الرقم الوطني مصطلح بدأ ظهوره مع بداية (انفصال) جنوب السودان عن شماله، ففي عام 2005م عقدت اتفاقية السلام الشامل حينها بين حكومة الشمال وحكومة الوحدة الوطنية والتي نصت في أحد بنودها على حق تقرير المصير لمواطني الجنوب في الوحدة أو الانفصال، فبعد مرور ستة أعوام على الاتفاقية تقرر فيها قيام الاستفتاء الذي تم بالفعل خلال العام المنصرم 2011م، رجح فيه الجنوبيون كفّة الانفصال، في ذات الوقت الذي نادت دولة شمال السودان كافة مواطنيها بفتح التسجيلات للرقم الوطني حفاظاًعلى القومية السودانية والحقوق العادلة، حينها كلف والي الخرطوم مهام ومسئولية التسجيل للرقم الوطني داخل الأحياء للحكومات المصغرة (اللجان الشعبية) بكافة محليات ولاية الخرطوم. نقطة الانطلاق.. المنابر والمساجد السر حسن شوين عضو اللجنة الشعبية بالكلاكلة شرق القطعية مربع 4 ورئيس تنظيم مركز الرقم الوطني بالمنطقة قال ل (الأحداث) ان اجراءات التسجيل للرقم الوطني بالقطعية مربع ،4 بدأت صباح الثامن عشر من ابريل ومستمرة حتى الحين، ودورنا كلجان شعبية قمنا بإخطار المواطنين من خلال منابر المساجد بالتسجيل للرقم الوطني بإحضار كافة الأوراق الثبوتية وتمت الاستجابة من المواطنين لنداء اللجنة وأحضروا كافة المستندات، عليه قدمنا كلجنة شعبية لمركز تسجيلات الرقم الوطمي (بأبو آدم) وتم الترتيب لذلك بالتنسيق الدقيق معهم وبعد ان تم التصديق على طلبنا بالموافقة عليه وتحديد اليوم المقرر لبدء العمل، قمنا بتوجيه المواطنين للحضور الى مقر المركز بمدارس بن عباس الأساسية (للبنين) بالقطعية مربع 4. الرقم الوطني (بالكلاكلة) القطعية استهدف 800 أسرة وقال السر شوين لقد وجد المركز إقبالا كبيرا من المواطنين منذ اليوم الأول عدد المستهدفين من خدمة الرقم الوطني بمربع 4 بالكلاكلة القطعية 800 أسرة كبار وصغار وسيستمر حتى يتمكن جميع المواطنون من التسجيل, موضحاً ان عدد التسجيل خلال اليوم بلغ ال 250 مواطنا. وعن سيرالعمل قال السر حتى لانتعب المواطن بالذهاب والإياب خلال الإجراءات ومنعاً للتكدس اثناء العمل قمنا بتكوين لجان منظمة ضمت بعض من أعضاء اللجنة الشعبية بالإضافة لعدد من المتطوعين من أبناء المنطقة، لتنظيم العمل وفق كشوفات لمساعدة المواطنين في ايجاد اسمائهم بالكشوفات واجلاسهم ومساعدتهم في ملء الاستمارات ومراجعة البيانات والمستندات هذا بجانب خدمة كبار السن. وقال السر عملي كرئيس اللجنة المسئولة عن العمل قمنا بتهيئة المركز من خدمات مياه وكهرباء وإحضار (مكيفات) مع توفير الترحيل ووجبات العاملين كإسهامات من اللجنة الشعبية بالمنطقة، موضحاً خطوات التسجيل للرقم الوطني والتي تبدأ بالتسجيل لدى اللجنة ومن ثم تصوير المستندات وهي صورة للجنسية وصورة بطاقة شخصية (شاهد) بالاضافة لإحضار صورة (فوتغرافية). أما الأطفال يطلب منهم شهادة الميلاد وصورة من جنسية الأب، من ثم يتم استلام استمارة تسجيل البيانات ويشترط إحضارها في اليوم التالي ليصدق عليها الضابط المختص بعد مراجعتها والتأكد من صحة الأوراق ومن بعدها يتم توجيه الفرد للمرحلة القبل النهائية وهي مرحلة التصوير الفوتعرافي والبصمة ثم (إدخال البيانات) على جهاز الحاسب الآلي، عليه يتم تحديد يوم أقصاه ثلاثة ايام للحضور لاستلام شهاد القيد الوطني، مضيفاً انه وبهذه الطريقة يكون الفرد قد منح الرقم الوطني القومي. استخراج الرقم الوطني.. حق (للأطفال والمرضى) وناشد السرحسن شوين جميع المواطنين بالحرص والإسراع للتسجيل في الرقم الوطني كحق لكل مواطن يحمل الهوية (السودانية)، مؤكداَ على ضرورة استخراجه للأطفال وكبار السن وحتى المرضى وربات المنازل، قائلاً بحمد الله وتوفيقه لم تعترضنا اي مشاكل تعرقل من سير العمل لدقة التنظيم والإعداد، مشيراً لوجود إسقاط بعض الأسماء في الكشوفات وهي تحدث كثيراً بسبب خطأ في البيانات وخاصة رقم الجنسية ،ففي هذه الحالة يعاد التسجيل مرة اخرى بملء استمارة جديدة، وشكر السر الموظفين العاملين بالمركز من ضباط وفنيين البالغ عددهم اثنين وعشرين وصبرهم على العمل الذي استمر أسبوعين على التوالي وحتى الآن، قائلاً لقد تعاملوا معنا بلطف ومهنية وأحياناً يواصلون العمل لساعات تفوق الوقت المحدد والتي تبدأ في الثامنة صباحاً وحتى الثالثة والنصف مساءً. وخص السرحسن شوين بالشكر القائمين بالعمل من اللجنة الشعبية بالحي والمتطوعين بالمركز وهم احمدعمر والأخوات ازدهار وسامية وجميع من ساهموا في خدمة وراحة المواطن. (الأطفال) أحرص على استخراج الرقم الوطني وقال الطفل محمد المصطفى بن الثالثة حينها كان يلهو ويقفز من مكان لآخر الاّ انه حضر مع أمه للحصول على استخراج الرقم الوطني فأمسكت به من يده وبدا مشاكساً ورافضاً للتوقف عن اللعب فتحايلت عليه وسألته لماذا نستخرج الرقم الوطني؟ فكانت اجابته بريئة كوجهه الطفولي ومن بريق عينيه احسست بأنه فاهم من دون الأطفال الذين شاهدتهم بالمركز وأجابني بسرعة البرق بنعمل الرقم الوطني عشان نسافر ل (بابا) في السعودية وسألته من أخبرك بهذا الكلام؟ أجابني وهو ينظر لأمه (ماما) قالت لي كدة.