بالفيديو.. أحدث ظهور للطفلة السودانية الشهيرة "بوليغ" شاهد كيف أصبح شكلها بعد أن كبرت.. هل تغيرت ملامحها؟    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يظهر بمزاج عالي ويوثق تفاصيل رحلته من "كندا" إلى "المكسيك"    مصر تخصص قطاراً لنقل السودانيين العائدين طوعاً إلى أرض الوطن    وزير المالية يكشف عن تحديات المرحلة والوكيل يكشف عن برنامج إصلاحي غير مسبوق    وزير المعادن يتسلم مهامه    قرار مثير في السودان بشأن تطبيق واتساب    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تحذر من انتحال صفتها    ليبيا تبدأ ترحيل مهاجرين سودانيين تحت ضغوط أمنية    شاهد بالفيديو.. بصاروخ "طبنجة".. المريخ يجتاز أصعب مطب في الدوري ويدخل الديربي بفرصتين    هل يتجسس أحدٌ على هاتفك ! كيف تكتشف ذلك ؟    ماسك يكشف عن تطويره مساعد ذكاء اصطناعي مخصص للأطفال    السودان..تصريح مثير لجبريل إبراهيم    شاهد بالفيديو.. الهلال يمطر شباك "التبلدي" بخماسية ويشعل الديربي    المريخ الخرطوم يهزم الأمل عطبرة ويقترب من اللقب    والي ولاية شمال كردفان يودع الوثبة الثالثة من العائدين الى ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. الطفل الذي تعرض للإعتداء من الفنانة إنصاف مدني يظهر مع والده ويكشف حقيقة الواقعة وملكة الدلوكة ترد: (ما بتوروني جبر الخواطر ولا بتوروني الحنيه ولا منتظره زول يلفت نظري)    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    الإستخبارات الأوكرانية تستعد لمعركة في أفريقيا    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    لجنة أمن ولاية الخرطوم تؤكد دعمها للخطة التفصيلية لضبط الوجود الأجنبي بولاية الخرطوم    الحسابات الجزافية    بريطانيا تُغلق الباب ببطء.. الطريق إلى الجنسية أصبح أطول وأقسى    المباحث الجنائية تضبط عربة بوكس تويوتا وسلاح ناري وتلقي القبض على المتهم    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    المجلس القومي للأدوية والسموم يبيد ادوية منتهية الصلاحية بكسلا    أقوى 5 جيوش بحرية على مر الزمان؟    الأزرق… وين ضحكتك؟! و كيف روّضتك؟    عاجل..اندلاع حريق جديد في مصر    المباحث الجنائية المركزية ولاية الخرطوم تكشف غموض جريمة مقتل مواطن ونهب هاتفه بالحارة 60 وتوقف المتهم    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    ((مختار القلع يعطر أماسي الوطن بالدرر الغوالي)) – غنى للعودة وتحرير مدني وغنى لاحفاد مهيرة – الدوحة الوعد الآتي (كتب/ يعقوب حاج أدم)    أم درمان.. سيولة أمنية وحوادث عنف بواسطة عصابات    تدشين حملة التطعيم ضد الكوليرا بمحلية سنار    هبة المهندس مذيعة من زمن الندى صبر على الابتلاء وعزة في المحن    المباحث الجنائية بولاية الخرطوم تضبط متهمين إثنين يقودان دراجة نارية وبحوزتهما أسلحة نارية    بشرط واحد".. فوائد مذهلة للقهوة السوداء    بالفيديو.. شاهد لحظات قطع "الرحط" بين عريس سوداني وعروسته.. تعرف على تفاصيل العادة السودانية القديمة!!!    عَودة شريف    مأساة في أمدرمان.. تفاصيل فاجعة مؤلمة    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    كيف نحمي البيئة .. كيف نرفق بالحيوان ..كيف نكسب القلوب ..كيف يتسع أفقنا الفكري للتعامل مع الآخر    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وتبخل بالصورة
نشر في الأحداث يوم 03 - 05 - 2012

كنت قد قدمت محاضرة عنوانها «الإرهاق الخلاق: نحو إستراتيجية للصلح القومي» بقاعة الشارقة عام 2000. وقلت فيها إننا قد بلغنا درجة من الإعياء الفكري السياسي حداً وصل بنا كلنا بلا فرز إلى ما يسميه العلماء بنهاية السياسة. وقد شبهوا هذه الحالة بالعقارب المحبوسة في زجاجة يلسع واحدها الآخر حتى تفنى. فالناس في عهد نهاية السياسة لا ينقسمون إلى معارضة وحكومة، بل الى طغم ذات شره قدسي للحكم وملذاته وعائده. فالسياسة في مثل هذا العهد لا تتجه إلى ضبط الجشع كما قال قرامشي، بل إلى إطلاق سعاره بغير قيد أو شرط. وقلت إن الإبداع الوحيد الممكن في هذا الزمن السخيف هو التواضع شفقة على البلد والاعتراف بالفشل الجماعي والتواثق على صلح وطني نوفر به بيئة صالحة تستعيد بها قوى الشعب الحية فعلها السياسي الذي استأثرت به الطغم.
