{ اتصلت بي مواطنة من سكان مدينة بورتسودان تشكو بألم من استمرار أزمة مياه الشرب في معظم الأحياء، وقالت إن إمداد المياه منقطع عن بيتهم، بل عن كل (الحي)، منذ أربعة أشهر !! وذكرت أنهم يضطرون لشراء (برميل الكارو) بأكثر من (20) جنيهاً يومياً..!! ويبدو أن محدَّثتي سيدة واعية ومستنيرة وتعرف حقوقها كمواطنة، فقد ذهبت إلى هيئة المياه، وإلى الوزير، وبحثت عن الوالي، لكنها لم تجدهم جميعاً.. حسب شهادتها.. فعلقت قائلة: (كل ما أسأل عن مسؤول يقولوا لي: في إجازة)..!! { سيدي والي البحر الأحمر.. «محمد طاهر ايلا»: صحيح أن بورتسودان أصبحت (أجمل) و(أنظف) من الخرطوم، وصحيح أنكم شيّدتم الطرق، وبنيتم الكورنيش، وحتى الأزقة في الحارات تمت سفلتتها، وامتد (الظلط) في كل مكان.. ولكن كل هذا لا يعني كثير شيء إذا كان إنسان بورتسودان مازال يبحث عن قطرة ماء..!! { نعلم أن الظروف الطبيعية تحاصركم، البحر مالح، والنيل بعيد، والمطر قليل، ولكننا نعلم أن عزيمة الرجال قادرة على تحقيق المستحيل.. وقد طال أمد هذه الأزمة.. فإلى متى يعطش أهلنا الصابرون الكادحون في ولاية البحر الأحمر..؟! إلى متى يا حكومة.. يا مركزية.. ؟! إلى متى يا «ايلا»..؟! { لا أتفق مع مشايخنا أئمة بعض المساجد بأن الأستاذ الكبير «السر قدور» (زنديق) كما أوردت بعض الصحف.. ولكنني أظن أن بعض التعليقات كان يمكن تجاوزها بمقص (المونتاج)، كما أن ضحكاته (الصاخبة) ليست ضرورية في كثير من الأحيان، وعلى كل فأستاذنا مقيم في «القاهرة»، وأظنه متزوجاً من هناك، ولهذا فقد اعتاد أن يردِّد بأريحيّة عبارات من شاكلة (بت حلوة).. و(بناتي الحلوات)، وهي عبارات معتادة وبريئة في الشارع المصري، أو (لون الدهب) عندما ينادي - مثلاً - المطربة «ريماز».. و...! وهنا تكمن قيمة (المونتاج).. ولكن أظن أن مديري الفضائيات السودانية لا يميلون للمونتاج إلا إذا دخل الكلام (حوش السياسة).. أما حوش «السر قدور» فهو مفتوح.. و(الهواء) فيهو (همبريب).. أو (بَحَري) أو كما يقول المصريون: (الشقة دي هواءها بَحَري).. !! رغم هذا وذاك، برنامج (أغاني وأغاني) هو الأكثر جماهيرية.. { معظم المذيعات في الفضائيات السودانيّة (ركيكات)، ضعيفات الأداء، ولكنني أميل إلى أن الأسلوب الأفضل هو التوجيه بالإشارات، لا (التدمير) باستخدام (الراجمات)، وفي رأيي أن المشكلة في إدارات تلك الفضائيات التي لا توفر لهن (معدين) و(باحثين)، ومخرجين (مثقفين)، تقليلاً للنفقات وتحقيق الأرباح عاجلاً غير آجل!! ولعلكم لا تعلمون أن أعظم مقدمة برامج في العالم.. الأمريكيّة «أوبرا وينفري»، التي كانت تمثل أحد أسباب وصول «باراك أوباما» إلى سدة الرئاسة في أمريكا بنشاطها المكثف في حملته الانتخابية واستغلال شعبيتها الكاسحة، لعلكم لا تعلمون أن «أوبرا» لم تدرس الإعلام، بل لم تدرس في جامعة - أصلاً - ولكنها نجحت بمعاونة جيش جرار من المعدين والباحثين والمنتجين والفنيين، لتكون الخلاصة: نجاح البرنامج، ونجومية «أوبرا» الباهرة على امتداد المعمورة. فهل نعرف نحن في السودان الطريق إلى (صناعة النجوم)..؟ وهل نرغب في ذلك لصالح مصلحة الوطن.. أو حتى مصلحة (الحزب) كما فعل «أوباما» أو الحزب الديمقراطي في أمريكا مع «أوبرا»؟! { الفضائيات عندنا تستقطب (بنات سمحات)، لكنها لا تدري، ولا تدري أنها لا تدري، أن (السماحة) - وحدها - لا تكفي لنجاح البرامج وصناعة النجوم، والدليل أن «وينفري» ليست جميلة. { هؤلاء المذيعات ظلمتهن المدارس.. ثم الجامعات التي لا تخرج مثقفاً، ثم ظلمهن المجتمع.. والدولة التي لا توفر وظائف، وها هي الفضائيات تظلمهن بهذا الظهور (البائس)، ولكن علينا أن نوجههن، ونصبر عليهن، لأن بلادنا في حاجة إلى (نجوم).