{ في ظل هذا التعقيد الدولي والهيمنة الأمريكية المتوحدة والتفاوض الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يبارح مكانه والتشتت العربي والموقف الفلسطيني التائه ما هي الحلول إذن؟ { الحلول هي أن يعود العرب جميعاً للمقاومة حتى وإن لم نحقق أية نتائج ملموسة على الأرض الآن، فالمقاومة يجب أن تُدعم من كل البلدان العربية والإسلامية حتى لا يُكتب في التاريخ العربي أن هناك توريثاً للهزيمة. { فالآن لا مفاوضات القدس ولا شرم الشيخ ولا الجولات الإمبريالية واليهودية هنا وهناك ولا التباكي باسم السلام العالمي وردّ الحقوق المشروعة؛ كل ذلك لن يفيد ولن يحرك ساكناً؛ فالكيان الصهيوني أصبحت له دولة تتحدث باسمه في العالم الخارجي وصارت له عواصم وشخصيات عالمية تعمل لصالحه ووزراء وسفراء حول العالم. لهذا نقول إن الخيار الأوحد لدى كل القيادات الفلسطينية، سواء في حركة فتح أو حماس أو بقية الفصائل، هو النزول للشارع الفلسطيني واستفتاء الشعب حول مآلات المستقبل. { ويا أهل فلسطين ويا عرب جميعاً لا تنتظروا حلاً لا من هيلاري كلينتون ولا جورج ميتشل ولا نتنياهو، فالمفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن أن تستند في يوم من الأيام على نوايا حسنة خاصةً من الجانب الإسرائيلي الذي علمنا دائماً المراوغة واللعب بمشاعر العرب، وحتى الدعوة للسلام الشامل التي تتبناها أمريكا كراعية للسلام «الصراع» هي لا تعدو أن تكون دعوة للعلاقات العامة وإلهاء العرب بأن هناك قضية وهذه المرة لابد من حلها ولكن سرعان ما يذوب الجليد وتتنفس إسرائيل الصعداء. فإسرائيل في هذا الصراع لا تستخدم ولا تستهدف لعبة السياسة فقط بل تستهدف التاريخ والجغرافيا لذلك نقول ونجدد القول إن المقاومة كانت ولا تزال هي الخيار الأوحد وليس التفاوض ما دام هناك احتلال، ولا يوجد هناك شعب لفتح وشعب لحماس بل الكل هم فلسطينيون. { فإسرائيل هي مجتمع غير قابل للتعايش، والصهيونية هي دائماً تسعى لخداع العالم بأنها مع السلام فيما تستعد في الجانب الآخر لضرب سفن الإنسانية التي تحمل مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني والآن قبل المفاوضات وقبل كل شيء يجب أن نسأل أنفسنا أين وصلت سفينة مريم وناجي العلي التي تحمل مواد إنسانية؟ لماذا توقف مشروع السفينة، فلماذا الحرب العالمية على هذه السفن، ولماذا يغض الملوك والرؤساء جميعاً، عرباً وفرنجة، الطرف عن السفن ذات المقاصد النبيلة ويهتمون بجلوس نيتناهو مع القيادة الفلسطينية؟ { فيا عرب انهضوا ويا جامعة عربية أفيقي من هذا النوم فلقد بلغ بك العمر عتياً، أكثر من (65) عاماً على إنشائك وما زال الليل طفلاً، علينا أن نبدأ بالحد الأدنى حتى لا تعود بنا القهقرى للوراء ونقولها واضحة إن أي خلاف سياسي بين دولة ودولة وبين نظام ونظام يجب ألاّ يؤثر على الثوابت ولعل القضية الفلسطينية هي أول ثابت من هذه الثوابت. { ويا هيلاري كلينتون كوني مع سفينة مريم للإنسانية والحرية فهي أنفع لك وخير من هذه المفاوضات الزائفة.