تعتبر أكاديمية العلوم في أي بلد من بلاد العالم مؤسسة قومية مستقلة تتلخص مهامها في التطوير الأكاديمي وتميزه والحفز على الاكتشاف العلمي. وبذلك تكون الأكاديمية مفخرة للدولة ومصدر من مصادر قوتها. وتوجد الآن 107 اكاديمية للعلوم في العالم. وفيما يلي بعضاً من أقدم الأكاديميات العاملة في الدول التالية: الدولة تاريخ إنشاء الأكاديمية عدد أعضاء الأكاديمية أيطاليا 1603 510 ألمانيا 1652 000 بريطانيا 1660 000 فرنسا 1666 000 كوبا 1861 265 الصين 1949 692 وتوضح الأدبيات أن المسؤوليات الأساسية للأكاديميات العلمية وعلى مر الزمان تشمل الآتي: الاعتراف بالإنجازات العلمية . مساعدة العلماء . تقويم حالة البحث العلمي في أوطانها أو خارجها. . تنمية وعي الرأي العام من أجل تفهم العلم والمساعدة في ضمان جودة تعليم العلوم. . تقديم المشورة لمتخذي القرار في المسائل المتعلقة بالسياسات المجتمعية ذات الصلة بالعلوم. كما إن طبيعة الاكاديميات التي تتسم بالاستقلالية والشفافية والبعد عن السياسة يجعل منها أداه مناسبة لتقديم المعلومات غير المتحيزة لمتخذى القرار. ومن المعلوم أن أكاديمية العلوم موجودة في العديد من دول العالم تحت مسميات مختلفة مثال لذلك: 1/ المؤسسة القومية للعلوم في الولاياتالمتحدةالامريكية. 2/ الموسسه الألمانية للعلوم. 3/ مجلس البحوث في النرويج. 4/ اكاديمية البحث العلمي والتكنلوجيا في مصر واقدم تجربتين احداهما في دولة متقدمة علمياً “الولاياتالمتحدة" واخرى لا تختلف عنا كثيراً “جمهورية مصر" اولاً المؤسسة القومية للعلوم في الولاياتالمتحدة: انشئت هذه المؤسسة كوكالة مستقلة تتبع لحكومة الولاياتالمتحدة حسب قانونها الصادر في عام 1950م وتتكون من المجلس القومي للعلوم الذي يضم في عضويته 24 شخصاً غير متفرغين من بينهم رئيس المؤسسة ويعين رئيس الجمهورية للمجلس مسؤولين آخرين من بينهم نائب رئيس المؤسسة و8 مساعدين وذلك بعد التشاور مع مجلس الشيوخ الأمريكي وموافقته . رسالة المؤسسة: ضمان تطوير العلوم وتحسين الصحة العامة والرخاء والرفاهية وضمان الدفاع عن الوطن. أنشطة المؤسسة: يخول القانون المكون للمؤسسة سلطة العمل من خلال الأنشطة التالية: 1/اتخاذ المبادرات (من خلال المنح والتعاقدات البحثية) لتحقيق مقومات البحوث العلمية والهندسية وبرامج التعليم في كل المراحل الدراسية وتقوية أثر البحث العلمي على التطوير الصناعي والرفاهية العامة. 2/ تقديم المنح للدراسات العليا في العلوم والهندسة. 3/ تقوية تبادل المعلومات العلمية والهندسية بين العلماء والمهندسين في الولاياتالمتحدة والدول الاجنبية. 4/ تقوية التعاون لتطوير الحاسوب واستخدامة وغيره من الطرق التعليمية والتكنولوجية خاصة في البحث العلمي وتعليم العلوم. 5/ تقوية اوضاع مختلف مجالات العلوم الهندسية وخاصة البحوث والبرامج التعليمية وتحديد علاقتها بالبرامج الاتحادية وغير الاتحادية. 6/ إعداد سجل بالكوادر العلمية والفنية وإنشاء جهاز مركزي لجمع البيانات الخاصة بالموارد العلمية والفنية ومعالجتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. 7/ تحديد المبالغ الكلية من الموارد المالية الاتحادية التي تقدم للجامعات والمنظمات المعنية بأمر البحوث العلمية الاساسية والتطبيقية وتوفير المقومات لإجراء تلك البحوث – دونما التطوير - وتقديم تقارير سنوية حولها لرئيس الولاياتالمتحدةالامريكية والكونغرس. 