كشف والي جنوب دارفور (عبد الحميد موسى كاشا) عن فتح المتضررين من أحداث معسكر كلمة للنازحين بلاغات جنائية في مواجهة المتسببين في الأحداث التي جرت بالمعسكر، واتخاذ المتضررين لإجراءات قانونية جراء تضررهم من الأحداث الأخيرة بمعسكر كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور، وتقدمت الحكومة بطلب رسمي لبعثة «يوناميد»، بعد أن فتحت البلاغات من قبل المتضررين. واتهم كاشا رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور باستغلال النازحين في المعسكرات كرهائن ودروع بشرية وكروت ضغط للتفاوض، وقال إن الحركات المسلحة وعبد الواحد نور تحديداً ليس لديهم شيء في أيديهم غير معسكرات النازحين، ونبه إلى أن الحكومة إذا أرادت دخول المعسكر لاستطاعت وفي خمس دقائق - على حد قوله - وأردف: لكننا متأنون وصابرون لأننا لا نريد تعريض حياة المواطنين للمخاطر ونتعامل بعقلانية وحكمة حفاظاً على الأرواح، وأكد إمكانية حسم المسلحين بمعسكر كلمة في غضون (3) دقائق فقط إذا ضمن أنه ليس به أطفال وعجزة ونساء وإن أدى الأمر لاستشهاد عدد من القوات، وقال كاشا إن الحكومة لديها معادلة أخرى في كيفية المحافظة على الأرواح من الأبرياء والمساكين الذين يُتخذون كرهائن ودروع بشرية لتأليب الرأي العام والمخاوف من توجيه الاتهام للحكومة بمهاجمة أبرياء لاذنب لهم وإدخالهم في مخاطر. وأعلن كاشا عن ترتيبات وتدابير تم الاتفاق عليها مع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يقوم بها في الولاية تجاه قضية تسليم الجناة للعدالة وأخذ حقوق المتضررين من الأحداث، وتوقع رد بعثة يوناميد حول القضية خلال ال (24) ساعة القادمة، ووصف القضية بالمعقدة وأردف: لكن المتهمين مطلوبون، ولاتنازل عن الأمر، ونبه الى أن الحكومة لن تتساهل في تنفيذ السيادة الوطنية والقانون ولا تقبل أي نوع من المجاملة ولا تسمح بأي جرائم قتل ونهب وحرق داخل الأرض والوقوف متفرجة بأي حال من الاحوال، وأردف: لدينا سيادة والسلطة والقدرة على حماية مواطنينا، ونفى تسلمهم أي رد بشأن المتورطين في أحداث معسكر كلمة من اليوناميد، وأكد عزمه تجديد الطلب لليوناميد مرة أخرى لتسليم المتورطين في الأحداث بعد إجراء تفاهمات مع القيادة السياسية بالخرطوم بعيد عودته إلى نيالا، ونبه إلى أن القانون يبرئ أو يحاكم المشتبه بهم في ارتكاب جرائم بمعسكر كلمة، ووصف كاشا الوضع الأمني في الولاية - في تصريحات صحفية عقب لقائه رئيس الجمهورية واطلاعه على الأوضاع بجنوب دارفور بالقصر الجمهوري أمس الأحد - بأنه هادئ إلا من بعض المناوشات بين المجموعات المختلفة من النازحين بالمعسكر، مشيراً إلى وجود مسلحين من خارج المعسكر داخل كلمة، وقال كاشا إن الحكومة لا وجود لها داخل معسكر كلمة ولا علاقة لها به كما يدعي زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور وتسيطر عليه قوات يوناميد، وأعلن كاشا عن توجيهات تصدر للجهات ذات الصلة لتعزيز الأوضاع الامنية والتنموية بجنوب دارفور، وقال إن الرئيس وجه بإعطاء اهتمام لأمر دارفور رغم ظروف البلاد المالية المعقدة، وأنه أعلن دعمه وسنده وانحيازه التام لولايات دارفور في الخدمات والبنى التحتية والتنمية والطرق والسكة الحديد والكهرباء وربطها بالشبكة القومية والحاجة للدعم التنموي، مشيراً إلى أنه تم دعم المكون المحلي والأجنبي بما يعادل 11,7 مليون دولار، وشدد الرئيس - بحسب كاشا - على بسط هيبة الدولة وأن يشعر المواطن بالاطمئنان والأمن من قبل القيادة في الولاية، ووعد رئيس الجمهورية بزيارة جنوب دارفور بعد اكتمال الترتيبات، مشيراً إلى أن اللقاء بحث الوضع الامني والإنساني بالمعسكرات وبرامج نزع السلاح الذي دفع فيه الرئيس ببعض التوجيهات لدفع العمل بالولاية