في قرية هادئة احتضنتها أسرة (ع) بضواحي كردفان المخضرة، كانت الأم تسعى لتربية طفلتيها بعد وفاة زوجها حتى تستطيع توفير لقمة العيش لهما حتى لا تنجرفا وراء تيارات الحياة المتلاطمة بالكثير من المشاكل التي قد تواجهما. ومرت السنوات سريعة حتى أصبحتا على أعتاب الزواج، فقامت بتزويج البنت الكبرى لأحد أبناء عمومتها وانتقلت مع زوجها لمنطقة قريبة من القرية التي ولدت وتربت وعاشت فيها أجمل أيام طفولتها ورحلت (ف) مع زوجها وتركت والدتها وشقيقتها التي تصغرها تعيشان في المنزل الواسع لوحدهما. غلب على (ن) الشقيقة الصغرى فراغ خلفته لها أختها بعد الرحيل إلى أن وجدت ضالتها في أحد الشباب الذي يسكن معهم في القرية وهو يكبرها بعشرة أعوام، وبدأت معه أول تجربة حب استمرت لسنوات الى أن تزوجها رغم اعتراض الأم عليه إلا أنها استطاعت إقناعها بالموافقة.. ولأن البنت (آخر العنقود) فعلت الأم كل ما بوسعها لإخراج الزواج أحسن ما يكون أو أفضل. وبالفعل تمت مراسم الزواج وكان حديث كل أهالي القرية، ورحلت هى الاخرى الى منزل زوجها الذي يبعد ايضا عن قريتها، وبدأت حياتها مع زوجها مليئة بالسعادة ولا تخلو من التناغم بينهما، إلا أن هذه السعادة لم تستمر طويلاً فتحولت إلى الضرب والإساءة ولم تستطع (ن) الصبر فطلبت الطلاق عدة مرات ولكن كان يقابلها بالرفض. وعندما أعيتها الحيلة أخبرت والدتها بما يحدث لها فجاءت الأم وأقامت مع بنتها علها تستطيع حمايتها من ضرب زوجها، ولكن الأم لم تكن تعلم ماذا يخبئ لها القدر. طلبت الزوجة من الزوج السماح لها بزيارة شقيقتها التي وضعت والإقامة معها لعدة ايام حتى تتمكن من مساعدتها، ولكنه رفض ذلك فذهبت والدتها لوحدها، ثم عادت بعد ثلاثة أيام، وطلبت الزوجة الاطمئنان على أختها وهي قريبة منها إلا أن الزوج رفض مرة أخرى، فما كان من الأم غير اصطحاب ابنتها خفية متجهتين الى شقيقتها. في الطريق قابل الزوج زوجته ووالدتها فاعترض على ذهاب زوجته دون رضاه، ودار بينهما نقاش طويل تطور لاحقاً إلى شجار وضرب وقام الزوج بضرب زوجته بالفأس الذي كان يحمله في يده، وتدخلت الأم فأصابها هي أيضا على رأسها فسقطت الأم سابحة في دمائها وأمسك الزوج بيد زوجته طالباً منها الذهاب لمنزلها فامتنعت عن الذهاب وقررت عدم ترك والدتها.. كان هذا الموقف تراجيدياً استوقف كل الحاضرين الذين شاهدوه وهم يذرفون الدموع، وتمكن عدد من الحضور من ربط الزوج واقتياده لمركز الشرطة التي اتخذت ضده الإجراءات القانونية اللازمة. وبالتحري معه أقر بجريمته، وبعد اكتمال جميع البيانات اصدرت المحكمة قرارها وقضت بإعدامه شنقاً حتى الموت.