* رؤية الأتربة والأوساخ على بعض أرصفة طرقات و شوارع الخرطوم عاصمة البلاد شيء طبيعي حتى أن المواطن عندما يراها أو حتى يخيل إليه في لحظة من لحظات الخيال الممنوع تجده يعقد حاجب الدهشة ويتساءل في سره: أين أنا ؟ حتى تلك التي يقال عنها إنها شوارع رئيسية لا تخلو من الأتربة المكومة على جانبها.. * منظر عمال النظافة وهم يتعبون أنفسهم بنظافة الشوارع من تلك الأتربة وجمعها في بعض الأحيان على أرصفة الطرقات , أصبح من المناظر المألوفة في الآونة الأخيرة ولكن ما النتيجة؟، بعد ذلك يعود كل شيء إلى مكانه مع أول ريح تأتي أو عبث بعض الصبية بها ليعود الشارع متسخا كما كان. * قد يتهمني أحد بالجنون أو أنني تناولت شيئا ما لربطي في العنوان بين نظافة الخرطوم والغناء الهابط .. ولكن سأخبركم بهذا الرابط غير العجيب .. الأمر في غاية البساطة .. كم من منتدى ثقافي وفني وأيضا صفحات فنية بالصحف وبرامج وحوارات بالفضائيات التلفزيونية والمحطات الإذاعية حاولت أن تناقش قضية الغناء الهابط؟ .. كم من وعود ومحاولات خرجت من كل ذلك لنظافة مسامعنا والساحة الفنية من الغناء الهابط. * كل تلك المحاولات تشابه عملية النظافة التي يقوم بها أولئك العمال المغلوبون على أمرهم , فبعد أن تنتهي عملية مناقشة وعود نظافة الغناء الهابط و (كنس) آثاره تزداد موجة الأغنيات ونسمع مع كل محاولة أغنية جديدة إلى أن ذهبت الأغاني إلى الشيوخ وأصبحنا نسمع (كاتبني وين وعند ياتو شيخ) , وأصبح المستمع يتابع تفاصيل قضية حرامي القلوب الذي «تلب وقبض وقيل إنه عرس». * لذا نطالب هيئة نظافة ولاية الخرطوم أن تضع يدها في يد اتحاد المهن الموسيقية ومجلس المهن الموسيقية والمسرحية وكافة الاتحادات الفنية لنظافة ولاية الخرطوم من وسخ الأغاني الهابطة , لأنها أشد وأصعب من الأتربة والأوساخ الساكنة في شوارع الولاية .. وتوزيع سلة مهملات في كل حفل غنائي لرمي الأغاني الهابطة ويكتب عليها (أخي المواطن ساهم معنا في نظافة ولاية الخرطوم من الغناء الهابط).