كشفت السلطات الحكومية عن تملكها بيانات وخطابات ممهورة من حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور، وزعتها على النازحين في المعسكرات، هددت فيها بالتصفية الجسدية للذين ذهبوا للمشاركة في مفاوضات السلام بالدوحة من النازحين بالمعسكرات وأنها بدات فعلياً في تصفية (16) من الفور و(15) من الداجو و(12) من قبيلة البرقد. في الأثناء وجه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بتقديم المتورطين في أحداث معسكري كلمة وزالنجي، بطرف يوناميد أو المواقع الأخرى، للعدالة، وحماية النازحين في المعسكرات، وطالبت الحكومة بعثة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) بتسليمها نتائج التحقيق في أحداث معسكر كلمة للنازحين وتقديم ال (6) المطلوبين المتهمين بالتورط في ارتكاب الأحداث للسلطات السودانية، لتقديمهم للمحاكمة ولضمان عدم إفلاتهم من العقاب. وقال وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود حامد في تصريحات عقب لقائه رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري أمس الأحد، إنه أطلع الرئيس على الأوضاع الأمنية بإقليم دارفور عقب الاعتداءات التي وقعت من مجموعة متمردة تتبع لزعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور على النازحين في معسكري كلمة وزالنجي، ووصفت الحكومة - بحسب وزير الداخلية - مهاجمة المجموعة للمعسكرات بالسلوك الإجرامي، واتهمت الحكومة المجموعة بالمتمردة والخارجة عن القانون والساعية لزعزعة الأمن والاستقرار. وقالت إن لها أجندة خاصة أساسها قتل الأبرياء في معسكرات النازحين، وأسمت ذلك بالإجرام الذي يمارسه المتمرد عبد الواحد، وقال وزير الداخلية إن إجرام عبد الواحد تبين من خلال بيانات ممهورة من الحركة بتصفية كل من ذهب للمشاركة في السلام ومفاوضات الدوحة من معسكرات النازحين، واعتبر نهج الحركة امتداداً لسلوك سابق للمجموعة تسبب في وقوع أكثر من (50) جريمة قتل في المعسكرات، وقال إنها ما تزال مستمرة، وقال إن الخروقات والتعدي وقع بحق مواطنين أبرياء في المعسكرات عقاباً لهم لانحيازهم للسلام - على حد تعبيره. وأدانت الدولة حادثة الاعتداء على معسكرات النازحين، وتعهد وزير الداخلية بالسعي الكامل وبذل الجهد لحماية المواطنيين والنازحين من المجرمين وحسم الإجرام الذي يمارس في دارفور باسم أبناء دارفور - على حد قوله. واستدعت الخارجية أمس (الاحد) المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة بالسودان (هايلي منكريوس) ونقلت له احتجاج الحكومة والملاحظات حول أداء بعثة يوناميد في دارفور، واستفسرته حول الأحداث التي شهدها معسكر كلمة للنازحين وحادثة اختطاف الطيار الروسي بمدينة الفاشر التي وقعت خلال الأيام الماضية، ونبهت الحكومة - بحسب وكيل الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان - أثناء لقائه منكريويوس، إنه كان يتوجب على يوناميد أن توافي الحكومة بما لديها من معلومات حول حادثتي معسكر كلمة واختطاف الطائرة والطيار الروسي، وطالبت الخارجية البعثة بانتهاج الشفافية أساساً للتعامل في الفترة المقبلة وإحكام التنسيق في كل ما يتعلق بعمل اليوناميد مع الحكومة في إقليم دارفور، ووعد منكريوس الحكومة بتعزيز آليات التنسيق والتشاور بين الحكومة والبعثة . وقال وزير الداخلية إنه أبلغ رئيس الجمهورية خلال لقائه به أمس الأحد بالقصر الجمهوري، بشروع الوزراة في برنامج نزع السلاح من كل الخارجين عن القانون وضبطه وجعل الخرطوم وكل مدن السودان خالية من السلاح إلا في أيدي القوات النظامية وبسط الأمن بجانب إطلاع الرئيس على خطوات تنفيذ مشروع السجل المدني والجواز الالكتروني والسلامة المرورية ومشروع الحماية المدنية ودعم الدفاع المدني وتأهيل السجون خلال المرحلة المقبلة، وأعلن ابراهيم محمود عن تكوين وزارة الداخلية الاتحادية للجان شرعت في إعداد ووضع الخطط لتأمين الاستفتاء بالتعاون مع وزارة الداخلية بالجنوب، ووعد بتقديم التدريب والادارة في مختلف المجالات المتعلقة بالاستفتاء، وكشف عن خطة موضوعة لتأمين الاستفتاء في الشمال، وأشار الى ابتعاث طائرة لإعانة المدن المتأثرة بالأمطار، وأكد استمرار الجهود داخل المجلس القومي للدفاع المدني للاستعداد للطوارئ والكوارث التي تنجم عن موسم الأمطار والفيضانات.