8/ اتخاذ المبادرات وتشجيع اجراء البحوث العلمية والهندسية بما في ذلك البحوث التطبيقية في المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات أخرى غير ربحية بتوجيهات من رئيس الولاياتالمتحدة لتشجيع البحوث التطبيقية فى مؤسسات اخرى. 9/ اتخاذ المبادرات وتشجيع الأداء في أنشطة علمية وهندسية محددة تتعلق بشؤون التعاون الدولي والأمن القومي وأثر التطبيقات العلمية والتكنولوجية على المجتمع. 10/ التوصية بتشجيع سياسات تطوير البحوث العلمية الأساسية وتعليم العلوم الهندسية وتجديد البحوث والتعليم في المجالين بما في ذلك البحوث المستقلة التي يجريها اشخاص في مختلف الولايات. 11/ تشجيع الانشطة المخصصة لزيادة مشاركة المرأة والأقليات وغيرهم ممن لا يمثلون بالقدر الكافي في مجالات العلوم والتكنلوجيا. ثانياً أكاديمية البحث العلمي والتكنلوجيا في مصر: انشئت اكاديمية البحث العلمي والتكنلوجيا بالقرار الجمهوري رقم 2405 في سبتمبر 1971م وقد جمع تنظيم الأكاديمية بين بعض ملامح تنظيم الاكاديميات في الدول الاشتراكية السابقة وتنظيم الاكاديميات في الدول الغربية... وبعد فترة استقرار الاوضاع الاكاديمية التي دامت حوالى ثلاث سنوات صدر في شهر مايو 1974 م قرار رئيس الجمهورية بتغيير تبعية الاكاديمية من رئيس مجلس الوزراء الى وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي. مهام اكاديمية البحث العلمي والتكنلوجيا: صدر القرار الجمهوري رقم 2617 لسنة 1971م وحدد مهام الأكاديمية فيما يلي: دعم البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات التي تنظمها برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورسم السياسة التي تكفل ربط اجهزة البحث العلمي والتكنولوجيا على المستوى القومي بالاتجاهات الرئيسية للبحوث العلمية والتكنلوجية التي توضع لمواجهة احتياجات الخطط العامة للتنمية ولها على الاخص القيام بما يلي: 1/ وضع البرامج المحددة لمشروعات البحوث التي تهدف الى حل المشكلات ذات الطابع القومي وإقامة الأنشطة والتكنولوجيا الجديدة. 2/ تمويل هذه البرامج ومتابعة تنفيذها في مراكز البحوث الملحقة بالاكاديمية أو خارجها. 3/ التنسيق بين مشروعات البحوث الرئيسية المرتبطة ببرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة التي تجرى بمراكز البحوث الملحقة بالأكاديمية وبالجهات الأخرى التي تمارس بحوثاً علمية أو تكنولوجية. ثم حدد القرار ستة أهداف اخرى تتناول اختصاص الأكاديمية بالنسبة للإعلام العلمي والمساهمة فى تطوير نظم وبرامج التعليم وتنظيم الحوافز المادية للمشتغلين بالبحوث والنشر العلمي والتقانة العلمية وتنسيق نشاط الاتحادات والجمعيات العلمية وتنمية العلاقات في مجال العلم والتكنولوجيا مع الدول الأخرى. ومن ذلك نرى أننا في السودان ومنذ حل المجلس القومي للبحوث وانشئ مكانه المركز القومي للبحوث فقدنا مثل تلك المؤسسة القومية التي تعنى بالبحث العلمي وترقيته وتوفير الموارد البشرية والمادية الكافية وفق التخطيط الإستراتيجي المتكامل بخطط واضحة المعالم. في تقديري إن أهم توصيات المؤتمر القومي للتعليم التوصية الخاصة بإنشاء مجلس أعلى للبحث العلمي ليسهم في التطور والتقدم ورفع شأن البلاد وإنسانها علمياً وتقنياً وفق المعايير والمواصفات العالمية ويتطلب هذا أن يأتي المجلس الأعلى المقترح على غرار أكاديميات العلوم العالمية وبخاصة الالتزام باستقلاليته والعمل بشفافية والابتعاد عن السياسة ما أمكن ذلك حتى يستطيع توفير المعلومات ووضع السياسة الوطنية للعلم والتكنلوجيا وتقديمها لمتخذي القرار بحيادية تامة. }جامعة العلوم والتقانة – أم درمان.