وحكيت لبيان هذا المفهوم نادرتين. النادرة الأولى عن أحد ثوار الهنود الحمر الزابتيين في المكسيك الذين لفتوا انتباه العالم بهيبتهم عام 1994 بقيادة الكوماندور ماركوس. وقد سلبت عيون ماركوس الوضئية، خلف قناعه الذي لا يظهر بدونه، بال الفتيات الناشطات في العالم أجمع. وسأل أحد الصحفيين الهندي الأحمر الثائر عما يريده من ثورته. فقال الجندي الذي كان يحمل بندقية عفى عليها الدهر: «الاشتراكية على ما أعتقد». أما النادرة الأخرى فهي من مرويات الصديق المهندس بكري عبدالرحيم. فقد قال إنه التقى بشخص لا يطيقه في وسط مدينة بحري. واحتار ما يفعل مع «هذا الشخص الثقيل» وقد انسدت في وجهه سبل الزوغة . وهداه تفكير أخيراً ليقول له: «يا أخي ما نمشي الإستديو ناخد صورة سوا». وقد فعلا ذلك.
وعلقت على النادرتين قائلاً إن الإرهاق السياسي يقع حين لا يعود الناشط واثقاً في الغاية التي طلبها لسعادة الناس. فالهندي الأحمر ما زال باسلاً يريد التغيير ويسميه الاشتراكية مجازاً. فقد دخلته «إن إن» من جهة هذه العقيدة التي رأى تهافتها في العالم. وقلت إن نادرة بكري توضح أنه بوسعنا الإبداع حتى ونحن في غرغرة الإنهاك والحيرة بالاعتراف بالخصم وأخذ صورة معه.
واستعدت ذكرى هذه المحاضرة بعد أن قرأت كلمتين واحدة للدكتور البوني بالصحافة، والأخرى للدكتور كمال حنفي بالرأي العام. فقد تجلت في كليهما بعض معاني الإرهاق الخلاق. فقد روى البوني عن زيارة اتحاد المرأة الحكومي للأستاذه فاطمة أحمد إبراهيم «المقاشرة الحكومة واتحاد مرتها». ولا حظ البوني أن فاطمة، التي قست على زميلاتها الأزليات الأستاذة سعاد أحمد إبراهيم والدكتورة فاطمة بابكر في حديث صحفي، قبلت هدية اتحاد المرأة الذي زارها بخروفين لزوم الكرامة. واجتمعت في هذا المشهد عناصر الإرهاق الخلاق كلها. فخصومة فاطمة لسعاد وفاطمة الأخرى هو من باب «الاشتراكية فيما اعتقد». وأما قبول الهدية فهو أخذ الصورة مع الخصم الذي لم يعد هناك مفراً من لقائه وجهاً لوجه. وربما لم يكن جديداً على فاطمة الحديث إلى النساء كنساء برغم الخصومة. فقد حمدت لها يوماً أنها قالت إن وجود نائبات نساء من الجبهة الإسلامية القومية في الجمعية التأسيسية في 1986 مثل الدكتورة سعاد الفاتح هو أيضاً نصر للمرأة. فالجنس للجنس رحمة.
أما ما رواه دكتور حنفي فهو أعجب. فقد حكى عن زواج شيوعية وأخ مسلم التقيا في نيوزيلندا بعد تخرجهما بسنين من جامعة الخرطوم. وكانا كالشحمة والنار في أركان النقاش بالجامعة. ولما التقيا كان الإسلامي قد حلق ذقنه السياسية بينما وضعت الشيوعية طرحة على شعرها . . . الذهب. وهذه تنازلات عقدية لم يكن فتى أركان النقاش وفتاتها يظنان أن بوسعهما ارتكابها تطوعاً. وأذاب لقاء الغربة صدأ القديم ولجاجاته وتناجى عصفورا ريدهما. واتفقا على الزواج بالخرطوم وعقد قرانهما بمسجد الجامعة. وقد كان. وبالطبع من السهل التكهن أنهما أخذا تلك الصورة . . . صورة الإرهاق الخلاق.
والعاقبة عندكم في المسرات.
من إرشيف «ومع ذلك»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.