تعد مدينة أم روابة من المدن الكبيرة بولاية شمال كردفان الكبرى ومن دراسة واقع المدينة فإنها لن تشكل حراكاً سياسياً رغم تباين الأحزاب فيها واختلاف آرائهم مما جعل المدينة تتخلف تنموياً بين حين وآخر وربما يعود ذلك لطبيعة شعبها المسالم الذي يضم مجموعة من سحنات القبائل المختلفة. والناظر لتاريخ المدينة يجد أمراً يبدو غريباً لكنه واقع الحال، فلربما أبعدت سيطرة الحزب الاتحادي عن المدينة توالي الخدمات عليها في هذا العهد. كما إن تاريخ المدينة المعارض للحكم جعلها تظل تحت قضبان التهميش طوال العشرين عاماً. فالخدمات تكاد تكون معدومة وتخلو شوارع المدينة من الطرق المسفلتة، والمستشفى الكبير يخلو من الأطباء والممرضين، وليس هنالك ممرض سوى قليل من متدربي الهلال الأحمر الذين يمارسون مهنة التمريض. وعن المياه والكهرباء فقلب المدينة يعيش ظلاماً دامساً ناهيك عن الأحياء الطرفية التي يئس قاطنوها من توصيل أي خدمة لهم، وظلوا يتساءلون من المسؤول عنهم وأين الخدمات وواجب الراعي على رعيته وليس هنالك أحد يأتي حتى يطمئن هؤلاء بعد أن استبشروا خيراً بالوعود والأحلام التي وعدوا بها أثناء الحملة الانتخابية من توفير المياه والكهرباء. وبعد النجاح الباهر والفوز الذي حققه الوالي وأعضاء حكومته الانتخابية حصلوا على أصوات هؤلاء المساكين الذين لن يجنوا سوى زيادة الضرائب والرسوم وملاحقات المحلية من حين الى آخر، فأين ما وعدت به الحكومة؟ لماذا لم تنفذ شعاراتها وأهدافها الانتخابية؟ أم كان الهدف هو الحصول على مقاعد في السلطة ليس إلا؟ بيد أن الحال استمر لسنوات وظلت المدينة والأحياء مظلمة بلا مياه لكن عدداً من المواطنين الذين تحدثوا ل(الأحداث) أمس استنكروا غياب أبسط الخدمات من مياه وكهرباء؛ حيث مازالت عربات الكارو تواصل نقل المياه لإطفاء ظمئهم، والوابورات لإنارة المنازل، شاكياً من تدني الخدمات الصحية بالمستشفى الكبير الذي قال عنها المواطن آدم أحمد أحد قاطني الدرجة الثالثة الشرقية منذ أن رأينا الدنيا لم نرَ تطوراً في خدمات ذلك المستشفى في إشارة الى عدم تغيير حتى الأسِرَّة بجانب انعدام الكادر الطبي، وزاد على الرغم من قيام عدد من المستشفيات الخاصة إلا أن المدينة مازال ينقصها الاختصاصيون خاصة في تخصصات مثل العيون والأذن والأنف والحنجرة، إضافة الى الأمراض الأخرى، وسخر من عدم تغير أي شيء في المنطقة حتى اللافتات مازالت كما هي لأكثر من ثلاثين عاماً في إشارة الى لافتة المستشفى الكبير. الى ذلك وافقه الرأي المواطن محمد عمر الذي وصف التنمية بالغائبة في المنطقة رغم ثراء المنطقة بالموارد خاصة المحاصيل الزراعية؛ حيث تعد أكبر منتج للسمسم والفول السوداني إضافة الى الذرة خاصة الدخن، إلا أن انعدام التنمية أقعد المنطقة بعد أن كانت بها أكبر مصانع الزيوت والطحنية وجميع منتجات الألبان. وأشارة الى أن المنطقة تضم أكبر المناطق والقرى المحيطة التي لا توجد بها آبار للمياه والكهرباء حيث اقتنع أهلها بجلب الماء دون أن يتمنوا أن تصلهم في يوم من الأيام مياها وتصبح مناطقهم من المناطق المحظوظة بأبسط معينات الحياة. لكن محمد عمر ذهب قائلاً على الرغم من وجود عدد من السدود إلا أن (90%) من سكان القرى والمدن يعيشون في عطش دائم وظلام دامس، وشدد محمد في حديثه ل(الأحداث) على ضرورة الالتفات الى قضايا المواطنين وتلبية طلباتهم خاصة في الأحياء الطرفية من المنطقة والتي تعاني انعدام المياه، وقطع بعدم وجود حتى أمل لساكني هذه الأحياه أن تصلهم المياه والكهرباء بعد أن عجزوا من إقناع الجهات ذات الصلة والمتمثلة في هيئة المياه والكهرباء بعد أن طلبت الأخيرة من أي مواطن أراد أن تصله الكهرباء أن يدفع (4) آلاف جنيه تكلفة الأعمدة دون رسوم التوصيل والعداد في الوقت الذي لا يملك فيه أغنى مواطن في تلك الأحياء ألف جنيه. ووصف عمر الأمر بالتعجيزي، غير أنه حذر من مغبة غضب الشعب خاصة بعد أن انتخب هؤلاء الضعفاء لتحقيق أحلامهم التي اعتبروها بسيطة لا تتعدى الشر ب، الى ذلك وصل مواطنو مدينة أم روابة قمة التذمر والاستياء من تراجع الخدمات بعد أن شهدت المنطقة انقطاعاً شاملاً للإمداد المائي مما اضطرَّ معظم السكان لبيع المياه من عربات الكارو التي تجلبها من مناطق بعيدة وبأسعار مرتفعة خاصة بعد تأثر الإمداد المائي بأم روابة بضعف في الإمداد المائي يعود الى قدم الشبكات التي بلغت عمرها الافتراضي على الانتهاء، وطالبوا عدداً من مواطني المدينة الذين تحدثوا ل(الأحداث) بإعادة النظر في ما أسموه بتجاهل المدينة وعدم الاهتمام بمواطنها حتى من قبل الجهات العليا بالمركز، واستنكروا ذلك وحذروا من غضبة الحليم في إشارة الى عدم تنمية المنطقة وغياب زيارات المسؤولين لها، خاصة بعد تردد عدد من القيادات الى الولاية مؤخراً وتفقدهم لعدد من المناطق متناسين منطقة أم روابة.