يهل علينا في الأيام المقبلات عيد الفطر المبارك والاستعدادات لهذه المناسبة تجري على قدم وساق داخل البيت السوداني. حيث تقوم الأسر بتجهيز ما يلزمها من احتياجات العيد وذلك بتحضير الحلويات والكعك والناعم وغيرها من أشكال الخبائز. ثم تبدأ الأسر في شراء مستلزمات الأطفال وهي شريحة مهمة تحرص جميع الأسر على أن تُدخل الفرحة في نفوس أطفالها مهما كانت الظروف ومهما كان ارتفاع قيمة مستلزماتها الشرائية. «الأهرام اليوم» قامت بجولة داخل السوق لمعرفة أسعار الملابس وجودتها والجديد من ماركتها وسط التجار والمواطنين فماذا قالوا؟: أوضح لقمان محمود أن الأسعار داخل السوق عموماً متدنية وفي متناول أيدي الجميع لكن الإقبال غير مطمئن. فسابقاً كان الأشخاص يفضِّلون التسوُّق منذ بداية رمضان وذلك خوفاً من إزدحام السوق وارتفاع الأسعار. وأضاف أن فئة البنات هي الأكثر شراءً للملابس وأكثر اهتماماً بالموضة. أما الجديد السودانيون عموماً لا يهتمون بالماركة وذلك لضعف ثقافتهم التسويقية فهم يهتمون دائماً بأن يكون السعر (رخيصاً). وذكرت آفاق الشامي أن شراء ملابس العيد من العادات التي أصبحت تمثِّل ضرورة عند المجتمع. فهناك من يبدأ بشراء الملابس مبكراً خوفاً من ارتفاع الأسعار، وأشارت إلى أنه في الماضي كان الناس يقومون بتفصيل ملابسهم لدى (الترزي) لكن حالياً لا يوجد أحد. بل يفضلون الملابس المحلية على الرغم من أن الملابس في السابق أكثر احتشاماً وأناقة مقارنةً بما هو متواجد في السوق الآن. وأضافت أن الأسعار الحالية في السوق هي أسعار مناسبة لكن هناك ارتفاع طفيف في بعض ملابس الأطفال والفتيات. وأبان عبدالله أحمد أن الإقبال على الشراء ضعيف على الرغم من أن الأسعار ثابتة لكل الفئات العمرية، وأن جودة الملابس عالية لكن هناك ركود عام من ناحية الإقبال على الشراء فكل عام يزداد سوءاً. وقد أشارت عوضية محمد أن الأسعار غالية وأن العرض متوفر وهناك قلة في الطلب لأن المعروض قليل الجودة ورغم ذلك نشتري من أجل فرحة الأطفال. وأضافت أن ملابس زمان كانت محتشمة وفضفاضة أما ملابس اليوم فقد أصبحت ضيقة وغير محتشمة وتُظهر مفاتن الجسد. وقد أكدت أن هذه الملابس دخلية على مجتمعنا السوداني الذي اتصف بالمحافظة على عاداته وتقاليده، وقالت إن زمان أفضل وأجود وأحسن من أي ناحية. وعلى ذات السياق سألنا عن أوجه الشبه والمقارنة بين الخياطة ما بين الأمس واليوم. فأجابنا الترزي آدم بأن إقبال المواطن على تفصيل الملابس أصبح ضعيفاً. وأضاف أن الناس (زمان) كانوا يهتمون بخياطة الملابس الرجالية خاصة (الأردية) ثم تطور إلى البناطلين. وأشار إلى أن المرأة كانت أكثر اهتماماً بتفصيل ملابسها مثل (قصة الكلوش) وغيرها. وأضاف أن المرأة السودانية كانت تحرص على تفصيل فستان (الجرتق) والخطوبة إلا أن تغيُّر الزمن وتطوره ساعد على استغناء الناس عن تفصل الملابس واللجوء إلى الملابس الجاهزة. وأبان أن مهمة الترزي انحصرت في تضييف وتوسيع الملابس الجاهزة فقط.