انتقدت الهيئة الشعبية لدعم الوحدة تحركات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وحديث بعضهم عن ترتيبات ما بعد الانفصال، واستنكرت تسمية مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان وأبيي بمناطق التماس، وشددت على تسميتها بمناطق التمازج لما بها من تداخل قبلي بين الشمال والجنوب. وطالبت الهيئة في مؤتمر صحفي بمنبر سونا أمس «الاثنين» حول التعريف بالهيئة وطرح برنامجها والتبصير بأهدافها، طالبت الوطني والحركة بإيقاف الأصوات المنادية بالانفصال. واتهم رئيس الهيئة عبد الرحيم علي أحمد بعض النخب والقيادات الجنوبية التي تدفع باتجاه الانفصال بتنفيذ أجندة خارجية، وقال إن السودان مواجه بتحديات جسيمة قد تؤدي إلى تفكيكه، ولفت الى أن الهيئة تضم كافة ألوان الطيف السياسي بالبلاد من قادة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وانتقد عبد الرحيم ممارسات الوطني والحركة وقال إنها جعلت الجنوبيين أقرب للانفصال، وأردف: ومن هنا كانت المبادرة بإنشاء الهيئة، ونبّه الى ضيق الوقت المتبقي، إلا أنه قال بالإمكان تحقيق الوحدة حال توفرت الإرادة السياسية والتوافق بين الوطني والحركة الشعبية ورغبة الشعب السوداني في الوحدة. وأعلنت الهيئة عن تدشين انطلاقة برنامج دعم الوحدة مطلع يونيو المقبل بقاعة الصداقة بالخرطوم ببرامج فنية وثقافية واجتماعية، واتهم دولة الكيان الصهيوني إسرائيل بأن لها أيدٍ خفية وتقف وراء انفصال الجنوب عن الشمال. وقال المدير التنفيذي للهيئة أحمد عبد العزيز إن الوحدة ليست في القصور والمباني والطرق المسفلتة وإنما بالتداخل بين الشمال والجنوب وعكس الثقافات، مشيراً الى أنه عندما انقسمت الحركة الشعبية حول خيار الوحدة والانفصال انتصر تيار الوحدة، وأردف يمكن فصل العلاقات السياسية ولكن لا يمكن فصل العلاقات الثقافية والاجتماعية ما بين الجنوب والشمال وما يتصل بهما من مصاهرة إضافة للأجيال التي وُلدت سواء في الشمال أو الجنوب قبل فترة الحرب، ونبّه الى أن فصل الجنوب سيكون بداية تمزيق عام قد يشمل دول الجوار، وأضاف أن اتفاقية السلام أعطت الجنوبيين حق تقرير المصير، واستدرك أن التبصير والترهيب بمخاطر الانفصال في تمزيق البلاد ضروري. واعلن أمين العلاقات الخارجية بالهيئة مهند عوض عن ملامح برنامج الهيئة وقال إنه يستهدف أبناء الجنوب بالداخل ومن هم بدول الجوار واستقطابهم عبر السفارات ومكاتب الحركة الشعبية ومن هم بالمهجر خاصة جمهورية مصر، داعياً الى أن يكون لها دور كبير في دعم الوحدة لكون أن أمن السودان يمثل صمام الأمان لمصر بالإضافة لتفعيل دور السلاطين والمكوك في التبشير بقضايا الوحدة مع تعميم البرنامج على كل ولايات السودان تحت شعار الدبلوماسية الشعبية لخلق توأمة بين الولايات تحت رعاية ومسؤولية والي كل ولاية.