انجلى دخان الجدل الكثيف الذي كان يغطي ميدان الصراع حول ترجل قائدي الهلال والمريخ هيثم مصطفى وفيصل العجب من على ظهر (المجنونة) وتسليم أسلحتهما واعتزالهما كرة القدم, وانقشع الموقف الذي تأزم مع نهاية الدورة الأولى لبطولة سوداني. واستمر حتى فترة التسجيلات التكميلية بتألق اللاعبين.. ففي الوقت الذي يتجلى فيه هيثم مصطفى في تدريبات الموج الأزرق المتواصلة هذه الأيام يبدع العجب مع الأحمر الوهاج ليس على مستوى التدريبات فحسب وإنما على مستوى المباريات التجريبية, وبعيدا عن أعباء القيادة يبحث اللاعبان عن حفظ ماء وجهيهما بعد الأحداث الأخيرة، والمطالبة باعتزالهما بل امتد الأمر للتهديد بالشطب من الكشوفات. هذه الدوافع الشخصية جعلت (البرنس) يترك المشاكل والصراعات خلفه ويتجه صوب ملعب الهلال وينخرط في التدريبات، بل وقام بدوره القيادي دون النظر الي الخلف. ووجد القائد دفعة معنوية كبيرة من مدرب المنتخب الوطني محمد عبدالله مازدا الذي اختاره ضمن القائمة، بل دفع به في لخوض غمار مباراة الصقور وزامبيا وساهم في إحراز الهدف الثاني, هذا الموقف جدد الثقة في البرنس فدخل باب المنتخب إلى القلعة الزرقاء بروح معنوية عالية. وقد ظهر في التدريبات التي خاضها بلياقة بدنية عالية ساعدته في ممارسة هوايته المحببه توزيع التمريرات الذكية لزملائه ولم ينحصر الموقف في ذلك وإنما اظهر إنسجاما بينه والمدير الفني للفريق الفرنسي ديجو غارزيتو بدليل انهما تبادلان القفشات والضحكات أثناء المران بالإضافة إلى المهام التي أوكلها له المدرب لتنفيذها مع اللاعبين باعتباره القائد الملهم ومسح التفاهم بين القائد والمدرب خلفية الصراع الذي اندلع بينهما عندما تولى عارزيتو مهام التدريب في نادي الهلال وفرض سطوة على مقاليد الأمور. واصطدم مع القائد الذي كان له رأي آخر في الطريقة التي يدير بها المدرب الفريق, وعودة مصطفى لصفوف الفريق تكشف بوضوح أن الهلال يبحث عن (الحرس القديم) لمواجهة المرحلة المقبلة.. إن كان عودة البرنس الهبت الحماس في البيت الأزرق بالعرضة شمال فإن تألق فيصل العجب قائد المريخ في تدريبات الفريق بالعرضة جنوب اسعد انصار الفريق الاحمر وألقى بالطمانينة على الجهاز الفني والاداري, ولم يكتف العجب بتقديم التابلوهات والتمريرات في التدريبات المتواصلة للمريخ، وإنما امتد إبداعه، ووصل داخل مضمار المباراة التجريبية الوحيدة التي خاضها المريخ حتى الآن أمام فريق أمبده، ولعب العجب دورا كبيرا في تحقيق الفوز واستطاع أن يسجل هدف يحمل ماركته الابداعية, وعلى الرغم من أن العجب واجه مشاكل في الأيام الفائتة إلا انها لم تصل الي مستوى ما واجهه زميله هيثم مصطفى. وتعرض العجب إلى ضغوط قبيل فترة التسجيلات الصيفية (التكميلة) حتى يترجل ويعلن اعتزاله، ويتم الاستفادة من (خانته) لتسجيل لاعب آخر بسبب ازمة (الخانات) التي مر بها المريخ, إلا أن اللاعب رفض الفكرة. وأعلن مواصلة مشواره وانزل قراره على أرض الواقع من خلال المستوى الذي قدمه في رحلة التمارين الإعدادية التي يشرف عليها المدرب البرازيلي ريكادرو الذي أشاد بمستوى اللاعب خاصة في مباراة أمبده التي خطف فيصل العجب نجوميتها، وأحسن قيادة الفريق وصنع هدفين وسجل الثالث قبل أن يقدم تابلوهات رائعة تجاوبت معها الجماهير بالهتاف والتصفيق. وقال ريكاردو: الآن مستوى التدريبات يسير بصورة جدية وانعكس ذلك في المباراة التي تعتبر جيدة من الفرقتين وأشار إلى انه سعيد لعودة رباعي الفريق وظهورهم بمستوى جيد على رأسهم فيصل العجب وسفاري، بالإضافة للوافدين الجدد رمضان عجب والطاهر الحاج... ويقول الخبير سيد سليم: (إن هيثم مصطفى لاعب استثنائي وقائد ملهم) أما المدرب جعفر ضرار فقد قال من قبل: فيصل العجب يتميز بالمهارة الفنية العالية والتكوين الجسماني الممتاز اضافة لاستخدام الرأس كما أنه صانع ألعاب ممتاز وهداف لا يشق له غبار، بالإضافة لذلك لديه من الذكاء والتوافق العضلي ما يجعله من أميز اللاعبين الذين يتخلصون من الخصم ويحرزون الأهداف.. أما عن اللاعب هيثم مصطفى فقال المدرب جعفر ضرار إن التوافق العضلي والذكاء هما أهم مميزاته كما أنه من أميز اللاعبين في السودان؛ لأنه أفضلهم في لعب تمريرة الهدف بالإضافة لتعامله الجيد وتعاونه مع زملائه، وما يميز اللاعب هيثم مصطفى قدرته على الهروب من الرقابة.. أما الكوتش برهان تية فقد أكد كفاءة هذين النجمين حتى وصلا لقيادة فريقي المريخ والهلال، وهما نتاج طبيعي لتدرج طبيعي من الناشئين ثم الشباب فالأولمبي وأخيرا المنتخب الأول، وبالتالي اكتسبا الخبرة الكافية... إن كانت عودة النجمين إلى التألق تحت اشراف البرازيلي والفرنسي أسعدت انصار المعسكرين, فإن القمة نفسها تعرف أهمية اللاعبين باعتبارهما من الأسلحة القديمة التي يجب تجهيزها جيدا لحسم معركة الكونفدرالية التي أصبحت على بعد خطوات..