ليس قصوراً ولا عيباً أن تستثمر فضائية ما برنامجاً ناجحاً وتعمد إلى تكراره الموسم تلو الموسم لكن الشطارة في أن لا يكون هذا التكرار مملاً وألا تكون النسخة الأولى هي ذاتها النسخة العاشرة دون إضافة توابل أو نكهات تُكسب البرنامج عامل الإثارة والدهشة والترقب الذي يجعل المشاهد دائماً في انتظار المفاجأة والجديد بدليل أن فضائيات عربية وعالمية ظلت متمسكة ببرامج كثيرة طوال مواسم متعددة لكنها في كل موسم تكسر حاجز الرتابة إما بإضافة ذكية للمادة المقدمة أو حتى باختيار الضيوف ومثيري الجدل أو لافتي الأنظار بالمواقف والأحداث فنضمن أعداداً هائلة من المشاهدين يتزايدون يوماً بعد يوم لكن دعوني أعقد مقارنة بين ما ذكرت وما تقدمه فضائية الشروق على سهرتها الرمضانية الرئيسية (خيمة الشروق) ذلك البرنامج الذي هو كفكرة ليس جديداً على السماوات العربية لكنه على المستوى المحلي كان جديداً من حيث الإنتاج المهول والصرف الكبير واختيار بعض الضيوف القادمين جواً وهؤلاء لا يأتون إلا بعد أن يكونوا قد قبضوا إما باليورو أو الدولار ولا أدري إن كان الضيوف السودانيون الذين لا يكلفون القناة نفقات تذاكر أو اقامة بالفنادق قد عوملوا بالمثل أم لا؟ ما علينا!! لأن الذي يلينا أن البرنامج تكرر هذا العام بذات الشكل وذات اللون وذات الطعم وذات الجلسة حتى لكأني بسلمي سيد ونسرين سوركتي لم تغادرا مقعديهما منذ العام الماضي لكنني انتبهت لاستحالة ذلك وأنا اشاهد الناقة المربطوة وقد رزقت (بوليد) جديد وكما ظهر ليها سيد جلس ليؤانس صاحبنا ابوصفارة الذي لا أدري ما السياق الدرامي الذي يخدم به البرنامج. ولعل هذه الملاحظات تجعلني أسأل اهل الشروق وكلنا يعلم أنها الفضائية التي ولدت على فمها ملعقة من ذهب أما كان بالإمكان استنباط فكرة جديدة بهوية مختلفة عن هذه الخيمة ثقيلة الدم والتي لا يخفف من وطأة النضم فيها إلا مغنٍّ يتابعه الناس على حسب إن كانوا من عشاق صوته أم لا خاصة والسهرة الحوارية تعقبها سهرة حوارية أخرى يتخللها الغناء وهي تلك التي يقدمها الاستاذ حسين خوجلي ولكأن السهرتين غلافان لكتاب محتواه واحد ولغته واحدة وخطابه واحد. على فكرة حتى الضيوف الذين استضافتهم الخيمة حتى الآن هم من الوجوه المكررة على السهرات والبرامج ويكفي أن أقول أنني خلال الشهر الماضي فقط وما قبله شاهدت الأستاذ محمد شريف على ما لا يقل عن أربعة برامج ،وحتى «الشروق» نفسها استضافته في برنامج «ظلال الأصيل» فهل الأمر إفلاس حتى في اختيار الضيوف أم أن الحكاية استسهال وكل من توفر هاتفه عند معدٍ ما يتم استضافته!! ياجماعة المشاهد السوداني طموح للدرجة التي تجعله دائماً في حاجة لمشاهدة الجديد المبهر إن كان على مستوى التكتيك أو المحتوى أو التقديم فيا أهل الشروق فضوا اربطة هذه الخيمة وانصبوا محلها سهرة بمحتوى مختلف وشكل تقديم مختلف (وغشوا) عيوننا بالجديد إن شاء الله تغيروا كراسي السنة الفاتت دي!! كلمة عزيزة ما من شك أن تغير المكان والشكل والمسرح والاستضافة سيجعل (النيل الأزرق) تستقطب أعداداً هائلة من المشاهدين لسهرة (ليالي) الرمضانية لكن لابد من الهمس في أذن الاخوة المعدين أن تناول المواضيع الخفيفة والمهضومة يمثل واحدا من أهم عوامل الجذب للحلقات خاصة والسهرة جماهيرية استناداً على مرتادي الصالة لذلك لم أستسق فكرة الحديث عن الجريمة العاطفية بهذا الشكل بل وتحويلها إلى مسابقة بين الجمهور خاصة وأن مرتادي الصالة ومشاهدي الشاشة يسهرون حتى ذلك الوقت المتأخر من الليل بحثاً عن السمر والأحاديث المهمة والموضوعية وليس هناك مبرر ولا موضوعية في تناول مثل هذه النماذج. على فكرة ورغم أن موضوع السهرة كان في وادٍ فقد وجدنا انفسنا فجأة نقطع وادياً آخر عندما تمت استضافة مجموعة بنكية لتتحدث في أمور مصرفية جافة لا علاقة لها بالمكان والزمان ولا التوليفة والهارمونيكا من نبض السهرة فكانت كالنغمة النشاذ التي تعزف منفردة فتخل بأداء الأوركسترا وتشذ عن النوتة!! في كل الأحوال أعتقد أن نجومية بعض مذيعي النيل الأزرق وعلى رأسهم سعد الدين حسن ومي عمر وتسابيح ستجعل من السهرة قبلة للمشاهدة والمتابعة التي ارجو ألا تفسدها بعض المواضيع (المشاترة) التي تجلب الملل والسأم!! كلمة أعز أخيراً أحتلت الرائعة هنادي سليمان موقعها في أخبار العاشرة على الفضائية السودانية. وبهذا تكون الشابة الذكية مكسباً لفترة إخبارية تحظى بنسبة عالية من المشاهدة. وكما أبدعت هنادي وهي تقرأ الاخبار ستندهشوا بهنادي المحاورة البارعة حاضرة البديهة.