والشهر الكريم يمضي نحو خواتيم أيامه البركة تمضي معه قافلة من البرامج والسهرات والاسكتشات الدرامية الى نهاية المطاف ليجد المشاهد والمستمع السوداني نفسه وقد امتلأ لمن بس بوارد مهول من الأعمال التي تلقاها خلال الشهر الكريم. وإن كان واحدا من أهم الملاحظات لبرامج رمضان هذا العام وأقصد تلك التي تظل عبر الشاشة البلورية أنها جاءت على نسق واحد أقرب الى الاستنساخ إذ أن معظم الأفكار والرؤى الإعدادية بنيت على فكرة الحوار «المطعم» بوجود فنان أو ثنائي أو مجموعة من الفنانين لكن الفارق ما بين فكرة وأخرى كان يتحكم فيها مقدمها وهو من يمنحها أنفاثه ولمسته وبصمته الخاصة لذلك ربما أنك تجد ذات الشخصية المستضافة على فضائية في برامج كاملة الحضور والألق لكن ذات الشخصية قد تستضاف في برنامج آخر يكون غاية في الجمود والسكون وتفقد حتى رغبة تكملة المشاهدة والفارق ما بين البرنامجين يلعب على أوتاره مقدم البرنامج الذي هو وحده من يستطيع أن يكمل نوتة لحنه الموسيقي ليعزفه أداءً يستحق المتابعة والمشاهدة. ولعل رمضان هذا العام قد شهد عودة بعض ممن هجروا التقديم البرامجي الى حين كالاستاذ حسين خوجلي والطيب عبدالماجد، وكلاهما من أصحاب المفردة البسيطة والإحساس بالمشاهد ودي أهم نقطة أن يشعر المقدم بما يدور في خلد المشاهدين من أسئلة واستفسارات فيطرحها بدوره باحثاً عن أصل الإجابة. بالمناسبة الظهور التلقائي للطيب عبدالماجد أكد أن مكانه شاغر في الفضائية السودانية وأن ظهوره الموسمي مؤكد لا يشبع ولا يغطي ما يمتلكه هذا الشاب من مخزون ثقافي كبير الى جانب تلقائية محببة وإطلالة وحده رب العالمين من يمنحها لمن يشاء من عباده. ورمضان هذا العام جدد من نجومية سعد الدين حسن على النيل الأزرق الذي هو ضمانة نجاح أي سهرة بدلالة أنه ظل وطوال الشهر الكريم قاسماً مشتركاً لسهرة ليالي في الوقت الذي يتبدل فيه اللاعبون على المسرح طوال الاسبوع وإن كنت معجبة بمحاولات تسابيح مبارك خاطر في أن تجدد من مفرداتها ومن لغة التخاطب بينها والمشاهد لا سيما أن نادين عز الدين ظهرت وفي أول إطلالة لها على الشاشة بثبات وقوة شخصية يحسدنها عليها من سبقنها في النيل الأزرق بكم طاشر سنة وهناك الواعدة مي عمر التي أتمنى أن ترعاها النيل الأزرق تدريباً وتأهيلاً لأن الاعتماد على الموهبة ليس كافياً وهناك أيضاً سوركتي عبدالعزيز القادم جديد لنج وعلى فكرة هذا الشاب بمزيد من الخبرة ومداومة الإطلالة سيكون له شأن ومكان بين مذيعي النيل الأزرق شأنه شأن محمد عثمان الذي ظُلم كما ظلمت إسراء عادل ونجود حبيب في عدم المشاركة من خلال سهرة جماهيرية كسهرة ليالي. في كل الأحوال فإن رمضان هذا العام جاء مزدحماً ومحشوداً بالعديد من البرامج لكن يبقى الرهان على من ترك أثراً لدى المشاهد للدرجة التي تجعل لديه القابلية لمشاهدة ما قدم إن عرض للمرة الثانية وإن كانت شاشاتنا تظل حتى الآن نقية بيضاء لا تتناول الأحاديث الشخصية أو الحياة الخاصة للفنانين كما يحدث في بعض القنوات العربية التي شهدنا من خلالها أنواعاً من الردح وفلفلة حياة النجوم الخاصة لدرجة تجعلك تفقد حتى رغبة حب الاستطلاع أو الاسترسال في السمع. وحتى رمضان القادم أرجو ألا نشاهد رمضان 2012 كلاكيت مكرر على الرقم اتنين!! كلمة عزيزة عرفٌ سائد وليس بدعة أن تستضيف فضائية مذيعاً من فضائية أخرى للحديث حول نجوميته وعمله مستفيدة من معجبيه الذين سيتحلقون حول شاشة هذه الفضائية فتكسب بذلك زبائن جددا، لكن حتى هذه الإطلالة في ظني يجب أن تدرس من الضيف وإن كانت ستضيف لرصيده شيئاً مستنداً في ذلك على وزن القناة وصفتها الاعتبارية على هذه المقاييس دعوني أسأل الأخ سعد الدين حسن مقدم البرامج على النيل الأزرق ومذيع قناة العربية عن الإضافة التي ستشكلها استضافته في قناة زول في برنامج فاقد للهوية الحديث فيه من غير هدف وفي أي شيء وعن أي شيء. وعلى فكرة مقدم الحلقة صلاح لم يقصر في أن يغذي الحلقة بتقالة الدم لتمتد الى سعد الدين نفسه فتحول الى آخر غير الذي نعرفه في النيل الأزرق! فعن ماذا كان يبحث سعدالدين وهو يوافق على المشاركة في برنامج يخصم منه ولا يضيف؟!! كلمة أعز علمت أن الدكتور حمزة عوض الله قد سجل حواراً مع الشاعر هاشم صديق فأرسلت في طلب سماعة تترجم الى اللغة العربية؟