الخرطوم أبوسن، ندى مبارك - تصوير: علم الهدى حامد قطع أكاديميون وسياسيون بأهمية التنوع الثقافي في تعزيز الوحدة التي أشاروا الى أنها تمثل الأصل واعتبروا الانفصال أمراً مستغرباً وجديداً على الواقع السوداني وأمّنوا - في ندوة التنوع وأثره في تعزيز الوحدة التي نظمتها أمانة المرأة بالمؤتمر الوطني أمس الاثنين بقاعة الصداقة - على تأكيدات المؤتمر الوطني بأن العلاقة بين الشمال والجنوب كالعلاقة بين التوأم السيامي، ونبهوا إلى أن أي انفصال لأحدهما عن الآخر مدعاة لوفاة كليهما أو أحداهما. وفي الأثناء اتهم المؤتمر الوطني الحكومات السابقة بالفشل في إدارة التنوع الثقافي وقال إن المواطن الشمالي بالجنوب لم يقدم الأنموذج، مشيراً إلى أن الهوية ظلت متعلقة بسياسات الدولة وشعور المواطن الجنوبي أن السياسي الشمالي ليس عادلاً في تعامله مع الجنوب. وقالت نائبة رئيس المجلس الوطني القيادية بالمؤتمر الوطني، سامية أحمد محمد، في ندوة التنوع الثقافي وأثره في تعزيز الوحدة التي نظمتها أمانة المرأة بالمؤتمر الوطني أمس الاثنين بقاعة الصداقة، قالت إن الوحدة قدر من أقدار السودان وأن دعوة التهميش أبطلها وصول باراك أوباما لرئاسة أمريكا، وشبّهت حالة الجنوب والشمال بالتوأم السيامي، مشيرةً إلى أن القضية الأساسية الترويج للوحدة وأن أفضل ظروف الانفصال إنتاج علاقة جفاء بين الطرفين. وقال أمين أمانة الفكر بالمؤتمر الوطني، محمد يوسف، قال إن الحل يكمن في الإقرار بأن كل الناس لآدم وآدم من تراب والتعاون لجهة تشكيل مصلحة مشتركة قوية خاصة في مجال التنمية والنزول إلى المواطنين، محذراً من خطورة أن تصل العلاقة بين الطرفين إلى ما وصلت إليه العلاقة بين الهند وباكستان. وحذر القيادي بالمؤتمر الوطني، د. مهدي إبراهيم، من خطورة الطرق على المختَلف عليه، مشدداً على ضرورة البناء على القواسم المشتركة التي أشار إلى أنها كثيرة، موضحاً عدم صحة ما يتردد عن أن الوقت قد تأخر للوحدة، وقال: وُلدنا في ظل السودان الواحد والانفصال هو الأمر الطارئ. ونبه مدير الإدارة العامة للفنون شول دينق إلى أنه آن الأوان للتفكير في دور الثقافة لتحقيق الوحدة، لكنه قال: حتى ولو حدث انفصال، وهذا ما أراه واقعاً، فيجب أن نفتح صدورنا ونقبله، مشيراً إلى إمكانية الوحدة عقب حدوث الانفصال، مذكراً بالتجربة الألمانية، وعلّق: يمكن أن يحدث ذلك إذا رضي الناس بعضهم ببعض ولم نعد نسمع عن أولاد البحر أو أولاد الصحراء أو الغابة. وأكد أستاذ الدراما بجامعة السودان، البروفيسور عثمان جمال الدين، أن وحدة السودان كونتها اتفاقية ابن أبي السرح مع ملك النوبة واتفاقية ملك الفونج عمارة دنقس وعبد الله جماع واتفاقية نيفاشا، مشيراً إلى أن محور الاتفاقيات الثلاث ثقافي، وأوضح أن العالم يتجه نحو التكتلات وليس التشرذم، مشدداً على ضرورة إنزال معاني الوحدة الجاذبة إلى الأرض. واعتبرت الشاعرة روضة الحاج الحديث عن الانفصال بعد نحو (90) عاماً، ارتداداً اجتماعياً مشيناً، وأكدت أن مفردات الاستعلاء الحضاري والعرقي والثقافي لا مكان لها على الواقع السوداني الذي قالت إنه معافى تماماً من تلك المصطلحات المستجلبة.