في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1976م كان المتنافسان هما جيمي كارتر عن الحزب الديمقراطي وجيرالد فورد عن الحزب الجمهوري، وفاز الأول وكان الثاني هو رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الانتخابات وقد أتت إليه تلك الرئاسة طائعة منقادة في أعقاب استقالة الرئيس نيكسون اضطراراً بسبب فضيحة ووتر جيت عام 1974م وقبلها كان فورد هو نائب الرئيس نيكسون. وشهد عهد كارتر الذي استمر فترة رئاسية واحدة انتهت عام 1980م حوادث مهمة منها اتفاقيات كامب ديفيد عام 78 ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في مارس 79 والثورة الإيرانية والغزو السوفيتي لأفغانستان في نفس ذلك العام. وكانت الحرب الباردة في ذلك الوقت من النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين في مقدمة حقائق الواقع السياسي الدولي وكان طرفا تلك الحرب كما هو معروف المعسكر الرأسمالي الديمقراطي بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية والمعسكر الشيوعي الشمولي بزعامة الاتحاد السوفيتي. وكان السودان يعيش في ظل النظام المايوي وكانت العلاقة بين الشمال والجنوب في أوج ازدهارها وكانت تلك إحدى ثمار إتفاقية أديس أبابا الموقّعة عام 72. وكان الجنوب على وجه التحديد يشهد استقراراً وسلاماً غير مسبوقين. ولقد أعادنا إلى كارتر وأيامه كتاب جديد ألّفه حمل اسم «يوميات البيت الأبيض» ولم ينزل الكتاب بعد إلى المكتبات ولكن بدأت الصحف تتحدث عنه. ومما قِيل عن محتوى الكتاب أن الرئيس السابق كارتر انتقد سياسة الرئيس أوباما حول موقف إسرائيل من تجميد المستوطنات في الضفة الغربية وهو التجميد المقرر أن ينتهي يوم 26 الجاري، وقال إن الرئيس أوباما انسحب من التزامه المبدئي بإنهاء بناء المستوطنات. وانتقد الرئيس كارتر أيضاً زميله الديمقراطي الرئيس الأسبق بيل كلينتون في نفس الموضوع أي موضوع بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وقال إن بناءها في عهد كلينتون كان يتم بسرعة لافتة. وجاء أيضاً في الصحافة الغربية والإسرائيلية تحديداً وإسرائيل من صميم الغرب رغم أنها تقع في قلب الشرق الأوسط أن آراء الرئيس كارتر حول إسرائيل أثارت في الماضي جدلاً واسعاً ومن هذه الآراء تشبيهه لسياسة إسرائيل في الضفة الغربية بسياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل مانديلا طبعاً وقد ورد ذلك في كتابه «فلسطين.. السلام لا الفصل العنصري». وقد نعود للكتاب بعد وصوله إلى المكتبات؟! وفي نفس الوقت نجدد إعجابنا بأن الرؤساء هناك وكلاً من له قيمة يوثقون تجاربهم على الورق وعلى غيره من وسائل الحفظ وما يوثقونه من تاريخ، يعكسنا نحن حيث ذهب كثير من تاريخنا كما قالوا إلى المقابر ولن نعثر عليه أبداً!!