التهبت الأوضاع الاقتصادية في السودان للحد البعيد الأمر الذي أدخل المواطن في حالة من التهاون لما يجري في الأسواق، ليفصح الشارع عن معاناته مع الزيادات الأخيرة كان آخرها رفع تعرفة المواصلات الى (30%) وبالرغم من الرضى البائن الذي عبر عنه نواب البرلمان من خلال حديث رئيس الجمهورية. ووعدت حكومة الولاية بإيجاد مخرجات للأزمة التي تعيشها بحزمة من الإجراءات في إطار تنفيذ موجهات الدولة. (الأحداث) جلست الى العديد من الموظفين وسألتهم عن خطاب الرئيس وآرائهم حول الزيادات الأخيرة التي عمَّت البلد.. ليقول المواطن محمد المهدي ل(الأحداث) إن خطاب الرئيس في البرلمان لم يأتِ بجديد وجميعها وعود، لكن المواطن لا زال يعاني غلاء الأسعار. ولفت الى أنه يعيش أوضاعاً مأساوية ونبه لارتفاع الأسعار. وقال إن المواطن ضد الزيادة خاصة الأخيرة في المواصلات الولائية. وقال ستتبعها زيادات في الكثير من السلع لأن رفع الدعم عن المحروقات سيعمل على رفع كافة الأسعار التي يحتاجها المواطن في يومه. وأضاف قائلا: أي مواطن مهما كان وضعه فهو ضد الزيادة. متابعا: على الدولة إيجاد حلول لإنقاذ المواطن البسيط الذي تحفه مخاطر ارتفاع الأسعار من كل جانب. أما المواطن صابر جمعة وصف ل(الأحداث) ردة فعل المواطن حول الزياده بالعادية لأن زيادة التعرفة كانت معلنة قبل وقت كبير بالإضافة الى تعود المواطن على الزيادات اليومية في كافة التعاملات التجارية (السلعة) أو المواصلات وغيرها، كل شيء ارتفع بصورة جنونية، لذلك تساوت أمامه كل الأشياء. وأضاف بالقول: أنا كمواطن ضد الزيادة ولو بقرش واحد لأنها ستخرب كل شيء بالرغم من الخراب الذي نعاني منه. وحمل صابر الحكومة الزيادة التي أرهقته لحد كبير بداعي الزيادات العالمية وارتفاع الدولار وغيرها من المبررات. وقال لن تقف الزيادات عند هذا الحد فالقادم أسوأ – على حد تعبيره. فيما قال الموظف عبد السلام علي ل(الأحداث) إن كلام الرئيس عمر البشير كان واقعياً وحكى عن مدى الأزمة التي يعيشها السودان والضائقة المالية التي تتطلب إصلاحات أساسية يمكن أن تخرج البلد من هذه الضائقة. وأضاف بالقول: كان الحديث واقعياً واستطاع أن يحدد مكامن المشكلة، وتابع بالقول: فقط ينقصه تنفيذ موجهات الرئيس بذات اللهجة الحازمة التي ألقى بها حديثه أمام النواب وأن تتنزل قرارته لأرض الواقع حتى لا تتطبق القرارات فقط على المواطن. وحول الزيادة الأخيرة قال إن الزيادة الأخيرة في تعرفة المواصلات منذ تطبيقها لم يعترض المواطن عليها في كافة المواصلات التي تقلني لوجهاتي المختلفة. الطالب بجامعة النيلين خالد الشيخ قال إن الزيادة الأخيرة ضربت الفئات الضعيفة بصورة مباشرة، مما خلقت حالة من عدم الرضى بين الفئات التي تعاني ومن بينها فئة الطلاب. وقال لا مفر من الرجوع عن زيادة تعرفة المواصلات. وقال إن الرئيس أمس الأول تحدث كثيراً عن إعفاء الرسوم الجمركية لبعض السلع وخفض بعضها إلا أنه لم يذكر إعفاء مدخلات قطع الغيار للحافلات التي نادت بتخفيض قطع الغيار التي كانت ستعفي الحكومة من الاضطرار لزيادة تعرفة المواصلات التي عانى منها الجميع. لتقاطعه الطالبة أسماء قاسم التي بدأت ل(الأحداث) بحسبنا الله ونعم الوكيل. وقالت: صراحة فوجئت بالزيارة الكبيرة في كل شيء آخرها المواصلات. وقالت إن حديث الرئيس لا يعنينا بشيء نحن نتطلع الى حياة أفضل وتخفيض في كل الحاجات. وتابعت بالقول: فأنا كطالبة أعاني من زيادة التعرفة وأسكن جنوبأم درمان في منطقة الصالحة، والتعرفة كانت سبعين قرشاً فأصبحت جنيها، والجنيه للواحدة منا كان يوصلنا الى الجامعة، ومع الزيادة كان الله في عون أهلنا. ودعتا حكومة الولاية إلى التراجع عن الزيادة بأسرع ما يمكن الى الوضع القديم طالما لم تستطع تخفيض التعرفة. ونادت بإعادة النظر في الشرائح الضعيفة التي تأتي من بينها الطلاب بتخصيص أوضاع خاصة وأن تحل مشكلاتهم. الموظف كامل عثمان قال ل(الأحداث) بلهجة حادة: الزيادة كثيرة على المواطن المغلوب على أمره، وأضاف لماذا يدفع المواطن فاتورة رفع الدعم عن المحروقات؟ فهذه السياسة ستزيد (الطين بلة) وستزيد أعباءه على الأعباء التي يعاني منها. وقال إن المواطن الآن أصبح مغلوب على أمره وعشان يعيش ويسد حاجاته إلا يبقى حرامي. والزيادة التي حدثت مؤخراً تتطلب منا التضحية بإخراج أحد أبنائي من الدراسة حتى أستطيع أن أتوصل وأوصل بقية أفراد أسرتي. وأضاف بحسرة: الله المستعان. فيما اعتبر المواطن (م، ك) أن قرارات البشير التي أعلن عنها أمس مجرد “مخدر" تعودت الحكومة على إعطائها للمواطنين كلما اشتدت عليهم وطأة المحن والمصائب المتمثلة في غلاء الأسعار وعدم توفر الخدمات حتى تستطيع الحكومة بسياساتها تلك البقاء مدة إضافية بعد أن “قرف" الشعب منها وتابع (م ك) أن تلك السياسة ما عادت تنطلي على أحد حتى يقبل بمرور ذاك المخدر والخضوع اليه، مطالباً رئيس الجمهورية بقرارات حقيقية تساعد في خفض الأسعار وعودة الأسواق الى وضعها الطبيعي. من جهته قال المواطن راشد محمد إن قرارات رئيس الجمهورية مبشرة وجادة، وتابع أنه ولأول مرة يكون هناك حديث حقيقي وشفاف عن الوضع الاقتصادي بالبلاد، معتبراً أن تلك القرارات حال إنفاذها وفق ما وضعت ستجد حظها من القبول وستساعد على خفض الأسعار.